воскресенье, 17 марта 2019 г.

ذكر من ورد عنهم استخدام لفظ "بذاته" أو "بنفسه" في علو الله: 

١ - نعيم بن حماد الخزاعي (ت. ٢٢٨ ه‍ـ)

 قال: "حديث النزول يرد على الجهمية قولهم". و قال: "ينزل بذاته وهو على كرسيه"

[«التمهيد»: ٧/١٤٤]

٢ - الحارث بن أسد المحاسبي (ت. ٢٤٣ هـ)

قال: «وأما قوله {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه : 5] {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام : 18] و{أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك : 16]» وذكر عددًا من الآيات، ثم قال: «فهذا يوجب أنه فوق العرش، فوق الأشياء، منزه عن الدخول في خلقه، لا يخفى عليه منهم خافية، لأنه أبان في هذه الآيات أن ذاته بنفسه فوق عباده لأنه قال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ [الملك : 16]} يعني فوق العرش، والعرش على السماء،..»

[«فهم القرآن ومعانيه» للحارث المحاسبي:  ٣٥٠/١-٣٤٩]

٣ - إسماعيل بن يحيى المزني (ت. ٢٦٤ ه‍ـ)

قال: "عَال على عَرْشه فِي مجده بِذَاتِهِ وَهُوَ دَان بِعِلْمِهِ من خلقه أحَاط علمه بالأمور وأنفذ فِي خلقه سَابق الْمَقْدُور وَهُوَ الْجواد الغفور {يعلم خَائِنَة الْأَعْين وَمَا تخفي الصُّدُور}"
وذكر بعده الإجماع على ما ذكر في آخر رسالته: "هَذِه مقالات وأفعال اجْتمع عَلَيْهَا الماضون الْأَولونَ من أَئِمَّة الْهدى وبتوفيق الله اعْتصمَ بهَا التابعون قدوة ورضى وجانبوا التَّكَلُّف فِيمَا كفوا فسددوا بعون الله ووفقوا لم يَرْغَبُوا عَن الِاتِّبَاع فيقصروا وَلم يُجَاوِزُوهُ تزيدا فيعتدوا فَنحْن بِاللَّه واثقون وَعَلِيهِ متوكلون وَإِلَيْهِ فِي اتِّبَاع آثَارهم راغبون".

[«شرح السنة» للمزني: ص/٨٩،٧٥]

٤ - أبو سعيد عثمان الدارمي (ت. ٢٨٠ هـ)

قال: «لأنه قال في آي كثيرة ما حقق أنه فوق عرشه فوق سماواته فهو كذلك لا شك فيه فلما أخبر أنه مع كل ذي نجوى قلنا علمه وبصره معهم وهو بنفسه على العرش بكماله كما وصف.» 

[«الرد على الجهمية» للدارمي: ص/٤٤]

٥ - محمد بن عثمان بنُ أبي شَيْبَةَ (ت. ٢٩٧ هـ)

قال: "ثُمَّ تَوَافَرَتِ الْأَخْبَارُ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ الْعَرْشَ فَاسْتَوَى عَلَيْهِ بِذَاتِهِ ثُمَّ خلق الأرض والسموات، فَصَارَ مِنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ، وَمِنَ السَّمَاءِ إلى العرش. فَهُوَ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ وَفَوْقَ الْعَرْشِ بِذَاتِهِ مُتَخَلِّصًا من خلقه بائنا منهم، علمه في خلقه، لا يخرجون من علمه"

[«كتاب العرش» لابن أبي شيبة: ص/٥٠-٤٩]

٦ - أبو القاسم مسلمة بن القاسم القرطبي المالكي (ت. ٣٥٣ هـ)

قال رحمه الله: «والله  بذاته على عرشه مستو بائن من خلقه بذاته غير بائن بالعلم فالاستواء معروف والسؤال عن كيفية الاستواء بدعة والكرسي موضع القدمين وكذلك قال ابن عباس وأهل السنة من العلماء والعرش والكرسي موضع الذات ولهما حد الله أعلم بحدهما ولهما حملة من الملائكة يحملونها بمشيئته وقدرته وإرادته».

