воскресенье, 17 марта 2019 г.

معنى "الحد"

تكلم أهل العلم عن معنى الحد، و من ذلك:

- قال الخليل ابن أحمد (ت. ١٧٠ه‍ـ) في كتابه [العين: ١٧٥] :
"حد: فصل ما بين كل شيئين حد بينهما، و منتهى كل شيء حده".

- و قال ابن فارس (ت. ٣٩٥ه‍ـ) في [مقاييس اللغة: ٣/٢] :
"(حد): الحاء و الدال أصلان: و الأول المنع، و الثاني طرف الشيء، فالحد: الحاجز بين شيئين".

- و قال عثمان الدارمي (ت. ٢٨٠ه‍ـ) في [النقض: ص/٧٦] :
"الخَلْقَ كُلَّهُم عَلِمُوا أَنَّه لَيْسَ شَيءٌ، يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ الشَّيْءِ إِلَّا وَلَهُ حَدٌّ وَغَايَةٌ وَصِفَةٌ، وَأَنَّ لَا شَيْءٌ لَيْسَ لَهُ حَدٌّ وَلَا غَايَةٌ وَلَا صِفَةٌ, فَالشَّيْءُ أَبَدًا مَوْصُوفٌ لَا مَحَالَةَ، وَلَا شَيْءٌ يُوصَفُ بِلَا حَدٍّ وَلَا غَايَةٍ. وَقَوْلُكَ: لَا حَدَّ لَهُ يَعْنِي: أَنَّهُ لَا شَيْءٌ".


معنى "الحد" الذي أثبته أهل السنة والجماعة.

أجمع أهل السنة والجماعة على إطلاق لفظ "الحد" لله بمعنى: إثبات علوه سبحانه وتعالى، و بينونته عن خلقه، و استوائه على عرشه.

- قال عثمان الدارمي في [النقض: ص/٧٨] :
"وَقَدِ اتَّفَقَتِ الكَلِمَةُ مِنَ المُسْلِمِينَ وَالكَافِرِينَ أَنَّ الله فِي السَّمَاءِ، وَحَدُّوهُ بِذَلِكَ إِلَّا المَرِيسِيَّ الضَّالَّ وَأَصْحَابَهُ، حَتَّى الصِّبْيَانُ الَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الحِنْثَ قَدْ عَرَفُوهُ بِذَلِكَ".


معنى نفي بعض أهل السنة "الحد" عن الله تعالى.

ثبت عن بعض أهل السنة نفي الحد عن الله تعالى، وهو يحمل على معنيين:

الأول: عدم إحاطة شيء من المخلوقات به سبحانه وتعالى، كما قال: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: ١٠٣]، و قوله: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه: ١١٠]

الثاني: نفي علم الخلق بحده سبحانه وتعالى، فلا يعلم كيفية حده إلا هو سبحانه وتعالى.


سبب ذكر أهل السنة "الحد" لله تعالى

لما كانت الجهمية ينفون علو الله تعالى على خلقه، و استوائه على عرشه، و يقولون: إن الله تعالى لا يباين خلقه، و ليس بينه و بينهم حد، و لا يتميز عنهم، أنكر عليهم أهل السنة من السلف الصالح، و اشتد نكيرهم عليهم، حتى كفّروهم، و حذّروا منهم و بيّنوا للناس أمرهم و تلبيسهم، و زادوا من باب البيان و الإيضاح: إثبات البينونة و الحد لله تعالى.


"الحد" ليس صفة من صفات الله تعالى.

شنع الخطابي على أهل السنة في إثباتهم "الحد" لله تعالى، فزعم أنهم زادوا لله صفة من الصفات التي لم ينطق بها الكتاب و السنة. و قد تعقبه شيخ الإسلام ابن تيمية في [بيان تلبيس الجهمية: ٤٢/٣-٤٥ مع تصرف يسير]، فقال:

"أهل الإثبات المنازعون للخطابي وذويه يجيبون عن هذا بوجوه:

- أحدها: أن هذا الكلام الذي ذكره إنما يتوجه لو قالوا: إن له صفة هي "الحد" كما توهمه هذا الرادّ عليهم! وهذا لم يقله أحد، ولا يقوله عاقل، فإن هذا الكلام لا حقيقة له، إذ ليس في الصفات التي يوصف بها شيء من الموصوفات - كما يوصف باليد والعلم - صفة معينة يقال لها: "الحد"، وإنما الحد ما يتميز به الشيء عن غيره من صفته وقدره، كما هو المعروف من لفظ الحد في الموجودات، فيقال: حد الإنسان، وحد كذا، وهي الصفات المميزة له، ويقال: حد الدار، والبستان، وهي جهاته وجوانبه المميزة له.

