суббота, 30 марта 2019 г.

 ابن كلاب و الكلابية

 ⁦✔️⁩ بدعته في كلام الله:

 • قال أبو الحسن الأشعري (ت. 324 ه‍): "وزعم عبد الله بن كلاب أن ما نسمع التالين يتلونه هو عبارة عن كلام الله عز وجل وأن موسى عليه السلام سمع الله متكلماً بكلامه وأن معنى قوله: {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ} معناه: حتى يفهم كلام الله، ويحتمل على مذهبه أن يكون معناه: حتى يسمع التالين يتلونه". [مقالات الإسلاميين: ص/585]

 • قال السجزي (ت. 444 ه‍): "اعلموا - أرشدنا الله وإياكم- أنه لم يكن خلاف بين الخلق على اختلاف نِحَلهم من أول الزمان إلى الوقت الذي ظهر فيه ابن كلاب والقلانسي والصالحي والأشعري. وأقرانهم الذين يتظاهرون بالرد على المعتزلة وهم معهم بل أخس حالاً منهم في الباطن في أن الكلام لا يكون إلا حرفاً وصوتاً ذا تأليف واتساق وإن اختلفت به اللغات.... 
فالإجماع منعقد بين العقلاء على كون الكلام حرفاً وصوتاً فلما نبغ ابن كلاب وأضرابه وحاولوا الرد على المعتزلة من طريق مجرد العقل، وهم لا يخبرون أصول السنة، ولا ما كان السلف عليه، ولا يحتجون بالأخبار الواردة في ذلك زعماً منهم أنها أخبار آحاد، وهي لا توجب علماً وألزمتهم المعتزلة أن الاتفاق حاصل على أن الكلام حرف، وصوت، ويدخله التعاقب، والتأليف، وذلك لا يوجد في الشاهد إلا بحركة وسكون، ولا بد له من أن يكون ذا أجزاء وأبعاض، وما كان بهذه المثابة لا يجوز أن يكون من صفات ذات الله، لأن ذات الله سبحانه لا توصف بالاجتماع والافتراق، والكل والبعض، والحركة والسكون. وحكم الصفة الذاتية حكم الذات.
قالوا: فعلم بهذه الجملة أن الكلام المضاف إلى الله سبحانه خلق له أحدثه وأضافه إلى نفسه. كما تقول: عبد الله، وخلق الله وفعل الله.
فضاق بابن كلاب وأضرابه النفس عند هذا الإِلزام لقلة معرفتهم بالسنن، وتركهم قبولها وتسليمهم العنان إلى مجرد العقل، فالتزموا ما قالته المعتزلة وركبوا مكابرة العيان وخرقوا الإجماع المنعقد بين الكافة المسلم والكافر. وقالوا للمعتزلة: الذي ذكرتموه ليس بحقيقة الكلام، وإنما يسمى ذلك كلاما على المجاز لكونه حكاية أو عبارة عنه، وحقيقة الكلام: معنى قائم بذات المتكلم". [رسالة السجزي إلى أهل زبيد: 119-115]

 • قال الذهبي (ت. 748 ه‍): "فأحدث ابن كُلاب القول بأنه كلامٌ قائمٌ بذات الربّ بلا قدرة ولا مشيئة. فهذا لَم يكن يتصوّره عاقل، ولا خطرَ ببال الجمهور، حتى أحدث القول بِهِ ابن كُلاب". [تاريخ الإسلام: 5/ 982]

 • وقال عنه: وكَانَ يَقُوْلُ: بَأَنَّ القُرْآنَ قَائِمٌ بِالذَّاتِ بِلاَ قُدرَةٍ وَلاَ مَشِيْئَةٍ. وَهَذَا مَا سُبِقَ إِلَيْهِ أَبَداً، قَالَهُ فِي مُعَارَضَةِ مَنْ يَقُوْلُ بِخَلْقِ القُرْآنِ. [السير: 11/174]

 • قال ابن تيمية (ت. 728 ه‍): "ولهذا لم يقل هذا القول من طوائف المسلمين ولا غير المسلمين إلا ابن كلاب ومن اتبعه". [درء تعارض العقل والنقل: 4/113]

⁦✔️⁩ أقوال العلماء فيه وفي أتباعه:

 1) الإمام أحمد (ت. 241 ه‍)