[«الرد على أهل البدع وتبيين أصول السنة وحفظ ما لا بد للعمل منه بشاهد الحديث والقرآن»: ص/٣٣]

٧ - أبو أحمد محمد بن علي الكَرَجي المجاهد (ت. ٣٦٠ هـ) وإنما عرف بالقصاب لكثرة ما اهراق مِن دماء الكفار في الغزوات.

قال: "قوله: {يخافون ربهم من فوقهم} دليل على أن الله -جل جلاله- بذاته في السماء على العرش، وليس في الأرض إلا علمه المحيط بكل شيء. وهذا والله من المصائب العظيمة أن يضطرنا جهل المعتزلة والجهمية، وسخافة عقولهم إلى تثبيت هذا عليهم، وهو شيء لا يخفى على نوبية سوداء.".

[«نكت القرآن» للقصاب: ٢/٦٩]

٨ - أبو محمد عبد الله ابنُ أبي زيدٍ القيرواني (ت. ٣٨٦ هـ)

قال رحمه الله في أوَّلِ رسالتهِ المشهورةِ في مذهبِ مالكٍ الإمام: «وأنَّهُ فَوْقَ عَرْشِهِ المَجِيدُ بِذَاتِهِ، وهُوَ في كُلِّ مَكِانٍ بِعِلْمِهِ». 

[«مقدمة ابن أبي زيد القيرواني لكتابه الرسالة»: ص/٥٦]

٩ - أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي (ت. ٣٨٨ ه‍ـ)

قال: "واعترض من خالف هذا بقوله: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ} وبقوله: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ} وبقوله: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ} ونحو هذا من أي القرآن وهذا لا يقدح في الآي التي تلوناها قبل ولا يخالفها والخبر عن حال الشيء وصفته من جهة غير الخبر عن نفس الشيء وذاته وإنما هذا كقول القائل فلان في السوق معروف وفي البلاد وجائز أن يكون فلان في بيته وقت هذا الكلام غائبا عن السوق وعن البلاد وإنما المعنى في هذه الآي إثبات علمه وقدرته في السماء والأرض وهو في الآي المتقدم إخبار عن الذات والاستواء على العرش حسب من غير قران لذلك بصلة أو تعليق له بشيء آخر فأحد الكلامين قائم بنفسه والكلام الآخر إنما سيق لغيره وتعدى إلى ما سواه وهو يجمع قضيتين اثنتين والكلام الأول قضية واحدة".

[«بيان تلبيس الجهمية»: ٤/٤٩٣ نقل ابن تيمية عن كتابه «شعار الدين»، و ابن القيم نحوه في «مختصر الصواعق المرسلة»: ١/٣٧٣، و ابن الصلاح بعد ذكر بعض ما في كتابه المذكور قال: "وَصرّح بِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي السَّمَاء" كما في «طبقات فقهاء الشافعية»: ١/٤٦٩، و أبو بكر الحضرمي ذكره فيمن أثبت العلو الذاتي معتمدا على كتابه "شعار الدين" كما في «الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى» للقرطبي: ٢/١٢٣]

١٠ - القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني (ت. ٤٠٢ ه‍ـ)

قال: "فإن قال قائل: فهل تقولون: إن الله في كل مكان؟ قيل: معاذ الله، بل هو مستوٍ على عرشه كما أخبر في كتابه، فقال عز وجل: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: ٥]، وقال تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: ١٠]، وقال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ} [الملك: ١٦]، ولو كان في كل مكان لكان في جوف الإنسان وفي فمه،
وفي الحشوش وفي المواضع التي يرغب عن ذكرها، تعالى الله عن ذلك، ولو كان في كل مكان لوجب أن يزيد بزيادة الأمكنة إذا خلق منها ما لم يكن خلقه، وينقص بنقصانها إذا بطل منها ما كان، ولصح أن يُرغب إليه نحو الأرض، وإلى وراء ظهورنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا؛ وهذا قد أجمع المسلمون على خلافه وتخطئة قائله".
ثم قال في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: ٨٤] المراد: أنه إله عند أهل السماء، وإله عند أهل الأرض، كما تقول العرب: فلان نبيل مطاع في المِصْرَين. أي: عند أهلهما، وليس يعنون ذات المذكور بالحجاز والعراق موجودة. وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: ١٢٨]، يعني بالحفظ والنصر والتأييد، ولم يرد أن ذاته معهم تعالى، وقوله تعالى: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: ٤٦]، محمول على هذا التأويل، وقوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: ٧]، يعني أنه عالم بهم، وبما خفي من سرهم ونجواهم، وهذا إنما يستعمل كما ورد به القرآن، فلذلك لا يجوز أن يقال قياسًا على هذا: إن الله بالبردين مدينة السلام ودمشق، وإنه مع الثور والحمار، وإنه مع الفساق والمجَّان، ومع المصعدين إلى حلوان؛ قياسًا على قوله: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا} [النحل: ١٢٨] فوجب أن يكون التأويل على ما وصفناه".

