понедельник, 17 июня 2019 г.

أقوال الطوائف المنتسبة للإسلام في مسألة العلو ثلاثة أقوال. 


قال الذهبي مبينا هذا:


١ ـ مقالة السلف وأئمة السنة بل والصحابة والله ورسوله والمؤمنين : أن الله في السماء وأن الله على العرش وأن الله فوق سماواته ، وحجتهم على ذلك النصوص والآثار .

٢ ـ ومقالة الجهمية أنه في جميع الأمكنة .

٣ ـ ومقالة متأخري المتكلمين أن الله ليس في السماء ولا على العرش ولا على السماوات ولا في الأرض ولا داخل العالم ولا خارج العالم ولا هو بائن عن خلقه ولا متصل بهم. [«العلو للعلي الغفار»: ص/143]

وقال الذهبي أيضا: "وَالله فَوق عَرْشه كَمَا أجمع عَلَيْهِ الصَّدْر الأول وَنَقله عَنْهُم الْأَئِمَّة، وَقَالُوا ذَلِك رادين على الْجَهْمِية الْقَائِلين بِأَنَّهُ فِي كل مَكَان محتجين بقوله {وَهُوَ مَعكُمْ} (الحديد: ٤) فهذان الْقَوْلَانِ هما اللَّذَان كَانَا فِي زمن التَّابِعين وتابعيهم وهما قَولَانِ معقولان فِي الْجُمْلَة.

فَأَما القَوْل الثَّالِث الْمُتَوَلد أخيرا من أَنه تَعَالَى لَيْسَ فِي الْأَمْكِنَة وَلَا خَارِجا عَنْهَا وَلَا فَوق عَرْشه وَلَا هُوَ مُتَّصِل بالخلق وَلَا بمنفصل عَنْهُم وَلَا ذَاته المقدسة متحيزة وَلَا بَائِنَة عَن مخلوقاته وَلَا فِي الْجِهَات وَلَا خَارِجا عَن الْجِهَات وَلَا وَلَا... فَهَذَا شَيْء لَا يعقل وَلَا يفهم مَعَ مَا فِيهِ من مُخَالفَة الْآيَات وَالْأَخْبَار". [«العلو للعلي الغفار»: ص/596]


فالقول الأول 


 وهو اعتقاد أن الله فوق سماواته وعلى عرشه حقيقةً هو قول أهل السنة من الصحابة فمَن بعدهم ، وهو أول الأقوال ظهورا

أما القول الثاني


 وهو اعتقاد أن الله في كل مكان فهو قول حدث في مطلع القرن الثاني على يد الجهمية، وقد قال به بعض الأشاعرة كما نقل الإمام السجزي في رسالته، وقال: "وبعض أصحابه (الأشعري) وافق المعتزلة وسائر الجهمية في قولهم: إن الله بذاته في كل مكان وذكر عن بشر المريسي أنه قيل له: فهو في جوف حمارك؟ فقال: نعم". ["الرد على من أنكر الحرف والصوت": ص/192]

وكثيرٌ ممن يعبّر بالقول في كل مكان ـ ولا أقول أكثر ـ لا يريد به إنه بذاته حالّ في كل مكان ، وإن كان هو مراد آخرين منهم وإنما لجأ أولئك الكثير إلى هذه العبارة ليفر من الجهة، وإلا فمقصوده إنه لا يوجد في مكان معين وجهة معينة .

قال عبد العزيز الكناني (ت. 240 هـ) : "فَلَمَّا شَنَّعْت مَقَالَتَهُ (أي الجهمي) قَالَ: أَقُولُ: إنَّ اللَّهَ فِي كُلِّ مَكَانٍ، لَا كَالشَّيْءِ فِي الشَّيْءِ، وَلَا كَالشَّيْءِ عَلَى الشَّيْءِ، وَلَا كَالشَّيْءِ خَارِجًا عَنْ الشَّيْءِ، وَلَا مُبَايِنًا لِلشَّيْءِ". [«مجموع الفتاوى»: 5/317، «درء التعارض»: 6/119]

قال ابن قتيبة (ت. 276 هـ) : "والعجب لقوم لا يؤمنون إلا بما يصح في المعقول، ثم خرجوا من كل معقول بقولهم: "إن الله في كل مكان بغير مماسة ولا مباينة وبغير موافقة ولا مفارقة". ["الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة": ص/47]

وقال الدارمي (ت. 280 هـ) عن بعض الجهمية: "قَالَ بَعْضُهُمْ: العَرْشُ أَعْلَى الخَلْقِ، وَاللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَبِكُلِّ مَكَانٍ غَيْرَ مَحْوِيٍّ وَلَا مُلَازِقٍ، وَلَا مُمَازِجٍ، وَلَا بَائِنٍ بِاعْتِزَالٍ، وَبِفُرْجَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ، لَا يُتَوَهَّمُ أَنَّهُ عَلَى العَرْشِ؛ كَجِسْمٍ عَلَى جِسْمٍ'. [«النقض على المريسي»: ص/164]

وقال محمد بن  عثمان بن أبي شيبة (ت. 297 هـ) : ذكروا أن الجهمية يقولون: "ليس بين الله عز وجل وبين خلقه حجاب، وأنكروا العرش، وأن يكون الله فوقه، وفوق السموات، وقالوا: إن الله في كل مكان". [«العرش وما روي فيه»: ص/276-281]

وقال ابن خزيمة (ت. 311 هـ) : "وفِي الأخْبارِ دَلالَةٌ واضِحَةٌ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ عُرِجَ بِهِ مِنَ الدُّنْيا إلى السَّماءِ السّابِعَةِ، وأنَّ اللَّهَ تَعالى فَرَضَ عَلَيْهِ الصَّلَواتِ عَلى ما جاءَ فِي الأخْبارِ، فَتِلْكَ الأخْبارُ كُلُّها دالَّةٌ عَلى أنَّ الخالِقَ البارِئَ فَوْقَ سَبْعِ سَماواتِهِ لا عَلى ما زَعَمَتِ المُعَطِّلَةُ: أنَّ مَعْبُودَهُمْ هُوَ مَعَهُمْ فِي مَنازِلِهِمْ، وكَفَنِهِمْ عَلى ما هُوَ عَلى عَرْشِهِ قَدِ اسْتَوى..." [«

وأما القول الثالث 

 وهو اعتقاد أن الله لا يوجد في داخل هذا العالَم ولا يوجد في خارجه ولا يوجد فوقه ولا تحته ولا يوجد في أي جهة من الجهات ولا هو بمتصل بالعالم ولا بمنفصل عنه ، فهو قول محدث قال به الأشاعرة ولم يكن مشهورا قبل المائة الثالثة ، سوى ما نقله الأشعري عن المعتزلة (وهم جهمية في الصفات) في قولهم بأن الله لا يوجد في مكان. [«مقالات الإسلاميين»: ص/212]


ذكر من قال: "إن الله ليس داخل العالم ولا خارجه" من الأشاعرة والفلاسفة والجهمية و غيرهم:


قال أبو المظفر الإسفراييني الشافعي (ت. 471 ه‍ـ) : "وأن تعلم أن الحركة و السكون...والاتصال والانفصال...والجهات كلها لا تجوز عليه تعالى لأن جميعها يوجب الحد والنهاية". [«التبصير في الدين» ص/160]

وقال أبو سعيد المتولي الشافعي الأشعري (ت. 478 ه‍ـ) : "لو كان على العرش على ما زعموا لكان لا يخلو إما أن يكون مثل العرش أو أصغر منه أو أكبر، وفي جميع ذلك إثبات التقدير والحد والنهاية وهو كفر". [«الغنية في أصول الدين»: ص/74]

وكان المتولي يكفر من يثبت الاتصال والانفصال لله تعالى كما نقل عنه النووي: "قال المتولي "من اعتقد قدم العالم أو حدوث الصانع أو أثبت ما هو منفي للقديم بالإجماع كالالوان أو أثبت له الاتصال أو الانفصال كان كافراً". [«روضة الطالبين» : 10/64]