- الوجه الثاني: قوله: "سبيل هؤلاء أن يعلموا أن صفات الله تعالى لا تؤخذ إلا من كتاب الله أو من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم دون قول أحد من الناس"
 فيقولون له لو وفّيت أنت ومن اتبعْتَه باتباع هذه السبيل لم تُحوجنا نحن وأئمتنا إلى نفي بدعكم بل تركتم موجب الكتاب والسنة في النفي والإثبات.
 أمّا في النفي: فنفيتم عن الله أشياء لم ينطق بها كتاب، ولا سنة، ولا إمام من أئمة المسلمين؛ بل والعقل لايقضي بذلك عند التحقيق؛ وقلتم: إن العقل نفاها.
 فخالفتم الشريعة بالبدعة والمناقضة المعنوية، وخالفتم العقول الصريحة، وقلتم: ليس هو بجسم، ولا جوهر، ولا متحيز ،ولا في جهة، ولا يشار إليه بحس، ولا يتميز منه شيء من شيء، وعبرتم عن ذلك: بأنه تعالى ليس بمنقسم، ولا مركب، وأنه لا حد له، ولا غاية، تريدون بذلك أنه يمتنع عليه أن يكون له حد وقدر؛ أويكون له قَدر لا يتناهى, وأمثال ذلك!
 ومعلوم أن الوصف بالنفي كالوصف بالإثبات.
 فكيف ساغ لكم هذا النفي بلا كتاب، ولا سنة، مع اتفاق السلف على ذم من ابتدع ذلك، وتسميتهم إياهم جهمية، وذمهم لأهل هذا الكلام ؟!…"





١ - عبد الله بن المبارك (ت. ١٨١ه‍)
٢ - عبد الله بن الزبير الحميدي (ت. ٢١٩ه‍)
٣ - سعيد بن منصور (ت. ٢٢٧ه‍)
٤ - إسحاق بن راهويه (ت. ٢٣٨ه‍)
٥ - أحمد ابن حنبل (ت. ٢٤١ه‍)
٦ - أحمد بن محمد بن هانئ الأثرم (ت. ٢٧٢ه‍)
٧ - حرب ابن إسماعيل الكرماني (ت. ٢٨٠ه‍)
٨ - عثمان بن سعيد الدارمي (ت. ٢٨٠ه‍)
٩ - عبدالله بن أحمد بن حنبل (ت. ٢٩٠)
١٠ - أبو بكر أحمد بن محمد الخلال (ت. ٣١١ه‍)
١١ - محمد بن علي الكرجي القصاب (ت. ٣٦٠ه‍)
١٢ - أبو عبدالله ابن بطة العكبري (ت. ٣٧٨ه‍)
١٣ - يحيى بن عمار السجستاني (ت. ٤٢٢ه‍)
١٤ - أبو القاسم ابن منده (ت. ٤٧٠ه‍)
١٥ - أبو إسماعيل الأنصاري الهروي (ت. ٤٨١ه‍)
١٦ - أبو الحسن الجزري
١٧ - القاضي أبو يعلى (ت. ٤٥٨ه‍)
١٨ - أبو العلاء الهمذاني (ت. ٥٦٩ه‍)
١٩ - أبو القاسم التيمي (ت. ٥٣٥ه‍)
٢٠ - ابن الزاغوني (ت. ٥٢٧ه‍)
٢١ - الدشتي (ت. ٦٦٥ه‍)
٢٢ - ابن تيمية (ت. ٧٢٨ه‍)
٢٣ - ابن القيم (ت. ٧٥١ه‍)
٢٤ - ابن أبي العز (ت. ٧٩٢ه‍)
٢٥ - يوسف بن حسن بن عبد الهادي المشهور بابن المبرد (ت. ٩٠٩ه‍)






١ - عبد الله بن المبارك (ت. ١٨١ه‍)

قال عبداالله بن الـمبارك: "نعرف ربنا فوق سبع سموات على العرش بائنا من خلقه بحد، ولا نقول كما قالت الجهمية إنه هاهنا، وأشار بيده إلى الأرض".