[«التمهيد» تحقيق مكارثي: ص/٢٦٢-٢٦٠ ذكر أبو بكر الحضرمي أبا بكر الباقلاني فيمن يثبت العلو الذاتي، وحكى تلميذه القاضي عبد الوهاب نصا له وهو أن الله مستو على العرش بذاته كما في «الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى» للقرطبي: ٢/١٢٣، و كلهم مالكية]

١١ - أبو بكر محمد بن موهب القرطبي المالكي (ت. ٤٠٦ هـ)، كان فقيهًا عالمًا من الزهاد الفضلاء، صحب ابن أبي زيد القيرواني واختصَّ به، وحمل عنه تواليفه، غلب عليه الجدل في نصرة أهل السنة.

قال في شرحه لرسالة الإمام ابن أبي زيد: "فلذلك قال الشيخ أبو محمد: "إنه فوق عرشه" ثم بيَّن أن علوه فوق عرشه إنما هو بذاته لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف وهو في كل مكان بعلمه لا بذاته".

[«العلو للعلي الغفار» للذهبي: ص/٢٤٦، «اجتماع الجيوش الإسلامية»: ١/٢٨٣، «بيان تلبيس الجهمية»: ١/١٧٧]

١٢ - يحيى بنُ عمَّارٍ السجزي (ت. ٤٢٢ هـ) شيخ أبي إسماعيل الهروي

قال: "ولا نحتاجُ في هذا البابِ إلى قولٍ أكثرَ منْ هذا أنْ نؤمنَ بهِ، وننفيَ الكيفيَّةَ عنهُ، ونتَّقيَ الشَّكَّ فيهِ، ونوقنَ بأنَّ ما قالهُ اللهُ سبحانه وتعالى ورسولُه صلى الله عليه وسلم، ولا نتفكَّرُ في ذلكَ، ولا نسلِّطُ عليهِ الوهمَ والخاطرَ والوسواسَ.
وتعلمُ حقًّا يقينًا أنَّ كلَّ ما تُصُوِّر في همِّكَ ووهمكَ منْ كيفيَّةٍ أو تشبيهٍ، فاللهُ بخلافهِ وغيرهِ. نقولُ: هُوَ بِذَاتِهِ على العَرْشِ، وَعِلْمُهُ مُحِيطٌ بكُلِّ شَيءٍ".

[«الحجة في بيان المحجة»: ٢/١٠٧]

١٣ - القاضي عبد الوهاب بن نصر البغدادي المالكي (ت. ٤٢٢ه‍ـ) وهو تلميذ أبي بكر الباقلاني

 قال أبو محمد عبد الوهّاب في شرح "رسالة ابن أبي زيد": «هذه العبارة الآخرة التي هي قوله: "على العرش" أحب إليّ من الأولى التي هي قوله: "و أنه فوقه عرشه المجيد بذاته"، لأن قوله "على عرشه" وهو الذي ورد به النص، و لم يرد النص بذكر فوق، و إن كان المعنى واحدا، و كان المراد بذكر الفوق في هذا الموضع: أنه بمعنى على، إلا أن ما طابق النص أولى بأن يستعمل».