وقال الغزالي (ت. 505 ه‍ـ) : "ندعي أنه ليس في جهة مخصوصة من الجهات الست .... فإن قيل: فنفي الجهة يؤدي إلى المحال وهو إثبات موجود تخلو عنه الجهات الست، ويكون لا داخل العالم ولا خارجه ولا متصلاً به ولا منفصلاً عنه وذلك محال ....". ثم أجاب عن هذا مؤكداً عدم امتناع اتصاف الله بما ذُكر. [«الاقتصاد في الاعتقاد»: ص/81-74]

وقال الشهرستاني (ت. 548 ه‍ـ) : "فإنا نقول: ليس بداخل في العالم ولا خارج". [«نهاية الإقدام على علم الكلام» : ص/67]

وقال ابن الجوزي (ت. 597 ه‍ـ) : "وكذا ينبغي أن يقال ليس بداخل في العالم وليس بخارج منه لأن الدخول والخروج من لوازم المتحيزات". [«دفع شبه التشبيه»: ص/9]

وقال العز بن عبد السلام (ت. 660 ه‍ـ) : "أنه تعالى لا داخل العالم ولا خارجه ولامنفصل عن العالم ولا متصل به". [«قواعد الأحكام في مصالح الأنام» : 1/201]

وقال مسعود بن عمر التفتازاني (ت. 793 ه‍ـ) : "وإذا لم يكن في مكان: لم يكن في جهة، لا علو، ولا سفل، ولا غيرهما..". [«شرح العقائد النسفية» ص/33-32]

وقال البيجوري (ت. 1276 ه‍ـ) في شرح الجوهرة في شرح قول الناظم "ويستحيل ضد ذي الصفات ... في حقه كالكون في الجهات": "فليس فوق العرش ولا تحته، ولا عن يمينه ولا عن شماله ... فليس له فوق ولا تحت، ولا يمين ولا شمال ..".[«شرح جوهرة التوحيد»: ص/163]

وكذا نسبه ابن خلدون (ت. 808 ه‍ـ) للفلاسفة وجعله قولهم، قال: «يقع كثيرا في كلام أهل العقائد من علماء الحديث والفقه أنّ الله تعالى مباين لمخلوقاته. ويقع للمتكلّمين أنّه لا مباين ولا متّصل. ويقع للفلاسفة أنّه لا داخل العالم ولا خارجه». [مقدمة ابن خلدون: ص/282]

وهو قول ابن سينا (ت. 428 ه‍ـ) كما في رسالته الأضحوية: «أنه ذات واحدة لا يمكن أن تكون خارجة عن العالم أو داخلة فيه ، ولا بحيث تصح الإشارة إليه أنه هناك». [«الرسالة الأضحوية»: ص/44-51]

وحكاه عن الجهمية الإمام خشيش بن أصرم (ت. 253 هـ) كما نقل أبو الحسين الملطي الشافعي قوله عنهم: "ومنهم صنف قالوا لا نقول إن الله بائن من الخلق ولا غير بائن ولا فوقهم ولا تحتهم ولا بين أيمانهم ولا عن شمائلهم". [«التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع» : ص/97]


ذكر من اعتبر وصفهم لله وصفا بالعدم:


1 - فها هو المتكلم بل إمام أهل الكلام عند الأشاعرة وهو ابن كلاب يحكم على هذا الاعتقاد عقلا بأنه وصف لله بالعدم. قال ابن كلاب (ت. 240 هـ) : "أخرج من النظر والخبر قول من قال لا هو في العالم ولا خارجا عنه ، فنفاه نفيا مستويا ، لأنه لو قيل له صفه بالعدم ما قدر أن يقول أكثر من هذا... إن قالوا لا فوق ولا تحت ، أعدموه لأن ما كان لا فوق ولا تحت عدم". [«مجموع الفتاوى» 318/5-317، «اجتماع الجيوش الإسلامية»: ص/432، «لوامع الأنوار البهية»: 1/209]

2 - وأيضا ممن أنكر هذا الاعتقاد عبدُ العزيز الكناني (ت. 240 ه‍ـ) ، فقد نقل كما سبق عمن وصفه الكناني بالجهمي قوله: "لَا كَالشَّيْءِ فِي الشَّيْءِ، وَلَا كَالشَّيْءِ عَلَى الشَّيْءِ، وَلَا كَالشَّيْءِ خَارِجًا عَنْ الشَّيْءِ، وَلَا مُبَايِنًا لِلشَّيْءِ". ثم قال عبد العزيز: "يُقَالُ لَهُ: أَصْلُ قَوْلِك: الْقِيَاسُ وَالْمَعْقُولُ فَقَدْ دَلَّلْت بِالْقِيَاسِ وَالْمَعْقُولِ عَلَى أَنَّك لَا تَعْبُدُ شَيْئًا؛ لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ شَيْئًا دَاخِلًا فِي الْقِيَاسِ وَالْمَعْقُولِ لَأَنْ يَكُونَ دَاخِلًا فِي الشَّيْءِ أَوْ خَارِجًا عَنْهُ فَلَمَّا لَمْ يَكُنْ فِي قَوْلِك شَيْئًا اسْتَحَالَ أَنْ يَكُونَ الشَّيْءُ فِي الشَّيْءِ أَوْ خَارِجًا مِنْ الشَّيْءِ فَوَصَفْت - لَعَمْرِي - مُلْتَبِسًا لَا وُجُودَ لَهُ وَهُوَ دِينُك وَأَصْلُ مَقَالَتِك: التَّعْطِيلُ". [«مجموع الفتاوى»: 5/317، «درء التعارض»: 6/119]

3 - وقال الإمامُ تلميذُ الأئمة ، المتفق على إمامته كما نص على ذلك العلماء ، ألا وهو أبو سعيد الدارمي (ت. 280 هـ) : وَكَيْفَ يَهْتَدِي بِشْرٌ (المريسي) لِلتَّوْحِيدِ، وَهُوَ لَا يَعْرِفُ مَكَانَ وَاجِدِهِ، وَلَا هُوَ بِزَعْمِهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ بِوَاجِدِهِ، فَهُوَ إِلَى التَّعْطِيلِ أَقْرَبُ مِنْهُ إِلَى التَّوْحِيدِ، وَوَاجِدُهُ بِالمَعْدُومِ أَشْبَهُ مِنْهُ بِالمَوْجُودِ. [«النقض على المريسي»: ص/42]

4 - قال أبو نصر السجزي (ت. 444 هـ) : "وزعم الأشعري: أن الله سبحانه غير ممازج للخلق وغير مباين لهم، والأمكنة غير خالية منه، وغير ممتلية به. وهذا كلام مسفت لا معنى تحته، وتحقيقه النفي بعد الإثبات". ["الرد على من أنكر الحرف والصوت": ص/192]

5 - قال ابن قدامة المقدسي (ت. 620 هـ) : "ويقولون: الله حي موجود يرى في القيامة، ولكن ما هو في سماء ولا أرض، ولا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا شمال، ولا يعقل وجوده على هذه الصفة". [«البرهان في بيان القرآن»: ص/162]

6 - وقال الحافظ الذهبي (ت. 748 هـ) : "فَإِن هَذِه السلوب نعوت الْمَعْدُوم تَعَالَى الله جلّ جَلَاله عَن الْعَدَم بل هُوَ مَوْجُود متميز عَن خلقه مَوْصُوف بِمَا وصف بِهِ نَفسه من أَنه فَوق الْعَرْش بِلَا كَيفَ". [«العلو للعلي الغفار»: ص/143]

 7 - وقال الفيروز آبادي (ت. 817 هـ) صاحب "القاموس المحيط"  ناقلا كلام الإمام الأنصاري مقرا ومحتجا به: "... فإِنَّ المعطل جاحِدٌ للذَّات أَو لكمالها، وهو جحد لحقيقة الإِلهية، فإِنَّ ذاتاً لا تسمعُ ولا تُبْصِر ولا تَتَكَلَّم ولا ترضَى ولا تَغْضَب ولا تَفْعَل شيئاً، وليست داخلَ العالَمِ ولا خارجه ولا متَّصِلَة بالعالَمِ ولا مُنْفَصِلَة ولا مُجانِبَة ولا مُباينة ولا فَوْقَ العَرْشِ ولا تَحْته ولا خَلْفَه ولا أَمامَه ولا عن يَمِينهِ ولا عن شِمالِه، سواءٌ والعَدَم. والمشرك مقرّ بالله وصفاته/ ولكن عنده معه غيره، فمُعَطِّل الذات والصّفات شَرٌّ منه". [«بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز»: 402/5]