[رواه عبداالله بن أحمد في «السنة»(٢٠٢)،  و عثمان الدارمي في «النقض» (٣٣)، و«الرد على الجهمية» (١٦٢)، و الحرب الكرماني في «السنة» (٣٣٨)، و ابن جريـر في «ذيـل المـذيل» (ص٦٦١-٦٦٠/ ترجمـة ابـن المبـارك)، والبيهقي في «الأسماء والـصفات» (٩٠٢)]

قال اللالكائي في «اعتقاد أهل السنة» (٣٨٨/٢): لقـي عبـدالله بـن المبـارك جماعة من التابعين مثـل: سـليمان التيمـي، وحميـد الطويـل وغيرهمـا، ولـيس في الإسلام في وقته أكثر رحلة منه، وأكثـر طلبـا للعلـم، وأجمعهـم لـه، وأجـودهم معرفة به، وأحسنهم سيرة، وأرضاهم طريقة مثله، ولعله يروي عن ألـف شـيخ من أباع التابعين. اهـ

وقال أسود بن سالم: كان ابن المبارك إمامل يُقتدى به،
كان من أثبت الناس في السنة، إذا رأيت رجلا يغمز ابن المبارك بشيء فاتهمه على الإسلام. ["تاريخ بغداد" 10 / 168]

قال ابن تيمية في «التسعينية» (٥٦٣/٢): عبداالله بن المبارك الذي أجمعت فرق الأمة على إمامته وجلالته حتى قيل: إنه أمير المؤمنين في كل شيء. وقيل: مـا أخرجت خراسان مثل ابن المبارك. اهـ

٢ - عبد الله بن الزبير الحميدي (ت. ٢١٩ه‍)

ذكر حرب الكرماني في كتابه أنه ممن أثبت الحدّ.

[السنة لحرب الكرماني: ١ و ٥٦-٥٥]

٣ - سعيد بن منصور (ت. ٢٢٧ه‍)

ذكر حرب الكرماني في كتابه أنه أيضا ممن أثبت الحدّ.

[السنة لحرب الكرماني: ١ و ٥٦-٥٥]

٤ - إسحاق بن راهويه (ت. ٢٣٨ه‍)

قلت لإسحاق ابن راهويه : قول الله تعالى : {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ} [المجادلة: ٧]، كيف نقول فيه ؟
قال: حيثما كنت هو أقرب إليك من حبل الوريد، وهو بائن من خلقه.
قلت لإسحاق: على العرش بحد ؟
قال: نعم، بحد.
و ذكر عن ابن المبارك، قال: هو على عرشه، بائن من خلقه بحد.

[رواه حرب الكرماني في «كتاب السنة» (٣٣٦) و ابن بطة في «الإبانة الكبرى» (١١٨)، و الهروي في «ذم الكلام» (١٢٠٨) و الدشتي في «إثبات الحد» (٢١)، و ابن تيمية بيان تلبيس الجهمية (٢/٦١٦)]

٥ - أحمد ابن حنبل (ت. ٢٤١ه‍)

عن إبراهيم القيسي، قال: قلت لأحمد بن حنبل: يحكى عن ابن المبارك، قيل له: كيف نعرف ربنا تعالى؟، قال: في السماء السابعة على عرشه بحد، قال أحمد: هكذا هو عندنا.