[«شرح عقيدة الإمام مالك الصغير» للقاضي عبد الوهاب: ص/٢٦]

١٤ - أبو عمر الطلمنكي الأندلسي (ت. ٤٢٩ هـ)

قال في كتابه «وصول إلى معرفة الأصول»: "أجمع الْمُسلمُونَ من أهل السّنة على أَن معنى قَوْله {وَهُوَ مَعكُمْ أَيْن مَا كُنْتُم} وَنَحْو ذَلِك من الْقُرْآن أَنه علمه وَأَن الله تَعَالَى فَوق السَّمَوَات بِذَاتِهِ مستو على عَرْشه كَيفَ شَاءَ".
قال الذهبي: كان الطلمنكي من كبار الحفاظ وأئمة القراء بالأندلس.

[«العلو للعلي الغفار»: ص/٢٤٦، «اجتماع الجيوش الإسلامية»: ص/٢٠٤، «بيان تلبيس الجهمية»: ١/١٨٦]

١٥ - أبو نصر عبيد الله بن سعيد السجزي (ت. ٤٤٤ هـ)

قال في كتابه الإبانة : "فأئمتنا كسفيان الثوري ومالك وسفيان بن عيينة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وعبد الله بن المبارك وفضيل بن عياض واحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي متفقـــــون على أن الله سبحانه بذاتــــــه فوق العرش وان علمه بكل مكان وانه يرى يوم القيامة بالأبصار فوق العرش وأنه ينزل إلى سماء الدنيا وأنه يغضب ويرضى ويتكلم بما شاء فمن خالف شيئا من ذلك فهو منهم بريء وهم منه براء ". 

[«العلو للعلي الغفار»: ص/٢٤٨، «بيان تلبيس الجهمية»: ١/١٦٨، «اجتماع الجيوش الإسلامية»: ٣٧٥]

١٦ - أبو عمرو عثمان السُّهْرَوَرْدِي (هو من أقران البيهقي و الصابوني)

قال الإمام أبو عمرو عثمان بن أبي الحسن بن الحسين السهروردي الفقيه المحدث من أئمة أصحاب الشافعي، من أقران البيهقي وأبي عثمان الصابوني وطبقتهما في كتاب له في أصول الدين : "وَدعاني إلى جمع هذا المختصر في اعتقاد السنة على مذهب الشافعي وأصحاب الحديث، إذ هم أمراء العلم، وأئمة الإسلام قول النبي صلى الله عليه وسلم تكون البدع في آخر الزمان محنة، فإذا كان كذلك فمن كان عنده علم فليظهره، فإن: كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم "
ثم ساق الكلام في الصفات إلى أن قال: "فصل : من صفاته تبارك وتعالى فوقيته واستواؤه على عرشه بذاته، كما وصف نفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله لله صلى الله عليه وسلم بلا كيف. ودليله قوله تعالى: {الرَّحْمنُ عَلى العَرْش اسْتَوَى} [طه: ٦]. وساق آيات العلو...

[اجتماع الجيوش الإسلامية: ٢٧٣-٢٧٥]

١٧ - أبو عمر يوسف ابن عبد البر القرطبي (ت. ٤٦٣ ه‍ـ)

وزعموا: أنَّ الله تبارك وتعالى في كلِّ مكانٍ بنفسهِ وذاتهِ تبارك وتعالى. قيلَ لهم: لا خلافَ بيننا وبينكم، وبينَ سائرِ الأمَّةِ: أنَّهُ ليسَ في الأرضِ دونَ السَّماءِ بذاتهِ، فوجبَ حملُ هذهِ الآياتِ، على المعنى الصَّحيحِ المجمعِ عليهِ، وذلكَ: أنَّهُ في السَّماءِ إلهٌ معبودٌ منْ أهلِ السَّماءِ، وفي الأرضِ إلهٌ معبودٌ منْ أهلِ الأرضِ، وكذلكَ قالَ أهلُ العلمِ بالتفسيرِ، فظاهرُ التنزيلِ، يشهدُ أنَّهُ على العرشِ.