8 - وقال محمد الشوكاني (ت. 1250 هـ) : "قد رَأَيْت مَا يَقُوله كثير مِنْهُم ويذكرونه فِي مؤلفاتهم ويحكونه عَن أكابرهم إِن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وتنزه وتقدس لَا هُوَ جسم وَلَا جَوْهَر وَلَا عرض وَلَا دَاخل الْعَالم وَلَا خَارجه!! فأنشدك الله أَي عبارَة تبلغ مبلغ هَذِه الْعبارَة فِي النَّفْي؟! وَأي مُبَالغَة فِي الدّلَالَة على هَذَا النَّفْي تقوم مقَام هَذِه الْمُبَالغَة؟! فَكَانَ هَؤُلَاءِ فِي فرارهم من شُبْهَة التَّشْبِيه إِلَى هَذَا التعطيل..". [«التحف في مذاهب السلف»: ص/23]


ذكر من اعترف من الأشاعرة برفض عوام الناس عقيدتهم:


قال أبو حامد الغزالي (ت. 505 هـ): "قلنا: من رأى هذا حقيقة الحق اعتذر بأن هذا لو ذكره لنفر الناس عن قبوله ، ولبادروا بالإنكار وقالوا هذا عين المحال ، ووقعوا في التعطيل ، ولا خير في المبالغة في تنزيه يُنتج التعطيل في حق الكافة إلا الأقلين ، وقد بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم داعياً للخلق إلى سعادة الآخرة رحمة للعالمين ، كيف ينطق بما فيه هلاك الأكثرين...وأما إثبات موجود في الاعتقاد على ما ذكرناه من المبالغة في التنزيه شديد جداً بل لا يقبله واحد من الألف لا سيما الأمة الأمية". [«إلجام العوام عن علم الكلام»: ص/56-57]

وقال نفسه في الإحياء: "وكذلك النظر إلى ذات الله تعالى يورث الحيرة والدهش واضطراب العقل ، فالصواب إذن أن لا يتعرض لمجاري الفكر في ذات الله سبحانه وصفاته فإن أكثر العقول لا تحتمله بل القدر اليسير الذي صرح به بعض العلماء وهو أن الله تعالى مقدس عن المكان ومنزه عن الأقطار والجهات وأنه ليس داخل العالم ولا خارجه ولا هو متصل بالعالم ولا هو منفصل عنه قد حير عقول أقوام حتى أنكروه إذ لم يطيقوا سماعه ومعرفته". [«إحياء علوم الدين»: 4/434]


وقال ابن عساكر (ت. 571 هـ) : "فَإِن قيل إِن الجم الْغَفِير فِي سَائِر الْأَزْمَان وَأكْثر الْعَامَّة فِي جَمِيع الْبلدَانِ لَا يقتدون بالأشعري وَلَا يقلدونه وَلَا يرَوْنَ مذْهبه وَلَا يعتقدونه وهم السوَاد الْأَعْظَم وسبيلهم السَّبِيل الأقوم قيل لَا عِبْرَة بِكَثْرَة الْعَوام وَلَا الْتِفَات إِلَى الْجُهَّال الغتام وَإِنَّمَا الِاعْتِبَار بأرباب الْعلم والاقتداء بأصحاب البصيرة والفهم..". [«تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري»: ص/331]

وقال العز بن عبد السلام (ت. 660 هـ) : "وَكُلُّ ذَلِكَ مِمَّا لَا يُمْكِنُ تَصْوِيبٌ لِلْمُجْتَهِدِينَ فِيهِ بَلْ الْحَقُّ مَعَ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، وَالْبَاقُونَ مُخْطِئُونَ خَطَأً مَعْفُوًّا عَنْهُ لِمَشَقَّةِ الْخُرُوجِ مِنْهُ وَالِانْفِكَاكِ عَنْهُ، وَلَا سِيَّمَا قَوْلُ مُعْتَقِدِ الْجِهَةِ فَإِنَّ اعْتِقَادَ مَوْجُودٍ لَيْسَ بِمُتَحَرِّكٍ وَلَا سَاكِنٍ وَلَا مُنْفَصِلٍ عَنْ الْعَالَمِ وَلَا مُتَّصِلٍ بِهِ، وَلَا دَاخِلٍ فِيهِ وَلَا خَارِجٍ عَنْهُ لَا يَهْتَدِي إلَيْهِ أَحَدٌ بِأَصْلِ الْخِلْقَةِ فِي الْعَادَةِ، وَلَا يَهْتَدِي إلَيْهِ أَحَدٌ إلَّا بَعْدَ الْوُقُوفِ عَلَى أَدِلَّةٍ صَعْبَةِ الْمُدْرَكِ عَسِرَةِ الْفَهْمِ فَلِأَجْلِ هَذِهِ الْمَشَقَّةِ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا فِي حَقِّ الْعَادِي.
وَلِذَلِكَ كَانَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يُلْزِمُ أَحَدًا مِمَّنْ أَسْلَمَ عَلَى الْبَحْثِ عَنْ ذَلِكَ بَلْ كَانَ يُقِرُّهُمْ عَلَى مَا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا انْفِكَاكَ لَهُمْ عَنْهُ، وَمَا زَالَ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ وَالْعُلَمَاءُ الْمُهْتَدُونَ يُقِرُّونَ عَلَى ذَلِكَ مَعَ عِلْمِهِمْ بِأَنَّ الْعَامَّةَ لَمْ يَقِفُوا عَلَى الْحَقِّ فِيهِ وَلَمْ يَهْتَدُوا إلَيْهِ، وَأَجْرُوا عَلَيْهِمْ أَحْكَامَ الْإِسْلَامِ مِنْ جَوَازِ الْمُنَاكَحَاتِ وَالتَّوَارُثِ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ إذَا مَاتُوا وَتَغْسِيلِهِمْ وَتَكْفِينِهِمْ وَحَمْلِهِمْ وَدَفْنِهِمْ فِي مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ، وَلَوْلَا أَنَّ اللَّهَ قَدْ سَامَحَهُمْ بِذَلِكَ وَعَفَا عَنْهُ لِعُسْرِ الِانْفِصَالِ مِنْهُ وَلَمَا أُجْرِيَتْ عَلَيْهِمْ أَحْكَامُ الْمُسْلِمِينَ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْإِلَهَ يَحِلُّ فِي شَيْءٍ مِنْ أَجْسَادِ النَّاسِ أَوْ غَيْرِهِمْ فَهُوَ كَافِرٌ لِأَنَّ الشَّرْعَ إنَّمَا عَفَا عَنْ الْمُجَسَّمَةِ لِغَلَبَةِ التَّجَسُّمِ عَلَى النَّاسِ فَإِنَّهُمْ لَا يَفْهَمُونَ مَوْجُودًا فِي غَيْرِ جِهَةٍ بِخِلَافِ الْحُلُولِ فَإِنَّهُ لَا يَعُمُّ الِابْتِلَاءُ بِهِ وَلَا يَخْطِرُ عَلَى قَلْبِ عَاقِلٍ وَلَا يُعْفَى عَنْهُ". [«قواعد الأحكام في مصالح الأنام»: 1/201]

وقال الفخر الرازي (ت. 606 هـ) عند تفسير آية: ٢٣ من سورة الزمر : "فنقول : الإنسان إذا تأمل في الدلائل الدالة على أنه يجب تنزيه الله عن التحيز والجهة. فهنا يقشعر جلده ، لأن إثبات موجود لا داخل العالم ولا خارج ولا متصل بالعالم ولا منفصل عن العالم ، مما يصعب تصوره فههنا تقشعر الجلود". [«التفسير الكبير»: 26/282]