• فقد ذكر الحاكم في ترجمة إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة - رحمه الله تعالى - أنه قال:  فقد كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره. نقله الذهبي في ["السير": 14/ 380، "درء تعارض العقل والنقل": 2/81]

• قال ابن البنا (ت. 471 ه‍): "هم يقولون: القرآن، عبارة عن هذه الحروف والأصوات والسور والآيات وليس هذا هو القديم عندهم وبهذه المقالة كفرهم أحمد حين قالها ابن كلاب". [المختار في أصول السنة: ص/97]

2) الإمام أبو بكر محمد بن خزيمة (ت. 311 ه‍)

• قال أبو بكر ابن خزيمة لما قال له أبو علي الثقفي : "ما الذي أنكرت أيها الأستاذ من مذاهبنا حتى نرجع عنه؟" قال: "ميلكم إلى مذهب الكلابية، فقد كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره". ["سير أعلام النبلاء": 14/380، "درء تعارض العقل والنقل": 2/80]

• وقال أبو إسماعيل الأنصاري: سمعت إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني يقول: "استتيب الصِّبغي والثقفي على قبر ابن خزيمة"(يعني بتهمة الكلابية) ["ذم الكلام وأهله": 1328، "درء تعارض العقل والنقل": 2/82]

• وقال ابن خزيمة: : "مَنْ نَظَرَ فِي كُتُبِي الْمُصَنَّفَةِ فِي الْعِلْمِ، ظَهَرَ لَهُ وَبَانَ أَنَّ الْكِلابِيَّةَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ كَذَبَةٌ فِيمَا يَحْكُونَ عَنِّي، مِمَّا هُوَ خِلافُ أَصْلِي وَدِيَانَتِي، قَدْ عَرَفَ أَهْلُ الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ أَنَّهُ لَمْ يُصَنِّفْ أَحَدٌ فِي التَّوْحِيدِ وَفِي أُصُولِ الْعِلْمِ مِثْلَ تَصْنِيفِي، فَالْحَاكِي عَنِّي خِلافَ مَا فِي كُتُبِي الْمُصَنَّفَةِ الَّتِي حُمِلَتْ إِلَى الآفَاقِ شَرْقًا وَغَرْبًا كَذَبَةٌ فَسَقَةٌ". [ذم الكلام وأهله: 1265، السير: 14/379]

• وقد ذكرَ شيخُ الإِسلام أبو إسماعيلَ الأنْصاري في "مناقب الِإمام أحمد" فتنة الكُلَّابية، وقال:
"فطارَ لتلك الفتنةِ ذاكَ الإِمام أبو بكْر -يعني ابنَ خُزَيمة- فلمْ يزَل يَصيحُ بتشويهها، ويُصَنِّفُ في ردِّها، كأنَّه مُنْذِر جيشٍ، حتى دَوَّنَ في الدَّفاتر، وتمكَّن في السَّرائر، ولقَّنَ في الكَتاتيب، ونقَشَ في المَحاريب: إنَّ الله متكلّمٌ، إن شاءَ تكلَّمَ، وإنْ شاءَ سكَتَ، فجَزى الله ذاك الِإمام، وأولئك النَّفرَ الغرَّ عن نُصْرة دينهِ وتوقير نبيِّه خَيرا". ["مجموع الفتاوى": 6/178]

3) الإمام محمد بن إسحاق السَّرَّاج محدث خراسان (ت. 313 هـ)

• قال الذهبي في ترجمته: قَالَ الحَاكِمُ: وَسَمِعْتُ أَبَا سَعِيْدٍ بنَ أَبِي بَكْرٍ يَقُوْلُ: لَمَّا وَقَعَ مِنْ أَمرِ الكُلاَّبِيَّةِ مَا وَقَعَ بِنَيْسَابُوْرَ، كَانَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ يَمْتَحِنُ أَوْلاَدَ النَّاسِ، فَلاَ يُحَدِّثُ أَوْلاَدَ الكُلاَّبِيَّةِ، فَأَقَامَنِي فِي المَجْلِسِ مَرَّةً، فَقَالَ: قُلْ: أَنَا أَبْرَأُ إِلَى اللهِ - تَعَالَى - مِنَ الكُلاَّبِيَّةِ.
فَقُلْتُ: إِنْ قُلْتُ هَذَا، لاَ يُطْعِمُنِي أَبِي الخُبْزَ.
فَضَحِكَ، وَقَالَ: دَعُوا هَذَا. ["السير": 14/395]

4) أبو حامد أحمد بن محمد بن شارك الهروي الشافعي المفسر مفتي هراة وشيخها (ت. 355 ه‍) تلميذ أبي يعلى الموصلي صاحب المسند.