[«التمهيد»: ٧/١٣٤، والذهبي والقرطبي عدّه في الذين أثبتوا العلو الذاتي، انظر «الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى»: ٢/١٢٣، «العلو للعلي الغفار»: ص/٢٣٦]

١٨ - أبو القاسم سعدٌ بنُ عَليٍّ الزنجانيُّ الشافعي (٤٧١هـ)

قَالَ إمامُ الشَّافعيَّةِ فِي وقتهِ سعدُ بنُ عَليٍّ الزنجانيُّ رحمه الله: «وقد أجمع المسلمون على أن الله هو العلي الأعلى، ونطق بذلك القرآن بقوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: ١]، وأن لله علو الغلبة، والعلو الأعلى من سائر وجوه العلو؛ لأن العلو صفة مدح عند كل عاقل، فثبت بذلك أن لله علو الذات وعلو الصفات وعلو القهر والغلبة».

 [«اجتماع الجيوش الإسلامية»: ١/٢٩٩]

١٩ - أبو إسماعيل الهرويُّ (ت. ٤٨١ هـ)

قال أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي صاحب كتاب "ذم الكلام وأهله" و كتاب "منازل السائرين" في كتاب "الصفات" له:
"باب إثبات إستواء الله على عرشه فوق السماء السابعة بائنا من خلقه من الكتاب والسنة ... فساق حجته من الآيات والحديث ثم قال : "وفي أخبار شتى أن الله في السماء السابعة على العرش بنفسه وهو ينظر كيف تعملون".

 [«العلو العلي الغفار»: ص/٢٦٠]

٢٠ - أبو بكر محمد الحضرمي القيرواني (ت. ٤٨٩ هـ)

قَالَ أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحسنِ الحضرميُّ القيروانيُّ المتكلِّم صاحب رسالة «الإيماء إِلَى مسألة الاسْتِوَاء» فساقَ فِيهَا قولَ أبي جعفرٍ محمدِ بنِ جريرٍ، وأبي محمد بن أبي زيد، والقاضي عبد الوهَّاب، وجماعةٍ مِنْ شيوخِ الفقهِ والحديثِ أنَّ اللهَ سُبْحَانهُ مُسْتَوٍ عَلَى العَرْشِ بِذَاتِهِ:
قَالَ: «وأطلقوا فِي بعضِ الأماكنِ أنَّهُ فَوْقَ عرشهِ. ثمَّ قَالَ: وهذا هُوَ الصَّحيحُ الَّذِي أقولُ بِهِ مِنْ غيرِ تحديدٍ، وَلاَ تمكُّنٍ فِي مكانٍ، وَلاَ كون فيه وَلاَ مماسة».

 [«العلو للعلي الغفار»: ص/٢٦١، «الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى» للقرطبي: ٢/١٢٣، «بيان تلبيس الجهمية»: ٤/٢٨١]

٢١ - أبو الحسن بنُ الزاغونيِّ (ت. ٥٢٧ هـ)

قالَ رحمه الله في قصيدةٍ له: منها:
عَالٍ على العَرْشِ الرَّفِيع بِذَاتِهِ ... سُبْحَانَهُ عن قَوْلِ غَاوٍ مُلْحِدِ.

[«سير أعلام النبلاء»: ١٩/ ٦٠٦]

٢٢ - أبو   الحسن الكَرَجيُّ الشافعي (ت. ٥٣٢ هـ) صاحب أبي إسماعيل الهرويّ 

قَالَ فِي عقيدتهِ المشهورةِ، أوَّلها:
عَقِيدَةُ أَصْحَابِ الحَدِيثِ فَقَدْ سَمَتْ ... بِأَرْبَابَ دينِ اللهِ أَسْنَى المَرَاتِبِ
عَقَائِدُهُم أنَّ الإِلَهَ بِذَاتِهِ ... عَلَى عَرْشِهِ مَعَ عِلْمِهِ بِالغَوَائِبِ
أنَّ استواءَ الرَّبِّ يُعْقَلُ كَوْنُهُ ... ويُجْهَلُ فِيْهِ الكَيْفُ جَهْلَ الشَّهَارِبِ

ومعنى الشهرب: العجوز الكبير. وَهَذِه القصيدة طَوِيلَة أَزِيد من مِائَتي بَيت، وَكَانَ ناظمها الكرجي من كبار الْفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة.