[رواه ابن بطة في "الإبانة الكبرى": ١١٣، و القاضي أبو يعلى في "المسائل العقدية من كتاب الروايتين والوجهين": ص/٥٥، وابن أبي يعلى عن كتاب الأثرم في "طبقات الحنابلة" ٢/٢٣٣، و الخلال في السنة نقل عنه الدشتي في إثبات الحد: ١٨ و ابن تيمية في "بيان تلبيس الجهمية: ٢/٦١٥]

قال أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَقِيلَ لَهُ رَوَى عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: كَيْفَ نَعْرِفُ اللَّهَ؟ قَالَ: عَلَى الْعَرْشِ بحدٍّ، فَقَالَ: بَلَغَنِي ذَلِكَ عَنْهُ وَأَعْجَبَهُ، ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} [البقرة: ٢١٠]، ثُمَّ قَالَ: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر: ٢٢]

[الإبانة الكبرى:١١٤، إثبات الحد للدشتي: ١٦، السنة للخلال في الجزء المفقود، نقل عنه الدشتي في "إثبات الحد": ١٨ و ابن تيمية في "بيان تلبيس الجهمية": ٢/٦١٣]

قال هارون بن يعقوب الهاشمي: سمعت أبي يعقوب بن العباس قال: "كنا عند أبي عبد الله، قال: فسألناه عن قول ابن المبارك: قيل له: كيف نعرف ربنا؟ قال: في السماء السابعة، على عرشه بحدٍّ. فقال أحمد: هكذا على العرش استوى بحد. فقلنا له: ما معنى قول ابن المبارك بحد؟ قال: لا أعرفه، ولكن لهذا شواهد من القرآن في خمسة مواضع: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ [فاطر ١٠] أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء [الملك ١٦] وتَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ [المعارج ٤] وهو على العرش وعلمه مع كل شيء.

[رواى الخلال في "السنة" في الجزء المفقود، و نقل عنه الدشتي في"إثبات الحد": ١٩ و ابن تيمية في "بيان تلبيس الجهمية": ٦١٣/٢-٦١٤]

تنبيه!!! قال ابن تيمية:
و قولهم: (ما معنى قول ابن المبارك؟ و قوله: لا أعرفه)
قد يكون لا أعرف حقيقة مراده، لكن للمعنى الظاهر من اللفظ شواهد، وهو النصوص التي تدل على أن الله تنتهي إليه الأمور، وأنه في السماء، ونحو ذلك.
وقد يكون: لا أدري من أين قال ذلك، لكن له شواهد
[بيان تلبيس الجهمية: ٣/٧٠٤]

٦ - أحمد بن محمد بن هانئ الأثرم (ت. ٢٧٢ه‍)

قال الأثرم  قلت لأحمد: يحكى عن ابن المبارك: نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه بحد. فقال أحمد : هكذا هو عندنا.

[إثبات الحد للدشتي: ص/١٦٢، إبطال التأويلات للقاضي أبي يعلى: ٥٥٠، بيان تلبيس الجهمية: ٣/٢١]

٧ - حرب ابن إسماعيل الكرماني (ت. ٢٨٠ه‍)

قال الكرماني في «مسائله» المعروفة التي نقلها عن أحمد، و إسحاق، و غيرهما:

"هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها، وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئًا من هذه المذاهب، أو طعن فيها، أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج من الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق، وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد، وعبد الله بن الزبير الحميدي وسعيد بن منصور، وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم فكان من قولهم: …"
و ذكر قولهم في الإيمان، و القدر، و الوعيد، و الإمامة، و أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة، و أمر البرزخ، و القيامة، و غير ذالك - إلى أن قال: "وهو سبحانه بائن من خلقه، لا يخلو من علمه مكان، و لله عرش، و للعرش حملة يحملونه، و له حد، و الله أعلم بحده".

[السنة لحرب الكرماني: ٥٥-٥٦]

٨ - عثمان بن سعيد الدارمي (ت. ٢٨٠ه‍)

قال: وقد اتفقت الكلمة من المسلمين والكافرين أن الله في السماء، و حدوه بذلك إلا المريسي الضال وأصحابه.
[الرد على بشر المريسي: ١/٢٢٨]

٩ - عبد الله بن أحمد بن حنبل (ت. ٢٩٠)

قال عبد الله بن الإمام أحمد : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوَيْهِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ يَعْنِي ابْنَ شَقِيقٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ، يَقُولُ: " الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّا لَنَحْكِي كَلَامَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَلَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَحْكِيَ كَلَامَ الْجَهْمِيَّةِ ". قَالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: «نَعْرِفُ رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ فَوْقَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ عَلَى الْعَرْشِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ بِحَدٍّ وَلَا نَقُولُ كَمَا قَالَتِ الْجَهْمِيَّةُ هَاهُنَا وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْأَرْضِ»