وقال الفخر الرازي أيضا: "واعلم أن العلماء المحققين ذكروا أنواعا من الفوائد في إنزال المتشابهات". ثم قال: "الخامس: وهو السبب الأقوى: أن القرآن مشتمل على دعوة الخواص، والعوام تنبوا في أكثر الأمور عن إدراك الحقائق العقلية المحضة، فمن سمع من العوام في أول الأمر إثبات موجود ليس بجسم ولا متحيز ولا مشار إليه!!، ظن أن هذا عدم محض فوقع في التعطيل، فكان الأصلح أن يخاطبوا بألفاظ دالة على بعض ما يناسب مما تخيلوه وتوهموه، ويكون مخلوطاً بما يدل على الحق الصريح، فالقسم الأول: وهو الذي يخاطبون به في أول الأمر يكون من باب المتشابهات، والقسم الثاني: وهو الذي يكشف لهم في آخر الأمر وهو المحكمات!!" [«أساس التقديس»: ص/192]

وقال سعد الدين التفتازاني (ت. 793 هـ) : «فإن قيل: إذا كان الدين الحق نفي الحيز والجهة فما بال الكتب السماوية والأحاديث النبوية مشعرة في مواضع لا تحصى بثبوت ذلك من غير أن يقع في موضع واحد منها تصريح بنفي ذلك وتحقيق كما كررت الدلالة على وجود الصانع ووحدته وعلمه وقدرته وحقيقة المعاد وحشر الأجساد في عدة مواضع وأكدت غاية التأكيد، مع أن هذا أيضاً حقيق بغاية التأكيد والتحقيق لما تقرر في فطرة العقلاء مع اختلاف الأديان والآراء من التوجه إلى العلو عند الدعاء ومد الأيدي إلى السماء؟
أجيب: بأنه لما كان التنزيه عن الجهة مما تقصر عنه عقول العامة حتى تكاد تجزم بنفي ما ليس في الجهة كان الأنسبُ في خطاباتهم والأقربُ إلى إصلاحهم والأليقُ بدعوتهم إلى الحق ما يكون ظاهراً في التشبيه وكون الصانع في أشرف الجهات مع تنبيهات دقيقة على التنزيه المطلق عما هو من سمة الحدوث» [«شرح المقاصد»: 2/50]


والحمد لله رب العالمين...

суббота, 30 марта 2019 г.

 ابن كلاب و الكلابية

 ⁦✔️⁩ بدعته في كلام الله:

 • قال أبو الحسن الأشعري (ت. 324 ه‍): "وزعم عبد الله بن كلاب أن ما نسمع التالين يتلونه هو عبارة عن كلام الله عز وجل وأن موسى عليه السلام سمع الله متكلماً بكلامه وأن معنى قوله: {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ} معناه: حتى يفهم كلام الله، ويحتمل على مذهبه أن يكون معناه: حتى يسمع التالين يتلونه". [مقالات الإسلاميين: ص/585]

 • قال السجزي (ت. 444 ه‍): "اعلموا - أرشدنا الله وإياكم- أنه لم يكن خلاف بين الخلق على اختلاف نِحَلهم من أول الزمان إلى الوقت الذي ظهر فيه ابن كلاب والقلانسي والصالحي والأشعري. وأقرانهم الذين يتظاهرون بالرد على المعتزلة وهم معهم بل أخس حالاً منهم في الباطن في أن الكلام لا يكون إلا حرفاً وصوتاً ذا تأليف واتساق وإن اختلفت به اللغات.... 
فالإجماع منعقد بين العقلاء على كون الكلام حرفاً وصوتاً فلما نبغ ابن كلاب وأضرابه وحاولوا الرد على المعتزلة من طريق مجرد العقل، وهم لا يخبرون أصول السنة، ولا ما كان السلف عليه، ولا يحتجون بالأخبار الواردة في ذلك زعماً منهم أنها أخبار آحاد، وهي لا توجب علماً وألزمتهم المعتزلة أن الاتفاق حاصل على أن الكلام حرف، وصوت، ويدخله التعاقب، والتأليف، وذلك لا يوجد في الشاهد إلا بحركة وسكون، ولا بد له من أن يكون ذا أجزاء وأبعاض، وما كان بهذه المثابة لا يجوز أن يكون من صفات ذات الله، لأن ذات الله سبحانه لا توصف بالاجتماع والافتراق، والكل والبعض، والحركة والسكون. وحكم الصفة الذاتية حكم الذات.
قالوا: فعلم بهذه الجملة أن الكلام المضاف إلى الله سبحانه خلق له أحدثه وأضافه إلى نفسه. كما تقول: عبد الله، وخلق الله وفعل الله.
فضاق بابن كلاب وأضرابه النفس عند هذا الإِلزام لقلة معرفتهم بالسنن، وتركهم قبولها وتسليمهم العنان إلى مجرد العقل، فالتزموا ما قالته المعتزلة وركبوا مكابرة العيان وخرقوا الإجماع المنعقد بين الكافة المسلم والكافر. وقالوا للمعتزلة: الذي ذكرتموه ليس بحقيقة الكلام، وإنما يسمى ذلك كلاما على المجاز لكونه حكاية أو عبارة عنه، وحقيقة الكلام: معنى قائم بذات المتكلم". [رسالة السجزي إلى أهل زبيد: 119-115]

 • قال الذهبي (ت. 748 ه‍): "فأحدث ابن كُلاب القول بأنه كلامٌ قائمٌ بذات الربّ بلا قدرة ولا مشيئة. فهذا لَم يكن يتصوّره عاقل، ولا خطرَ ببال الجمهور، حتى أحدث القول بِهِ ابن كُلاب". [تاريخ الإسلام: 5/ 982]

 • وقال عنه: وكَانَ يَقُوْلُ: بَأَنَّ القُرْآنَ قَائِمٌ بِالذَّاتِ بِلاَ قُدرَةٍ وَلاَ مَشِيْئَةٍ. وَهَذَا مَا سُبِقَ إِلَيْهِ أَبَداً، قَالَهُ فِي مُعَارَضَةِ مَنْ يَقُوْلُ بِخَلْقِ القُرْآنِ. [السير: 11/174]

 • قال ابن تيمية (ت. 728 ه‍): "ولهذا لم يقل هذا القول من طوائف المسلمين ولا غير المسلمين إلا ابن كلاب ومن اتبعه". [درء تعارض العقل والنقل: 4/113]

⁦✔️⁩ أقوال العلماء فيه وفي أتباعه:

 1) الإمام أحمد (ت. 241 ه‍)

• فقد ذكر الحاكم في ترجمة إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة - رحمه الله تعالى - أنه قال:  فقد كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره. نقله الذهبي في ["السير": 14/ 380، "درء تعارض العقل والنقل": 2/81]

• قال ابن البنا (ت. 471 ه‍): "هم يقولون: القرآن، عبارة عن هذه الحروف والأصوات والسور والآيات وليس هذا هو القديم عندهم وبهذه المقالة كفرهم أحمد حين قالها ابن كلاب". [المختار في أصول السنة: ص/97]

2) الإمام أبو بكر محمد بن خزيمة (ت. 311 ه‍)

• قال أبو بكر ابن خزيمة لما قال له أبو علي الثقفي : "ما الذي أنكرت أيها الأستاذ من مذاهبنا حتى نرجع عنه؟" قال: "ميلكم إلى مذهب الكلابية، فقد كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره". ["سير أعلام النبلاء": 14/380، "درء تعارض العقل والنقل": 2/80]

• وقال أبو إسماعيل الأنصاري: سمعت إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني يقول: "استتيب الصِّبغي والثقفي على قبر ابن خزيمة"(يعني بتهمة الكلابية) ["ذم الكلام وأهله": 1328، "درء تعارض العقل والنقل": 2/82]

• وقال ابن خزيمة: : "مَنْ نَظَرَ فِي كُتُبِي الْمُصَنَّفَةِ فِي الْعِلْمِ، ظَهَرَ لَهُ وَبَانَ أَنَّ الْكِلابِيَّةَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ كَذَبَةٌ فِيمَا يَحْكُونَ عَنِّي، مِمَّا هُوَ خِلافُ أَصْلِي وَدِيَانَتِي، قَدْ عَرَفَ أَهْلُ الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ أَنَّهُ لَمْ يُصَنِّفْ أَحَدٌ فِي التَّوْحِيدِ وَفِي أُصُولِ الْعِلْمِ مِثْلَ تَصْنِيفِي، فَالْحَاكِي عَنِّي خِلافَ مَا فِي كُتُبِي الْمُصَنَّفَةِ الَّتِي حُمِلَتْ إِلَى الآفَاقِ شَرْقًا وَغَرْبًا كَذَبَةٌ فَسَقَةٌ". [ذم الكلام وأهله: 1265، السير: 14/379]