[العلو للعلي الغفار: ص/٢٦٢]

٢٣ - إسماعيلُ بنُ محمد التيميُّ الأصبهاني (ت. ٥٣٥ هـ)

قال: "وقدْ أجمعَ المسلمونَ أنَّ الله هوَ العليُّ الأعلى، ونطقَ بذلكَ القرآنُ في قوله: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} [الأعلى: ١]. وزعموا أنَّ ذلكَ بمعنى: علوِّ الغلبةِ، لا علوِّ الذَّاتِ. وعندَ المسلمينَ: أنَّ لله عزَّ وجلَّ عُلُوَّ الغَلَبَةِ، والعُلُوَّ منْ سائرِ وجوهِ العُلُوِّ، لأنَّ العلوَّ صفةُ مدحٍ، فثبتَ أنَّ لله تعالى علوَّ الذَّاتِ، وعُلُوَّ الصِّفاتِ، وعُلُوَّ القَهْرِ والغَلَبَةِ".

[«الحجّة في بيان المحجَّة» ٢/١١٧]

٢٤ - أبو الحسين يحيى بن أبي الخير العمراني (ت. ٥٥٨ هـ)

قال: "قد ذكرنا في أول الكتاب أن عند أصحاب الحديث والسنة أن الله سبحانه بذاته بائن عن خلقه على العرش استوى".

[«الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار»: ٢/٦٠٧]

٢٥ - أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيلاني (ت. ٥٦١ هـ)

قال عبد القادر الجيلاني: "وهو بجهة العلو مستو على العرش، محتو على الملك، محيط علمه بالأشياء، {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} ، {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}...وينبغي إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل، وأنه استواء الذات على العرش..."

[«الغنية لطالبي طريق الحق»: ص/١٢١ - ١٢٤]

وقال في كتابه "تحفة المتقين وسبيل العارفين" في باب اختلاف المذاهب في صفات اللّه عز وجل : "واللّه تعالى بذاته فوق العرش، وعلمه محيط بكل مكان"

[«اجتماع الجيوش الإسلامية»: ص/٤٢٤]

٢٦ - أبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ ابن الصلاح الكردي، الشَّهْرُزُوْرِيُّ، المَوْصِلِيُّ (ت. ٦٤٣ هـ)

كتب ابن الصلاح الشافعي  على القصيدة في السنة المنسوبة إلى أبي الحسن الكرجي (ت. ٥٣٢ هـ) :«هذه عقيدة أهل السنة وأصحاب الحديث»، ومما جاء في تلك القصيدة: 

عقيدة أصحاب الحديث فقد سمت *** بأرباب دين الله أسنى المراتب 
عقائدهم أن الإله بذاته *** على عرشه مع علمه بالغوائب

[«العلو للعلي الغفار»: ٢٣٦، وفي «العرش»: ٢/٤٣٨ الذهبي قال بعد ذكر هذه الأبيات من قصيدة الكرجي: "وموجود بها الآن نسخ من بعضها نسخة بخط الشيخ تقي الدين ابن الصلاح، على أولها مكتوب: هذه عقيدة أهل السنة وأصحاب الحديث، بخطه رحمه الله".]

٢٧ - عبد الكريم بن منصور الموصلي الشافعي (ت. ٦٥١ هـ) : 
نظَم أبو زكريا الصرصري الحنبلي قصيدة أثنى فيها على عقيدة الشيخ عبد الكريم الأثري بعد وقوفه على عقيدته "المعتمَد في المُعتقد"، قال فيها مُبيِّنا عقيدة الشيخ: 

وقـال: استوى بذاتِـه فوق عرشه ** ولا تقُل استـولى فمَـن قال يُبطَـل

[«وقع القريض» ليحيى الصرصري: ص/٢٢]

٢٨ - يحيى بن يوسف الأنصاري الصرصري (ت. ٦٥٦ ه‍ـ)

قال عنه ابن القيم : "حسان السنة في وقته، المتفق على قبوله، الذي سار شعره مسيرة الشمس في الآفاق، واتفق على قبوله الخاص والعام أي اتفاق، ولم يزل ينشد في الجوامع العظام، ولا ينكره أحد من أهل الإسلام يحيى بن يوسف بن يحيى بن منصور الصرصري الأنصاري الإمام في اللغة والفقه والسنة والزهد والتصوف".
قال الصرصري رحمه الله في قصيدته "اللَّاميَّة":