 • عن أبي حامد أحمد بن حمدان إجازة: "أن جده أبا حامد الشاركي في علته التي توفي فيها دخل عليه أبو عبد الله الفياضي وعنده أبو سعد الزاهد، فلما دخل، قام إليه الناس يعظمونه، ولم ينظر إليه أبو سعد، فقال أبو حامد: أسندوني، فأسندوه، فرفع صوته وكان منه من الشدة على الكلابية شأن". [ذم الكلام وأهله: 1281]

5) أبو علي حامد بن محمد الهروي الرَّفَّاء (ت. 356 ه‍) تلميذ أبي عثمان الدارمي وإبراهيم الحربي.

• كان أبو علي الرفاء يقول: "لعن الله الكلابية –وكان يشير بيده إلى دار فلان-. قال: ورأيته على المنبر طرف ردائه على رأسه". [ذم الكلام وأهله: 1280]

6) إبراهيم بن أحمد بن عمر أبو إسحاق بن شاقلا الحنبلي (ت. 369 ه‍)

• قال في مناظرة مع أبي سليمان الدمشقي له: "ثم قلت له: أنت مذهبك أن كلام الله عز وجل ليس بأمر ولا نهي، ولا متشابه ولا ناسخ ولا منسوخ، ولا كلامه مسموع، لأن عندك الله عز وجل لا يتكلم بصوت، وأن موسى لم يسمع كلام الله عز وجل بسمعه، وإنما خلق الله عز وجل في موسى فهماً فهم به.
فلما رأى ما عليه في هذا من الشناعة قال: فلعلي أخالف ابن الكلاب القطان في هذه المسألة من سائر مذهبه.". [طبقات الحنابلة: 2/135]

7) عبيدالله بن محمد ابن بطة (ت. 378 ه‍)

• وقال: وَمِنْ خُبَثَائِهِمْ وَمَنْ يَظْهَرُ فِي كَلَامِهِ اَلذَّبُّ عَنْ اَلسُّنَّةِ وَالنُّصْرَةُ لَهَا وَقَوْلُهُ أَخْبَثُ اَلْقَوْلِ: اِبْن كُلَّابٍ وَحُسَيْنٌ اَلنَّجَّارُ وَأَبُو بَكْرٍ اَلْأَصَمُّ وابن علية أعاذنا الله وإياكم من مقالتهم وعافانا وإياك من شرور مذاهبهم". [الإبانة الصغرى: 551]

8) الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده (ت. 395 ه‍) حافظ أصبهان

• قال: "ليتق الله امرؤ وليعتبر عن تقدم ممن كان القول باللفظ مذهبه ومقالته، كيف خرج من الدنيا مهجوراً مذموماً مطروداً من المجالس والبلدان لاعتقاده القبيح؟! وقوله الشنيع المخالف لدين الله مثل: الكرابيسي، والشواط، وابن كلاب، وابن الأشعري، وأمثالهم ممن كان الجدال والكلام طريقه في دين الله عز وجل". [ طبقات الحنابلة: 4/424، ذم الكلام وأهله: 1345]

9) أبو سعد أحمد بن محمد بن الخليل الأنصاري الهروي الماليني الشافعي (ت. 412 هـ)

• قال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي الأنصاري: سمعت الشيخ أبا الحسن الماليني طاهر بن محمد يقول: "قيل لأبي سعد الزاهد: إنا أبا الحسن الديناري ناضل عنك عند سبكتكين، فقال: وإياه فلعن الله لأنه كلابي". [ذم الكلام وأهله: 1297]

10) شيخ خراسان أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن محمد الأزدي السلمي النيسابوري (ت. 412 هـ)

• قال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي الأنصاري: سمعت أحمد بن أبي نصر يقول: "رأينا محمد بن الحسين السلمي يلعن الكلابية" [ذم الكلام وأهله: 1309]