• وقد ذكرَ شيخُ الإِسلام أبو إسماعيلَ الأنْصاري في "مناقب الِإمام أحمد" فتنة الكُلَّابية، وقال:
"فطارَ لتلك الفتنةِ ذاكَ الإِمام أبو بكْر -يعني ابنَ خُزَيمة- فلمْ يزَل يَصيحُ بتشويهها، ويُصَنِّفُ في ردِّها، كأنَّه مُنْذِر جيشٍ، حتى دَوَّنَ في الدَّفاتر، وتمكَّن في السَّرائر، ولقَّنَ في الكَتاتيب، ونقَشَ في المَحاريب: إنَّ الله متكلّمٌ، إن شاءَ تكلَّمَ، وإنْ شاءَ سكَتَ، فجَزى الله ذاك الِإمام، وأولئك النَّفرَ الغرَّ عن نُصْرة دينهِ وتوقير نبيِّه خَيرا". ["مجموع الفتاوى": 6/178]

3) الإمام محمد بن إسحاق السَّرَّاج محدث خراسان (ت. 313 هـ)

• قال الذهبي في ترجمته: قَالَ الحَاكِمُ: وَسَمِعْتُ أَبَا سَعِيْدٍ بنَ أَبِي بَكْرٍ يَقُوْلُ: لَمَّا وَقَعَ مِنْ أَمرِ الكُلاَّبِيَّةِ مَا وَقَعَ بِنَيْسَابُوْرَ، كَانَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ يَمْتَحِنُ أَوْلاَدَ النَّاسِ، فَلاَ يُحَدِّثُ أَوْلاَدَ الكُلاَّبِيَّةِ، فَأَقَامَنِي فِي المَجْلِسِ مَرَّةً، فَقَالَ: قُلْ: أَنَا أَبْرَأُ إِلَى اللهِ - تَعَالَى - مِنَ الكُلاَّبِيَّةِ.
فَقُلْتُ: إِنْ قُلْتُ هَذَا، لاَ يُطْعِمُنِي أَبِي الخُبْزَ.
فَضَحِكَ، وَقَالَ: دَعُوا هَذَا. ["السير": 14/395]

4) أبو حامد أحمد بن محمد بن شارك الهروي الشافعي المفسر مفتي هراة وشيخها (ت. 355 ه‍) تلميذ أبي يعلى الموصلي صاحب المسند.

 • عن أبي حامد أحمد بن حمدان إجازة: "أن جده أبا حامد الشاركي في علته التي توفي فيها دخل عليه أبو عبد الله الفياضي وعنده أبو سعد الزاهد، فلما دخل، قام إليه الناس يعظمونه، ولم ينظر إليه أبو سعد، فقال أبو حامد: أسندوني، فأسندوه، فرفع صوته وكان منه من الشدة على الكلابية شأن". [ذم الكلام وأهله: 1281]

5) أبو علي حامد بن محمد الهروي الرَّفَّاء (ت. 356 ه‍) تلميذ أبي عثمان الدارمي وإبراهيم الحربي.

• كان أبو علي الرفاء يقول: "لعن الله الكلابية –وكان يشير بيده إلى دار فلان-. قال: ورأيته على المنبر طرف ردائه على رأسه". [ذم الكلام وأهله: 1280]

6) إبراهيم بن أحمد بن عمر أبو إسحاق بن شاقلا الحنبلي (ت. 369 ه‍)

• قال في مناظرة مع أبي سليمان الدمشقي له: "ثم قلت له: أنت مذهبك أن كلام الله عز وجل ليس بأمر ولا نهي، ولا متشابه ولا ناسخ ولا منسوخ، ولا كلامه مسموع، لأن عندك الله عز وجل لا يتكلم بصوت، وأن موسى لم يسمع كلام الله عز وجل بسمعه، وإنما خلق الله عز وجل في موسى فهماً فهم به.
فلما رأى ما عليه في هذا من الشناعة قال: فلعلي أخالف ابن الكلاب القطان في هذه المسألة من سائر مذهبه.". [طبقات الحنابلة: 2/135]

7) عبيدالله بن محمد ابن بطة (ت. 378 ه‍)

• وقال: وَمِنْ خُبَثَائِهِمْ وَمَنْ يَظْهَرُ فِي كَلَامِهِ اَلذَّبُّ عَنْ اَلسُّنَّةِ وَالنُّصْرَةُ لَهَا وَقَوْلُهُ أَخْبَثُ اَلْقَوْلِ: اِبْن كُلَّابٍ وَحُسَيْنٌ اَلنَّجَّارُ وَأَبُو بَكْرٍ اَلْأَصَمُّ وابن علية أعاذنا الله وإياكم من مقالتهم وعافانا وإياك من شرور مذاهبهم". [الإبانة الصغرى: 551]

8) الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده (ت. 395 ه‍) حافظ أصبهان

• قال: "ليتق الله امرؤ وليعتبر عن تقدم ممن كان القول باللفظ مذهبه ومقالته، كيف خرج من الدنيا مهجوراً مذموماً مطروداً من المجالس والبلدان لاعتقاده القبيح؟! وقوله الشنيع المخالف لدين الله مثل: الكرابيسي، والشواط، وابن كلاب، وابن الأشعري، وأمثالهم ممن كان الجدال والكلام طريقه في دين الله عز وجل". [ طبقات الحنابلة: 4/424، ذم الكلام وأهله: 1345]

9) أبو سعد أحمد بن محمد بن الخليل الأنصاري الهروي الماليني الشافعي (ت. 412 هـ)

• قال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي الأنصاري: سمعت الشيخ أبا الحسن الماليني طاهر بن محمد يقول: "قيل لأبي سعد الزاهد: إنا أبا الحسن الديناري ناضل عنك عند سبكتكين، فقال: وإياه فلعن الله لأنه كلابي". [ذم الكلام وأهله: 1297]

10) شيخ خراسان أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن محمد الأزدي السلمي النيسابوري (ت. 412 هـ)

• قال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي الأنصاري: سمعت أحمد بن أبي نصر يقول: "رأينا محمد بن الحسين السلمي يلعن الكلابية" [ذم الكلام وأهله: 1309]

11) عبد الرحمن بن علي بن أبي منصور أبو سعيد الطالقاني

• قال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي الأنصاري: سمعت أبي يقول: "سمعت أبا سعيد الطالقاني غير مرة في مجلسه يلعن الكلابية، ويصرح باسم رئيس فيهم، وينسب أبا سعد إلى المداهنة". [ذم الكلام وأهله: 1334]

12) أبو نصر السجزي (ت. 444 ه‍)

• قال: "ثم بلي أهل السنة بعد هؤلاء بقوم يدعون أنهم من أهل الاتباع. وضررهم أكثر من ضرر المعتزلة وغيرهم، وهم: أبو محمد بن كلاب وأبو العباس القلانسي، وأبو الحسن الأشعري.
وبعدهم: محمد بن أبي تريد بسجستان وأبو عبد الله بن مجاهد بالبصرة.
وفي وقتنا: أبو بكر بن الباقلاني ببغداد، وأبو إسحاق الاسفرائيني وأبو بكر بن فورك بخراسان فهؤلاء يردون على المعتزلة بعض أقاويلهم. ويردون على أهل الأثر أكثر مما ردّوه على المعتزلة". [رسالة السجزي إلى أهل زبيد: 343-345]

13) أبو القاسم سعد بن علي الزنجاني (ت. 471 ه‍)

• قال في منظومته الرائية:

وَجَعْدٌ فَقَدْ أَرْدَاهُ خُبْثُ مَقَالِهِ * * * وَأَمَّا ابْنُ كُلاَّبٍ فَأَقْبِحْ بِمَا ذَكَرْ

[رقم البيت: 33]

14) محمد بن طاهر المقدسي القيسراني (ت. 507 ه‍)

وأما ابن كلاب فجاء ببدعة *** وجعد وجهم والمريسي ذوو الدبر 
وجاء ابن كرام بمين وفرية *** على الله والمبعوث منه وما شعر 
فهم أحدثوا هذا الكلام بعقلهم *** وكلهم عن منهج الحق قد عبر 
أرادوا به تشويش شرع محمد *** فما بلغوا ما أمّلوه من الغرر 

[الحجة على تارك المحجة: 202] 

15) قال محمد بن إسماعيل التيمي الأصبهاني (ت. 537 ه‍)

• قال: "أرادوا [يعني المعتزلة] نقض أصول الدين فلما لم يتم لهم ما قصدوه تبعهم الكلابي فوضع كلاماً ظاهره موافق، وباطنه موبق، وقال: لا أقول القرآن مخلوق، ولكن أقول إن الذي في مصاحفنا ليس كلام الله، ولكنه عبارة عن كلامه، وكلامه قديم قائم بذاته، ولا أنفي الاستواء، ولكن لا أقول: استوى بذاته ولا أنفي اليد، والوجه، ولكن أتأوّلها،فتأولها تأويلا ذهب عما كان عليه الصحابة والتابعون". ["الحجة في بيان المحجة": 2/550]

فاعتبر الإمام الأصبهاني مذهب ابن كلاب مذهبا موبقا وخارجا وذاهبا عن عقيدة السلف من الصحابة والتابعين.