[السنة: ٢٠٢]

١٠ - أبو بكر أحمد بن محمد الخلال (ت. ٣١١ه‍)

قال الخلال: حدثنا أبو بكر المروزي، قال: سمعت أبا عبد الله لما قيل له: روى علي بن الحسن بن شقيق عن ابن المبارك، أنه قيل له: كيف نعرف الله عز وجل؟ قال: على العرش بحد. قال: قد بلغني ذلك عنه، وأعجبه، ثم قال أبو عبد الله: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} (البقرة: 210) ثم قال: {وجاء ربك والملك صفا صفا} (الفجر: 22)
قال الخلال أخبرنا الحسن بن صالح العطار حدثنا هارون بن يعقوب الهاشمي سمعت أبي يعقوب بن العباس قال كنا عند أبي عبد الله قال فسألناه عن قول ابن المبارك قيل له كيف نعرف ربنا قال في السماء السابعة على عرشه بحد فقال أحمد هكذا على العرش استوى بحد فقلنا له ما معنى قول ابن المبارك بحد قال لا أعرفه ولكن لهذا شواهد من القرآن في خمسة مواضع إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ [فاطر 10] أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء [الملك 16] وتَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ [المعارج 4] وهو على العرش وعلمه مع كل شيء.
قال الخلال وأخبرنا محمد بن علي الوراق حدثنا أبو بكر الأثرم حدثنا محمد بن إبراهيم القيسي قال قلت لأحمد بن حنبل يحكى عن ابن المبارك قيل له كيف نعرف ربنا قال في السماء السابعة على عرشه بحد فقال أحمد هكذا هو عندنا.
قال الخلال: أخبرنا حرب بن إسماعيل قال قلت لإسحاق يعني ابن راهوية على العرش بحد قال نعم بحد وذكر عن ابن المبارك قال هو على عرشه بائن من خلقه بحد

 [رواه في "السنة" في الجزء المفقود، و نقل عنه الدشتي في إثبات الحد: ١٧-١٩، ٢١، و ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية: ٦١٦/٢-٦١٢، و القاضي أبو يعلى في "الروايتين و الوجهين": ص/٥٥]

١١ - محمد بن علي الكرجي القصاب (ت. ٣٦٠ه‍)

قال: “...ثم استوى على العرش حجة على الجهمية لأن الاستواء في هذا الموضع هو الاستقرار، استوى على العرش، أي: استقر عليه، فهو بما استقل العرش منه جل جلاله له حدٌّ عند نفسه لا بحدٍّ يدركه خلقُه والمحيط بالأشياء علمه سبحانه"

[نكت القرآن للقصاب: ١/٤٢٦]

و قال: قوله: {فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ} [فصلت: ٣٨] رد على الجهمية و المعتزلة و من ينفي المكان و الحد عن الله - جل الله - و يزعم: أنه ليس في السماء وحدها دون الأرض. و قد قال كما ترى {فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ}، و هم الملائكة، و لا يشك أنهم في السماء، و إذا كانوا عنده، فهو - جل و تعالى - فيها بحد يعرفه من نفسه، و إن عجزه خلقه عن كنهه.

[نكت القرآن للقصاب: ٨٠/٤-٧٩]

١٢ - أبو عبدالله ابن بطة العكبري (ت. ٣٧٨ه‍)

اعلموا - رحمكم الله - أن الجهمية تجحد أن لله عرشا، وقالوا: "لا نقول: إن الله على العرش؛ لأنه أعظم من العرش، ومتى اعترفنا أنه على العرش، فقد حددناه، وقد خلت منه أماكن كثيرة غير العرش"
فردوا نص التنزيل، وكذبوا أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم.

[الإبانة الكبرى: ٧/١٦٨]

١٣ - يحيى بن عمار السجستاني (ت. ٤٢٢ه‍)

قال أبو إسماعيل الهروي:
سألت يحيى بن عمار عن أبي حاتم بن حبان البستي؛ قلت: رأيته ؟
قال: كيف لم أره، و نحن أخرجناه من سجستان! كان له علم كثير، ولم يكن له كبير دين، قدم علينا، فأنكر الحد لله، فأخرجناه من سجستان.