وقيل مستوٍ بالذات من فوق عرشه ... ولا تقلِ استولى فمن قال يبطل
فذاك لذي ضِدٍّ يقال قسوة ... لذي خطل راوٍ بعيث وأخطلِ

[اجتماع الجيوش الإسلامية ص/٤٨٠،٤٨٨]

٢٩ - أبو محمد محمود بن أبي القاسم الدشتي (ت. ٦٦٥ ه‍ـ)

قال: "فسبحان الذي خلق فسوًى، و قدّر فهدى، و رفع السموات العلى، و زيّنها بمصابيح الدجى، و بسط الأرضين السفلى، و مهّدها واسعة القرى، ثم بذاته على العرش بالحد استوى..."

[«إثبات الحد لله» : ص/١٢٧]

٣٠ - عماد الدين أبو العباس أحمد بن إبراهيم الواسطي الصوفي المعروف بابن شيخ الحزاميين (ت. ٧١١ ه‍ـ)

قال ابن شيخ الحَزّاميين الحنبلي: "العبد إذا أيقن أن الله تعالى فوق السماء عال على عرشه بلا حصر، ولا كيفية، وأنه الآن في صفاته كما كان في قِدمه صار لقلبه قبلة في صلاته، وتوجهه ودعائه، ومن لا يعرف ربه بأنه فوق سماواته على عرشه، فإنه يبقى ضائعًا لا يعرف وجهة معبوده لكن ربما عرفه بسمعه، وبصره، وقِدمه، وتلك بلا هذا معرفة ناقصة بخلاف من عرف أن إلهه الذي يعبده فوق الأشياء ..." ثم قال: "ويعتقد أنه في علوه قريب من خلقه، وهو معهم بعلمه، وسمعه، وبصره، وإحاطته، وقدرته، ومشيئته، وذاته فوق الأشياء فوق العرش".

[«رسالة في إثبات الاستواء والفوقية» لابن شيخ الحزاميين: ص/٥٠-٤٩ تحقيق: عدنان بن حمود أبو زيد - مكتبة الثقافة الدينية- القاهرة-الطبعة الأولى]

٣٠ - عماد الدين أبو العباس أحمد بن إبراهيم الواسطي الصوفي المعروف بابن شيخ الحزاميين (ت. ٧١١ ه‍ـ)

قال ابن شيخ الحَزّاميين الحنبلي: "العبد إذا أيقن أن الله تعالى فوق السماء عال على عرشه بلا حصر، ولا كيفية، وأنه الآن في صفاته كما كان في قِدمه صار لقلبه قبلة في صلاته، وتوجهه ودعائه، ومن لا يعرف ربه بأنه فوق سماواته على عرشه، فإنه يبقى ضائعًا لا يعرف وجهة معبوده لكن ربما عرفه بسمعه، وبصره، وقِدمه، وتلك بلا هذا معرفة ناقصة بخلاف من عرف أن إلهه الذي يعبده فوق الأشياء ..." ثم قال: "ويعتقد أنه في علوه قريب من خلقه، وهو معهم بعلمه، وسمعه، وبصره، وإحاطته، وقدرته، ومشيئته، وذاته فوق الأشياء فوق العرش".

[«رسالة في إثبات الاستواء والفوقية» لابن شيخ الحزاميين: ص/٥٠-٤٩ تحقيق: عدنان بن حمود أبو زيد - مكتبة الثقافة الدينية- القاهرة-الطبعة الأولى]

٣١ - أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية (ت. ٧٢٨ ه‍ـ)

نقل في غير موضع من كتبه الإجماع على علو الله بذاته عن السجزي والطلمنكي، حتى عن الأشاعرة المتقدمين.

[«درء تعارض العقل والنقل»: ٢٥٠/٦، «منهاج السنة»: ٣٢٦/٢]

٣٢ - محمد بن أحمد بن عبد الهادي الحنبلي (ت. ٧٤٤ هـ) 

قال: "وهو سبحانه فوق سمواته على عرشه ، وقد دنا من عباده ونزل إلى السماء الدنيا ، فإن علوه سبحانه وعلى خلقه أمر ذاتي ، له معلوم بالعقل والفطرة وإجماع الرسل ، فلا يكون فوقه شيء البتة".