16) أبو محمد عبدالقادر الجيلاني (ت. 561 ه‍)

• قال: فأصل ثلاث وسبعين فرقة عشرة: أهل السنة، والخوارج، والشيعة، والمعتزلة، والمرجئة، والمشبهة، والجهمية، والضرارية، والنجارية، والكلابية. [الغنية لطالبي طريق الحق: ص/75]

17) أبو طاهر أحمد محمد السلفي (ت. 576 ه‍)

• قال الحافظ الذهبي: أَنْبَأَنِي أَحْمَد بن سَلاَمَةَ، عَنِ الحَافِظ عَبْد الغَنِيِّ بن سُرُوْر، أَنشدنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ لِنَفْسِهِ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ:

وأتباع ابن كلاب كِـلاب ** على التحقيق هم من شر آل

قال الحافظ الذهبي معلقا : صدق النَّاظمُ -رَحِمَهُ الله- وَأَجَاد، فَلأَن يَعِيْش المُسْلِم أَخرس أَبكَم خَيْر لَهُ مِنْ أَنْ يَمتلِئَ بَاطِنه كَلاَماً وَفَلْسَفَةً! [السير: 36/21-29]

18) ابن قدامة المقدسي (ت. 620 ه‍)

• وقال ابن قدامة عنهم: "ومن السنة هجران أهل البدع ومباينتهم وترك الجدال والخصومات في الدين وترك النظر في كتب المبتدعة والإصغاء إلى كلامهم وكل محدثة بدعة وكل متسم بغير الإسلام مبتدع كالرافضة والجهمية والخوارج والقدرية والمرجئة والمعتزلة والكرامية والكلابية والسالمة ونظائرهم، فهذه فرق الضلال وطوائف البدع، أعاذنا الله منها". ["لمعة الاعتقاد": ص/42]
وهذا تبديع صريح.

19) أبو الصفاء خليل الصفدي الشافعي (ت. 696 ه‍) 

• وقال الصفدي وهو من المتكلمين: "عبد الله بن سعيد بن كلاب، الفقيه أبو محمد البصري. كان يرد على المعتزلة وربما وافقهم". ["الوافي بالوفيات": 17/104]

20) أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية (ت. 728 ه‍)

• وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: "مع أن ابن كلاب كان مبتدعا عند السلف بما قاله في مسألة القرآن؟ وفي إنكار الصفات الفعلية القائمة بذات الله". ["الفتاوى الكبرى": 6/631] 


⁦✔️⁩ اعتراف الطائفة الأشعرية بأنهم من الكُلَّابية:

من المعروف الذي لا خلاف فيه حتى عند الأشاعرة أنفسهم أن مذهب الأشاعرة هو مذهب الكلابية (مذهب عبد الله ابن سعيد بن كلاب) فعنه أخذ الأشعري مذهبه الكلامي الذي صار إليه بعد الاعتزال، لا خلاف بين الأشاعرة أنفسهم في هذا.

  • قال عبدالرحمن ابن خلدون (ت. 808 ه‍) وهو أشعري: "إلى أن ظهر الشيخ أبو الحسن الأشعري وناظر بعض مشيختهم ـ أي المعتزلة ـ في مسائل الصلاح والأصلح فرفض طريقتهم، وكان على رأي عبدالله بن سعيد بن كلاّب وأبي العباس القلانسي والحارث المحاسبي ... ". [مقدمة ابن خلدون: ص/853]

 • وقال أبو بكر ابن قاضي شهبة (ت. 851 ه‍) عن عبد الله بن كلاب:
"كان من كبار المتكلمين ومن أهل السنة، وبطريقته وطريقة الحارث المحاسبي اقتدى أبو الحسن الأشعري".["طبقات الشافعية" 1/78]

 • وقال كمال الدين البياضي (ت. 1098 ه‍) : "فلم يخلُ زمان من القائمين بنصرة الدين وإظهاره . . وقد سبقه ـ يعني الأشعري ـ أيضاً في ذلك ـ يعني في نصرة مذهب أهل السنة ـ الإمام أبو محمد عبدالله بن سعيد القطان [يعني ابن كلاب]. . " [إشارات المرام من عبارات الإمام أبي حنيفة النعمان: ص/23]
فمذهبهم واحد، سبق إليه ابن كلاب والمحاسبي والقلانسي وتبعهم الأشعري.

 • ويقول أبو الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني الأشعري (ت. 548 ه‍): "حتى انتهى الزمان إلى عبد الله بن سعيد الكلابي وأبي العباس القلانسي والحارث بن أسعد المحاسبي ... وانحاز الأشعري إلى هذه الطائفة فأيد مقالتهم بمناهج كلامية وصار ذلك مذهبا لأهل السنة والجماعة وانتقلت سمة الصفاتية إلى الأشعرية". ["الملل والنحل": ص/81]

فهم طائفة واحدة : ابن كلاب والقلانسي والمحاسبي والأشعري بنص كلام هذا الإمام الأشعري.

 • وقال عنه جمال الدين عبد الرحيم بن الحسن الإسنوي (ت. 772) : "كان من كبار المتكلمين ومن أهل السنة… ذكره العبادي في طبقة أبي بكر الصيرفي، قال: إنه من أصحابنا المتكلمين". [طبقات الشافعية للأسنوي 2/ 178]

ولظهور هذه المتابعة من الأشعري لمذهب ابن كلاب نجد أن بعض الأشاعرة إذا تكلم في بعض الأحيان يقول: قال شيخنا الكلابي ، أو ابن كلاب ، انظر على سبيل المثال "أصول الدين" للبغدادي و "نهاية الاقدام" الشهرستاني.

• وقد قال الشهرستاني الأشعري: "قالت الأشعرية: ذهب شيخنا الكلابي عبد الله بن سعيد إلى أنَّ كلام الباري في الأزل لا يتصف بكونه أمراً ونهياً وخبراً واستخباراً إلا عند وجود المخاطبين واستجماعهم شرائط التكليف". ["نهاية الإقدام": ص/303]

 • وقال أبو محمد علي ابن حزم [ت. 456 ه‍] في الفصل بعدما ذكر الأشعري ومذهبه ثم عمم الخطاب لطائفته ثم قال ابن حزم : "وقال شيخ لهم قديم وهو عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري". ["الفصل": 4/157]

فاعتبره ابن حزم شيخَ الأشعرية

 • ويقول محمد السفاريني [ت. 1188]: "فهذا أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب ، هو الذي تبع طريقته أبو الحسن الأشعري ، وإن خالفه في بعض الأشياء ، إلا إنه على نهجه في إثبات الصفات ...". ["لوامع الأنوار البهية": 1/209]

وهذا ابن فورك أحد أكبر علمائهم جمع بين كلام ابن كلاب والأشعري وبيَّن اتفاقهما في الأصول في كتابه المقالات كما نقل عنه شيخ الإسلام في الاستقامة وغيره.