11) عبد الرحمن بن علي بن أبي منصور أبو سعيد الطالقاني

• قال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي الأنصاري: سمعت أبي يقول: "سمعت أبا سعيد الطالقاني غير مرة في مجلسه يلعن الكلابية، ويصرح باسم رئيس فيهم، وينسب أبا سعد إلى المداهنة". [ذم الكلام وأهله: 1334]

12) أبو نصر السجزي (ت. 444 ه‍)

• قال: "ثم بلي أهل السنة بعد هؤلاء بقوم يدعون أنهم من أهل الاتباع. وضررهم أكثر من ضرر المعتزلة وغيرهم، وهم: أبو محمد بن كلاب وأبو العباس القلانسي، وأبو الحسن الأشعري.
وبعدهم: محمد بن أبي تريد بسجستان وأبو عبد الله بن مجاهد بالبصرة.
وفي وقتنا: أبو بكر بن الباقلاني ببغداد، وأبو إسحاق الاسفرائيني وأبو بكر بن فورك بخراسان فهؤلاء يردون على المعتزلة بعض أقاويلهم. ويردون على أهل الأثر أكثر مما ردّوه على المعتزلة". [رسالة السجزي إلى أهل زبيد: 343-345]

13) أبو القاسم سعد بن علي الزنجاني (ت. 471 ه‍)

• قال في منظومته الرائية:

وَجَعْدٌ فَقَدْ أَرْدَاهُ خُبْثُ مَقَالِهِ * * * وَأَمَّا ابْنُ كُلاَّبٍ فَأَقْبِحْ بِمَا ذَكَرْ

[رقم البيت: 33]

14) محمد بن طاهر المقدسي القيسراني (ت. 507 ه‍)

وأما ابن كلاب فجاء ببدعة *** وجعد وجهم والمريسي ذوو الدبر 
وجاء ابن كرام بمين وفرية *** على الله والمبعوث منه وما شعر 
فهم أحدثوا هذا الكلام بعقلهم *** وكلهم عن منهج الحق قد عبر 
أرادوا به تشويش شرع محمد *** فما بلغوا ما أمّلوه من الغرر 

[الحجة على تارك المحجة: 202] 

15) قال محمد بن إسماعيل التيمي الأصبهاني (ت. 537 ه‍)

• قال: "أرادوا [يعني المعتزلة] نقض أصول الدين فلما لم يتم لهم ما قصدوه تبعهم الكلابي فوضع كلاماً ظاهره موافق، وباطنه موبق، وقال: لا أقول القرآن مخلوق، ولكن أقول إن الذي في مصاحفنا ليس كلام الله، ولكنه عبارة عن كلامه، وكلامه قديم قائم بذاته، ولا أنفي الاستواء، ولكن لا أقول: استوى بذاته ولا أنفي اليد، والوجه، ولكن أتأوّلها،فتأولها تأويلا ذهب عما كان عليه الصحابة والتابعون". ["الحجة في بيان المحجة": 2/550]

فاعتبر الإمام الأصبهاني مذهب ابن كلاب مذهبا موبقا وخارجا وذاهبا عن عقيدة السلف من الصحابة والتابعين.

16) أبو محمد عبدالقادر الجيلاني (ت. 561 ه‍)

• قال: فأصل ثلاث وسبعين فرقة عشرة: أهل السنة، والخوارج، والشيعة، والمعتزلة، والمرجئة، والمشبهة، والجهمية، والضرارية، والنجارية، والكلابية. [الغنية لطالبي طريق الحق: ص/75]

17) أبو طاهر أحمد محمد السلفي (ت. 576 ه‍)

• قال الحافظ الذهبي: أَنْبَأَنِي أَحْمَد بن سَلاَمَةَ، عَنِ الحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ بن سُرُوْر، أَنشدنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ لِنَفْسِهِ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ:

وأتباع ابن كلاب كِـلاب ** على التحقيق هم من شر آل

قال الحافظ الذهبي معلقا : صدق النَّاظمُ -رَحِمَهُ الله- وَأَجَاد، فَلأَن يَعِيْش المُسْلِم أَخرس أَبكَم خَيْر لَهُ مِنْ أَنْ يَمتلِئَ بَاطِنه كَلاَماً وَفَلْسَفَةً! [السير: 36/21-29]