[ذم الكلام و أهله: ١٢٩٢]

١٤ - أبو القاسم عبد الرحمن ابن منده (ت. ٤٧٠ه‍)

قال: "و لا دين لمن لا يرى لله الحد ، لأنه يسقط من بينه و بين الله الحاجز و الحجاب و الإشارات و الخطاب".
و ذكر ذلك في كتاب: "بيان الهدى و معرفة أقاويل أهل الضلالة و الردى" تصنيفه.

[إثبات الحد: ص/١٥٩]

١٥ - أبو إسماعيل الأنصاري الهروي (ت. ٤٨١ه‍)

قال في كتابه "الأربعين في دلائل التوحيد" [ص/٥٧] : "باب إثبات الحد لله"

١٦ - أبو الحسن الجزري

قال: "هو على العرش بحد يعلمه هو و لا نعلمه نحن".

[المسائل العقدية من كتاب الروايتين و الوجهين: ص/٥٦]

١٧ - القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين (ت. ٤٥٨ه‍)

قال الدشتي:
"و وجدت في كتاب "الأصول" للقاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء - بخط يده - أنه قال :
قد أطلق أحمد القول : إن لله حدا. نص عليه أحمد في رواية المروذي، و قد ذكر قول ابن المبارك: نعرف الله تعالى على العرش بحد. فقال: بلغني ذالك عنه، و أعجبه.
و قال الأثرم: قلت لأحمد: يحكى عن ابن المبارك: نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه بحد. فقال أحمد: هكذا هو عندنا".

[إثبات الحد: ص/١٦٢، رقم/١١]

قال القاضي أبو يعلى:
"و رأيت بخط أبي إسحاق، أنا أبو بكر أحمد بن نصر الرَّفَّا، قال: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: سمعت أبي يقول: جاء رجل إلى أحمد بن حنبل، فقال له: لله تبارك وتعالى حد ؟ قال: نعم، لا يعلمه إلا هو، قال تبارك وتعالى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} [الزمر: ٧٥] يقول: محدقين. فقد أطلق أحمد القول بإثبات الحد لله تعالى.
و قد نفاه في رواية حنبل، فقال:  نحن نؤمن بأن الله على العرش، كيف شاء و كما شاء بلا حد و لا صفة يبلغها واصف أو يحده أحد. فقد نفى الحد عنه على الصفة المذكورة، وهو الحد الذي يعلمه خلقه.
و الموضع الذي أطلقه محمول على معنيين:
  أحدهما: على معنى أنه تعالى في جهة مخصوصة، و ليس هو تعالى ذاهب في الجهات الستة، بل هو خارج العالم مميّز من خلقه، منفصل عنهم غير داخل في كل جهات! .
و هذا معنى قول أحمد: له حد لا يعلمه إلا هو.
و الثاني: أنه على صفة يَبِينُ بها عن غيره و يتميز، و لهذا سمي البََوَّاب حدَّادا, لأنه يمنع غيره عن الدخول، فهو تعالى فرد واحد ممتنع عن الاشتراك له في أخصِّ صفاته.
و قد منعنا من إطلاق القول بالحد في غير موضع من كتابنا، و يجب أن يجوز على الوجه الذي ذكرنا".

[إبطال التأويلات: ٥٩٩-٥٩٨ ، إثبات الحد للدشتي: رقم/١٢ ص/١٦٤-١٦٢، ]

١٨ - أبو العلاء الهمذاني (ت. ٥٦٩ه‍)

قال الدشتي:
"و كان عندي كتاب "الاعتقاد" على مذهب الإمام أحمد، تصنيف الحافظ أبي العلاء الهمذاني، و قال فيه: إن الله على عرشه، و له حدٌّ. أو ما هذا معناه.

[إثبات الحد للدشتي: رقم/١٣، ص/١٦٤]

١٩ - أبو القاسم إسماعيل بن محمد التيمي (ت. ٥٣٥ه‍)

قال أبو القاسم التيمي: "تكلم أهل الحقائق في تفسير الحد بعبارات مختلفة، محصولها أن حد كل شيء موضع بينونته عن غيره.
فإن كان غرض القائل: ليس لله حد:
١ - لا يحيط علم الخلق به، فهو مصيب.
٢ - و إن كان غرضه بذلك: لا يحيط علمه تعالى بنفسه، فهو ضال.
٣ -  أو كان غرضه: أن الله بذاته في كل مكان، فهو أيضا ضال.