 • قال شيخ الإسلام: "والكلابية هم مشايخ الأشعرية فإن أبا الحسن الأشعري إنما اقتدى بطريقة أبي محمد بن كلاب وابن كلاب كان أقرب إلى السلف زمنا وطريقة وقد جمع أبو بكر بن فورك شيخ القشيري كلام ابن كلاب والأشعري وبين اتفاقهما في الأصول". ["الاستقامة": 1/105].

⁦✔️⁩ آراء ابن كلاب المنحرفة الأخرى:

• قوله في الموافاة: 
قال أبو الحسن الأشعري: وزعم أنه لم يزل راضياً عمن يعلم أنه يموت مؤمناً وإن كان أكثر عمره كافراً ساخطاً على من يعلم أنه يموت كافراً وإن كان أكثر عمره مؤمناً، وإرادة الله سبحانه لكون الشيء هي الكراهة أن لا يكون. ["مقالات الإسلاميين": ص/547]

• قوله في التأويل
كان لإبراهيم بن شاقلا الحنبلي (ت. 369 هـ) مناظرة مع أبي سليمان الدمشقي في مسائل الصفات تبين أن ابن كلاب لم يكن على طريقة الإمام أحمد ولا على منهج السلف.
قال ابن شاقلا: "فقال لي جواباً عن حديث أنس: "إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها" إنما هما نعمتان.
فقلت له: هذا الخبر يقول: "إن الأصبعين نعمتان؟ " –أي: هل قال الخبر: إن الإصبعين نعمتان؟ استنكاراً لتأويله- واليدين صفة للذات. ولم يتقدمك بهذا أحد إلا عبد الله بن كلاب القطان الذي انتحلت مذهبه، ولا عبرة في التسليم للأصابع والتأويل لها على ما ذكرت: إن القلوب بين نعمتين من نعم الله عز وجل.....".  ["طبقات الحنابلة": 2/133]

• قوله بالإرجاء:
قال السبكي (ت. 771 ه‍): وَالسَّادِس أَنه إِقْرَار بِاللِّسَانِ والمعرفة وَهَذَا الْمَذْهَب يعزى إِلَى عَبْد الله بن سعيد ابْن كلاب وَكَانَ من أهل السّنة عَلَى الْجُمْلَة وَله طول الذيل فِي علم الْكَلَام وَحسن النّظر وَلم يَتَّضِح لي بعد شدَّة الْبَحْث انْفِصَال مذْهبه عَن مَذْهَب الْقَائِلين بِأَنَّهُ التَّصْدِيق فَإِن الْإِقْرَار بِاللِّسَانِ والمعرفة يَسْتَدْعِي سبق الْمعرفَة. ["طبقات الشافعية": 1/95]

والحمد لله رب العالمين... 

воскресенье, 17 марта 2019 г.

   ذكر من قال ليس في السماء إله.

أبو بكر السختياني (ت. ١٣١ ه‍ـ)

قال أيوب السختياني - وذكر المعتزلة - : «إنما مدار القوم على أن يقولوا ليس في السماء شيء».
أخرجه الطبراني في كتاب "السنة" له.

[أخرجه الذهبي في «العرش»: ٢/٢١٨، و في «العلو»: ص/١٢٩ وقال: "هَذَا إِسْنَاد كَالشَّمْسِ وضوحاً وكالأسطوانة ثبوتاً عَن سيد أهل الْبَصْرَة وعالمهم"، وكذلك في «السير» ٦/٢٤]

حماد بن زيد (ت. ١٧٩ ه‍ـ)

قال حَمَّاد بْن زَيْدٍ - وَذُكِرَ هَؤُلَاءِ الْجَهْمِيَّةُ - : «إِنَّمَا يُحَاوِلُونَ أَنْ يَقُولُوا لَيْسَ فِي السَّمَاءِ شَيْءٌ»

[«المسند» لأحمد: ٢٧٥٨٦، «السنة» لعبد الله بن أحمد: ٤١، «السنة» للخلال: ١٦٩٥،١٦٩٦،١٧٨١، «الإبانة الكبرى»: ٢٣٩٨]

عباد بن العوام (ت. ١٨٥ ه‍ـ)

قال عَبَّادَ بْنَ الْعَوَّامِ: «كَلَّمْتُ بِشْرًا الْمَرِيسِيَّ وَأَصْحَابَ بِشْرٍ فَرَأَيْتُ آخِرَ كَلَامِهِمْ يَنْتَهِي إِلَى أَنْ يَقُولُوا لَيْسَ فِي السَّمَاءِ شَيْءٌ»

[«السنة» لعبد الله بن أحمد: ٦٧، «السنة» للخلال: ١٧٥٣،١٧٥٦، «تاريخ بغداد»: ٧/٥٣٤]

جرير بن عبد الحميد (ت. ١٨٨ ه‍ـ) شيخ إسحاق بن راهويه

قال جرير بن عبد الحميد: "كلام الجهمية أوله عسل وآخره سم، وإنما يحاولون أن يقولوا ليس في السماء إله"

[رواه ابن أبي حاتم في «الرد على الجهمية» كما في «العرش» للذهبي: ١٦٤، و «العلو»: ٣٩٧، و «بيان تلبيس الجهمية»: ١/٢٠٠، و «اجتماع الجيوش الإسلامية»: ٣٣٢]

أبو بكر بن عياش (ت. ١٩٣ ه‍ـ)

«إنما يحاولون الجهمية أن ليس في السماء شيء»

[«السنة» للخلال: ١٧٦٥]

عبدالرحمن بن مهدي (ت. ١٩٨ ه‍ـ)

قال عَبْدَ الرَّحْمَن بْن مَهْدِيٍّ: لَيْسَ فِي أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ شَرٌّ مِنْ أَصْحَابِ جَهْمٍ يَدُورُونَ عَلَى أَنْ يَقُولُوا لَيْسَ فِي السَّمَاءِ شَيْءٌ، أَرَى وَاللَّهِ أَلَّا يُنَاكَحُوا وَلَا يُوَارَثُوا»

[«السنة» لعبد الله بن أحمد: ١٣٠، «الإبانة الكبرى»: ٢٣٤٤، «السنة» للخلال: ١٩٣٧]

قال الذهبي: نقل غير وَاحِد بِإِسْنَاد صَحِيح عَن عبد الرَّحْمَن الَّذِي يَقُول فِيهِ عَليّ بن الْمَدِينِيّ حَافظ الْأمة لَو حَلَفت بَين الرُّكْن وَالْمقَام لحلفت أَنِّي مَا رَأَيْت أعلم من ابْن مهْدي قَالَ إِن الْجَهْمِية أَرَادوا أَن ينفوا أَن يكون الله كلم مُوسَى وَأَن يكون على الْعَرْش أرى أَن يستتابوا فَإِن تَابُوا وَإِلَّا ضربت أَعْنَاقهم

[«العلو للعلي الغفار»: ص/١٥٩، «اجتماع الجيوش الإسلامية»: ٣٢٦، «الأسماء والصفات» للبيهقي: ٥٤٦]

يحيى بن سعيد القطان (ت. ١٩٨ ه‍ـ)

قَالَ مُحَمَّد بْنَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّان: كَانَ أَبِي وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ يَقُولَانِ: «الْجَهْمِيَّةُ تَدُورُ أَنْ لَيْسَ فِي السَّمَاءِ شَيْءٌ»

[«الإبانة الكبرى»: ٢٣٤٤]

علي بن عاصم بن صهيب الواسطي (ت. ٢٠١ ه‍ـ) شيخ الإمام أحمد

قال: «احْذَرْ بِشْرًا الْمِرِّيسِيَّ، فَإِنَّ كَلَامَهُ أَبُو جَادِّ الزَّنَادِقَةِ، وَأَنَا لَقِيتُ أُسْتَاذَهُمْ جَهْمًا، فَلَمْ يَكُنْ يُثْبِتُ أَنَّ فِيَ السَّمَاءِ إِلَهًا»

[«خلق أفعال العباد»: ٢٢، «الإبانة الكبرى»: ٢٤١٨، «السنة» لعبد الله بن أحمد: ١٧٦]

وهب بن جرير الأزدي (ت. ٢٠٦ ه‍ـ)

قال: "إياكم ورأي جهم فإنهم يحاولون أنه ليس شيء في السماء وما هو إلا من وحي إبليس ما هو إلا الكفر".