18) ابن قدامة المقدسي (ت. 620 ه‍)

• وقال ابن قدامة عنهم: "ومن السنة هجران أهل البدع ومباينتهم وترك الجدال والخصومات في الدين وترك النظر في كتب المبتدعة والإصغاء إلى كلامهم وكل محدثة بدعة وكل متسم بغير الإسلام مبتدع كالرافضة والجهمية والخوارج والقدرية والمرجئة والمعتزلة والكرامية والكلابية والسالمة ونظائرهم، فهذه فرق الضلال وطوائف البدع، أعاذنا الله منها". ["لمعة الاعتقاد": ص/42]
وهذا تبديع صريح.

19) أبو الصفاء خليل الصفدي الشافعي (ت. 696 ه‍) 

• وقال الصفدي وهو من المتكلمين: "عبد الله بن سعيد بن كلاب، الفقيه أبو محمد البصري. كان يرد على المعتزلة وربما وافقهم". ["الوافي بالوفيات": 17/104]

20) أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية (ت. 728 ه‍)

• وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: "مع أن ابن كلاب كان مبتدعا عند السلف بما قاله في مسألة القرآن؟ وفي إنكار الصفات الفعلية القائمة بذات الله". ["الفتاوى الكبرى": 6/631] 


⁦✔️⁩ اعتراف الطائفة الأشعرية بأنهم من الكُلَّابية:

من المعروف الذي لا خلاف فيه حتى عند الأشاعرة أنفسهم أن مذهب الأشاعرة هو مذهب الكلابية (مذهب عبد الله ابن سعيد بن كلاب) فعنه أخذ الأشعري مذهبه الكلامي الذي صار إليه بعد الاعتزال، لا خلاف بين الأشاعرة أنفسهم في هذا.

  • قال عبدالرحمن ابن خلدون (ت. 808 ه‍) وهو أشعري: "إلى أن ظهر الشيخ أبو الحسن الأشعري وناظر بعض مشيختهم ـ أي المعتزلة ـ في مسائل الصلاح والأصلح فرفض طريقتهم، وكان على رأي عبدالله بن سعيد بن كلاّب وأبي العباس القلانسي والحارث المحاسبي ... ". [مقدمة ابن خلدون: ص/853]

 • وقال أبو بكر ابن قاضي شهبة (ت. 851 ه‍) عن عبد الله بن كلاب:
"كان من كبار المتكلمين ومن أهل السنة، وبطريقته وطريقة الحارث المحاسبي اقتدى أبو الحسن الأشعري".["طبقات الشافعية" 1/78]

 • وقال كمال الدين البياضي (ت. 1098 ه‍) : "فلم يخلُ زمان من القائمين بنصرة الدين وإظهاره . . وقد سبقه ـ يعني الأشعري ـ أيضاً في ذلك ـ يعني في نصرة مذهب أهل السنة ـ الإمام أبو محمد عبدالله بن سعيد القطان [يعني ابن كلاب]. . " [إشارات المرام من عبارات الإمام أبي حنيفة النعمان: ص/23]
فمذهبهم واحد، سبق إليه ابن كلاب والمحاسبي والقلانسي وتبعهم الأشعري.

 • ويقول أبو الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني الأشعري (ت. 548 ه‍): "حتى انتهى الزمان إلى عبد الله بن سعيد الكلابي وأبي العباس القلانسي والحارث بن أسعد المحاسبي ... وانحاز الأشعري إلى هذه الطائفة فأيد مقالتهم بمناهج كلامية وصار ذلك مذهبا لأهل السنة والجماعة وانتقلت سمة الصفاتية إلى الأشعرية". ["الملل والنحل": ص/81]

فهم طائفة واحدة : ابن كلاب والقلانسي والمحاسبي والأشعري بنص كلام هذا الإمام الأشعري.

 • وقال عنه جمال الدين عبد الرحيم بن الحسن الإسنوي (ت. 772) : "كان من كبار المتكلمين ومن أهل السنة… ذكره العبادي في طبقة أبي بكر الصيرفي، قال: إنه من أصحابنا المتكلمين". [طبقات الشافعية للأسنوي 2/ 178]

ولظهور هذه المتابعة من الأشعري لمذهب ابن كلاب نجد أن بعض الأشاعرة إذا تكلم في بعض الأحيان يقول: قال شيخنا الكلابي ، أو ابن كلاب ، انظر على سبيل المثال "أصول الدين" للبغدادي و "نهاية الاقدام" الشهرستاني.