[إثبات الحد للدشتي: رقم/٤ ، ص/١٥١ ، و نقل عنه الذهبي في ترجمته في "سير أعلام النبلاء": ٢٠/٨٥]

٢٠ - ابن الزاغوني (ت. ٥٢٧ه‍)

قال: "اعلم أن الدليل القاطع دل على وجود الباري، و ثبوته ذاتا بحقيقة الإثبات، و أنه لا بدّ من فصل يكون بينه و بين خلقه، و يقتضي انفراده بنفسه، و هذا بعينه هو الحد و النهاية، و إنما يغترّ الأغمار الذين لا خبرة عندهم بصعوبة إضافة: الحد، و الغاية، و النهاية إليه تعالى، مع إقرارهم أنه متميز بذاته، منفرد مباين لخلقه، و هذا مناقضة منهم في العقيدة، يسندونها إلى جهل بالأمر، و وقوف مع الأنس".

[إثبات الحد للدشتي: رقم/١٠ ص/١٦٠ ، الإيضاح في أصول الدين للزاغوني: ص/ ٣٢٥-٣٢٦ مع بعض الاختلافات واليسيرة]

٢١ - الدشتي (ت. ٦٦٥ه‍)

صنّف كتاب "إثبات الحد لله عز و جل"

٢٢ - ابن تيمية (ت. ٧٢٨ه‍)

وقد ثبت عن أئمة السلف أنهم قالوا لله حد وأن ذلك لايعلمه غيره وأنه مباين لخلقه وفي ذلك لأهل الحديث والسنة مصنفات.
[بيان تلبيس الجهمية: ٣/٥٩١]

 و قد أطال الكلام في إثبات الحد لله تعالى في كتابه "بيان تلبيس الجهمية"، و رد على الخطابي الذي شنّع على أهل السنة إثباتهم الحد لله تعالى.

٢٣ - ابن القيم (ت. ٧٥١ه‍)

قال ابن القيم:
"وَقَالَ حَنْبَلٌ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: مَا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَهُوَ مَعَكُمْ} [الحديد: ٤] {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: ٧] قَالَ: "بِعِلْمِهِ مُحِيطٌ بِالْكُلِّ وَرَبُّنَا عَلَى الْعَرْشِ بِلَا حَدٍّ وَلَا صِفَةٍ". أَرَادَ أَحْمَدُ بِنَفْيِ الصِّفَةِ نَفْيَ الْكَيْفِيَّةِ وَالتَّشْبِيهِ، وَبِنَفْيِ الْحَدِّ نَفْيَ حَدٍّ يُدْرِكُهُ الْعِبَادُ وَيَحُدُّونَهُ".

[مختصر الصواعق المرسلة: ١/٤٣٨]

٢٤ - ابن أبي العز الحنفي (ت. ٧٩٢ه‍)

قال بعد أن ذكر أثر ابن المبارك في إثبات الحد لله تعالى:
"و من المعلوم أن الحد يقال على ما ينفصل به الشيء ويتميز به عن غيره، والله تعالى غير حالٍّ في خلقه، ولا قائم بهم، بل هو القيوم القائم بنفسه، المقيم لما سواه, فالحد بهذا المعنى لا يجوز أن يكون فيه منازعة في نفس الأمر أصلا، فإنه ليس وراء نفيه إلا نفي وجود الرب ونفي حقيقته, وأما الحد بمعنى العلم والقول، وهو أن يحدّه العباد، فهذا منتف بلا منازعة بين أهل السنة".

[شرح العقيدة الطحاوية: ص/٢١٩]

٢٥ - يوسف بن حسن بن عبد الهادي المشهور بابن المبرد (ت. ٩٠٩ه‍)

فقد سمع كتاب "إثبات الحد لله" و اسمه مثبت في سماعات هذا الكتاب، و كان يجمع أهله و خاصته ليسمعهم إياه.

[إثبات الحد لله: ص/٤٩]








Комментариев нет:

Отправить комментарий