[«الصارم المنكي في الرد على السبكي»: ص/٢٢٩]

٣٣ - محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزية (ت. ٧٥١ ه‍ـ)

قال: "أَنَّ الْجَهْمِيَّةَ لَمَّا قَالُوا إِنَّ الِاسْتِوَاءَ مَجَازٌ صَرَّحَ أَهْلُ السُّنَّةِ بِأَنَّهُ مُسْتَوٍ بِذَاتِهِ عَلَى عَرْشِهِ، وَأَكْثَرُ مَنْ صَرَّحَ بِذَلِكَ أَئِمَّةُ الْمَالِكِيَّةِ"

[«مختصر الصواعق المرسلة» : ص/٣٧٧]

٣٤ - محمد ابن أبي العز الحنفي (ت. ٧٩٢ هـ)

قال: "وَمَنْ سَمِعَ أَحَادِيثَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَلَامَ السَّلَفِ، وَجَدَ مِنْهُ فِي إِثْبَاتِ الْفَوْقِيَّةِ مَا لَا يَنْحَصِرُ، وَلَا رَيْبَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمَّا خَلَقَ الْخَلْقَ، لَمْ يخلقهم فِي ذَاتِهِ الْمُقَدَّسَةِ، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ، فَإِنَّهُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، فَتَعَيَّنَ أَنَّهُ خَلَقَهُمْ خَارِجًا عَنْ ذَاتِهِ، وَلَوْ لَمْ يَتَّصِفْ سُبْحَانَهُ بِفَوْقِيَّةِ الذَّاتِ، مَعَ أَنَّهُ قَائِمٌ بِنَفْسِهِ غَيْرُ مُخَالِطٍ لِلْعَالَمِ، لَكَانَ مُتَّصِفًا بِضِدِّ ذَلِكَ؛ لِأَنَّ الْقَابِلَ لِلشَّيْءِ لَا يَخْلُو مِنْهُ أَوْ مِنْ ضِدِّهِ، وَضِدُّ الْفَوْقِيَّةِ: السُّفُولُ، وَهُوَ مَذْمُومٌ عَلَى الْإِطْلَاقِ، لِأَنَّهُ مُسْتَقَرُّ إِبْلِيسَ وَأَتْبَاعِهِ وَجُنُودِهِ".

[«شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العز الحنفي: ص/٢٦٢-٢٦٣]

٣٥ - الحسين بن أحمد الأشعري المتكلم، من متكلمي أهل الحديث، صاحب "الجامع الكبير والصغير في أصول الدين".

قال في "جامعه الصغير":
فإن قيل: ما الدليل على أن الله تعالى على العرش بذاته؟ قلنا: قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ} [الفرقان: ٥٩]

[«اجتماع الجيوش الإسلامية»: ٤٦٦]

٣٦ - وحكى أبو بكر الحضرمي القول بعلو ذات الله عن أبي جعفر الطبري(ت. ٣١٠ ه‍ـ) وأبي الحسن الأشعري(ت.٣٢٦ ه‍ـ). وحكاه القرطبي عن ابن فورك (ت. ٤٠٦ ه‍ـ) في كتاب له "شرح أوائل الأدلة". والذهبي عن أحمد بن ثابت الطرقي (ت.٥٢١ هـ) وعبدالعزيز القحيطي، وابن تيمية عن الأشاعرة المتقدمين، قال شيخ الإسلام في «منهاج السنة»:" فالأشعري وقدماء أصحابه كانوا يقولون إنه بذاته فوق العرش وهو مع ذلك ليس بجسم"

[«الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى» للقرطبي: ٢/١٢٣، العلو للعلي الغفار: ص/٢٣٦، «بيان تلبيس الجهمية»: ١٧١/١-١٦٨، «منهاج السنة» ٢/٣٢٦]


والحمد لله رب العالمين...

Комментариев нет:

Отправить комментарий