• وقد قال الشهرستاني الأشعري: "قالت الأشعرية: ذهب شيخنا الكلابي عبد الله بن سعيد إلى أنَّ كلام الباري في الأزل لا يتصف بكونه أمراً ونهياً وخبراً واستخباراً إلا عند وجود المخاطبين واستجماعهم شرائط التكليف". ["نهاية الإقدام": ص/303]

 • وقال أبو محمد علي ابن حزم [ت. 456 ه‍] في الفصل بعدما ذكر الأشعري ومذهبه ثم عمم الخطاب لطائفته ثم قال ابن حزم : "وقال شيخ لهم قديم وهو عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري". ["الفصل": 4/157]

فاعتبره ابن حزم شيخَ الأشعرية

 • ويقول محمد السفاريني [ت. 1188]: "فهذا أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب ، هو الذي تبع طريقته أبو الحسن الأشعري ، وإن خالفه في بعض الأشياء ، إلا إنه على نهجه في إثبات الصفات ...". ["لوامع الأنوار البهية": 1/209]

وهذا ابن فورك أحد أكبر علمائهم جمع بين كلام ابن كلاب والأشعري وبيَّن اتفاقهما في الأصول في كتابه المقالات كما نقل عنه شيخ الإسلام في الاستقامة وغيره.

 • قال شيخ الإسلام: "والكلابية هم مشايخ الأشعرية فإن أبا الحسن الأشعري إنما اقتدى بطريقة أبي محمد بن كلاب وابن كلاب كان أقرب إلى السلف زمنا وطريقة وقد جمع أبو بكر بن فورك شيخ القشيري كلام ابن كلاب والأشعري وبين اتفاقهما في الأصول". ["الاستقامة": 1/105].

⁦✔️⁩ آراء ابن كلاب المنحرفة الأخرى:

• قوله في الموافاة: 
قال أبو الحسن الأشعري: وزعم أنه لم يزل راضياً عمن يعلم أنه يموت مؤمناً وإن كان أكثر عمره كافراً ساخطاً على من يعلم أنه يموت كافراً وإن كان أكثر عمره مؤمناً، وإرادة الله سبحانه لكون الشيء هي الكراهة أن لا يكون. ["مقالات الإسلاميين": ص/547]

• قوله في التأويل
كان لإبراهيم بن شاقلا الحنبلي (ت. 369 هـ) مناظرة مع أبي سليمان الدمشقي في مسائل الصفات تبين أن ابن كلاب لم يكن على طريقة الإمام أحمد ولا على منهج السلف.
قال ابن شاقلا: "فقال لي جواباً عن حديث أنس: "إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها" إنما هما نعمتان.
فقلت له: هذا الخبر يقول: "إن الأصبعين نعمتان؟ " –أي: هل قال الخبر: إن الإصبعين نعمتان؟ استنكاراً لتأويله- واليدين صفة للذات. ولم يتقدمك بهذا أحد إلا عبد الله بن كلاب القطان الذي انتحلت مذهبه، ولا عبرة في التسليم للأصابع والتأويل لها على ما ذكرت: إن القلوب بين نعمتين من نعم الله عز وجل.....".  ["طبقات الحنابلة": 2/133]

• قوله بالإرجاء:
قال السبكي (ت. 771 ه‍): وَالسَّادِس أَنه إِقْرَار بِاللِّسَانِ والمعرفة وَهَذَا الْمَذْهَب يعزى إِلَى عَبْد الله بن سعيد ابْن كلاب وَكَانَ من أهل السّنة عَلَى الْجُمْلَة وَله طول الذيل فِي علم الْكَلَام وَحسن النّظر وَلم يَتَّضِح لي بعد شدَّة الْبَحْث انْفِصَال مذْهبه عَن مَذْهَب الْقَائِلين بِأَنَّهُ التَّصْدِيق فَإِن الْإِقْرَار بِاللِّسَانِ والمعرفة يَسْتَدْعِي سبق الْمعرفَة. ["طبقات الشافعية": 1/95]

والحمد لله رب العالمين... 

Комментариев нет:

Отправить комментарий