[العرش للذهبي: ١٨٤، «العلو»: ٣٩٦، «اجتماع الجيوش الإسلامية»: ٣٢٩]

وقال: "الْجَهْمِيَّةُ الزَّنَادِقَةُ إِنَّما يُرِيدُونَ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى".

[«خلق أفعال العباد» للبخاري: ٦، «إثبات صفة العلو» لابن قدامة: ٨٥]

سَعِيدُ بْنُ عَامِر الضُّبَعي (ت. ٢٠٨ ه‍ـ)

قال: " الْجَهْمِيَّةُ أشرّ قولا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، قَدِ اجْتَمَعَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَأَهْلُ الْأَدْيَانِ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى الْعَرْشِ، وَقَالُوا هُمْ: لَيْسَ عَلَى الْعَرْشِ شَيْءٌ "

[أخرجه البخاري «خلق أفعال العباد»: ١٨، وابن أبي حاتم في «الرد على الجهمية» كما في «درء التعارض»: ٦/ ٢٦١، و «اجتماع الجيوش الإسلامية»: ص/٢١٥، و «العلو للعلي الغفار»: ص/١١٧]

عاصم بن علي بن عاصم الواسطي (ت. ٢٢١ هـ) شيخ البخاري

قال: "ناظرت جهمياً، فتبين من كلامه أنه لا يؤمن أن في السماء ربّاً"

[«العلو»: ٤٥٣، «اجتماع الجيوش الإسلامية»: ٣٣٠، «درء التعارض»: ٦/ ٢٦١ نقلا من «الرد على      الجهمية» لابن أبي حاتم]

أبو معمر القطيعي (ت. ٢٣٦ ه‍ـ)

قال: "آخر كَلَام الْجَهْمِية أَنه لَيْسَ فِي السَّمَاء إِلَه" 
أَبُو معمر من شُيُوخ البُخَارِيّ وَمُسلم وَقد روى البُخَارِيّ أَيْضا عَن رجل عَنهُ

[«العلو للعلي الغفار» نقلا من تأليف ابن أبي حاتم: ٤٧١، «اجتماع الجيوش الإسلامية»: ص/٣٣٥] 

أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة (ت. ٢٩٧ هـ)

 قال: "ذكروا أن الجهمية يقولون: ليس بين الله عز وجل وبين خلقه حجاب، وأنكروا العرش، وأن يكون الله فوقه، وفوق السموات، وقالوا: إن الله في كل مكان".

[«العرش وما روي فيه»: ٢٧٦-٢٨١]
معنى "الحد"

تكلم أهل العلم عن معنى الحد، و من ذلك:

- قال الخليل ابن أحمد (ت. ١٧٠ه‍ـ) في كتابه [العين: ١٧٥] :
"حد: فصل ما بين كل شيئين حد بينهما، و منتهى كل شيء حده".

- و قال ابن فارس (ت. ٣٩٥ه‍ـ) في [مقاييس اللغة: ٣/٢] :
"(حد): الحاء و الدال أصلان: و الأول المنع، و الثاني طرف الشيء، فالحد: الحاجز بين شيئين".

- و قال عثمان الدارمي (ت. ٢٨٠ه‍ـ) في [النقض: ص/٧٦] :
"الخَلْقَ كُلَّهُم عَلِمُوا أَنَّه لَيْسَ شَيءٌ، يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ الشَّيْءِ إِلَّا وَلَهُ حَدٌّ وَغَايَةٌ وَصِفَةٌ، وَأَنَّ لَا شَيْءٌ لَيْسَ لَهُ حَدٌّ وَلَا غَايَةٌ وَلَا صِفَةٌ, فَالشَّيْءُ أَبَدًا مَوْصُوفٌ لَا مَحَالَةَ، وَلَا شَيْءٌ يُوصَفُ بِلَا حَدٍّ وَلَا غَايَةٍ. وَقَوْلُكَ: لَا حَدَّ لَهُ يَعْنِي: أَنَّهُ لَا شَيْءٌ".


معنى "الحد" الذي أثبته أهل السنة والجماعة.

أجمع أهل السنة والجماعة على إطلاق لفظ "الحد" لله بمعنى: إثبات علوه سبحانه وتعالى، و بينونته عن خلقه، و استوائه على عرشه.

- قال عثمان الدارمي في [النقض: ص/٧٨] :
"وَقَدِ اتَّفَقَتِ الكَلِمَةُ مِنَ المُسْلِمِينَ وَالكَافِرِينَ أَنَّ الله فِي السَّمَاءِ، وَحَدُّوهُ بِذَلِكَ إِلَّا المَرِيسِيَّ الضَّالَّ وَأَصْحَابَهُ، حَتَّى الصِّبْيَانُ الَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الحِنْثَ قَدْ عَرَفُوهُ بِذَلِكَ".


معنى نفي بعض أهل السنة "الحد" عن الله تعالى.

ثبت عن بعض أهل السنة نفي الحد عن الله تعالى، وهو يحمل على معنيين:

الأول: عدم إحاطة شيء من المخلوقات به سبحانه وتعالى، كما قال: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: ١٠٣]، و قوله: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه: ١١٠]

الثاني: نفي علم الخلق بحده سبحانه وتعالى، فلا يعلم كيفية حده إلا هو سبحانه وتعالى.


سبب ذكر أهل السنة "الحد" لله تعالى

لما كانت الجهمية ينفون علو الله تعالى على خلقه، و استوائه على عرشه، و يقولون: إن الله تعالى لا يباين خلقه، و ليس بينه و بينهم حد، و لا يتميز عنهم، أنكر عليهم أهل السنة من السلف الصالح، و اشتد نكيرهم عليهم، حتى كفّروهم، و حذّروا منهم و بيّنوا للناس أمرهم و تلبيسهم، و زادوا من باب البيان و الإيضاح: إثبات البينونة و الحد لله تعالى.


"الحد" ليس صفة من صفات الله تعالى.

شنع الخطابي على أهل السنة في إثباتهم "الحد" لله تعالى، فزعم أنهم زادوا لله صفة من الصفات التي لم ينطق بها الكتاب و السنة. و قد تعقبه شيخ الإسلام ابن تيمية في [بيان تلبيس الجهمية: ٤٢/٣-٤٥ مع تصرف يسير]، فقال:

"أهل الإثبات المنازعون للخطابي وذويه يجيبون عن هذا بوجوه:

- أحدها: أن هذا الكلام الذي ذكره إنما يتوجه لو قالوا: إن له صفة هي "الحد" كما توهمه هذا الرادّ عليهم! وهذا لم يقله أحد، ولا يقوله عاقل، فإن هذا الكلام لا حقيقة له، إذ ليس في الصفات التي يوصف بها شيء من الموصوفات - كما يوصف باليد والعلم - صفة معينة يقال لها: "الحد"، وإنما الحد ما يتميز به الشيء عن غيره من صفته وقدره، كما هو المعروف من لفظ الحد في الموجودات، فيقال: حد الإنسان، وحد كذا، وهي الصفات المميزة له، ويقال: حد الدار، والبستان، وهي جهاته وجوانبه المميزة له.

- الوجه الثاني: قوله: "سبيل هؤلاء أن يعلموا أن صفات الله تعالى لا تؤخذ إلا من كتاب الله أو من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم دون قول أحد من الناس"
 فيقولون له لو وفّيت أنت ومن اتبعْتَه باتباع هذه السبيل لم تُحوجنا نحن وأئمتنا إلى نفي بدعكم بل تركتم موجب الكتاب والسنة في النفي والإثبات.
 أمّا في النفي: فنفيتم عن الله أشياء لم ينطق بها كتاب، ولا سنة، ولا إمام من أئمة المسلمين؛ بل والعقل لايقضي بذلك عند التحقيق؛ وقلتم: إن العقل نفاها.
 فخالفتم الشريعة بالبدعة والمناقضة المعنوية، وخالفتم العقول الصريحة، وقلتم: ليس هو بجسم، ولا جوهر، ولا متحيز ،ولا في جهة، ولا يشار إليه بحس، ولا يتميز منه شيء من شيء، وعبرتم عن ذلك: بأنه تعالى ليس بمنقسم، ولا مركب، وأنه لا حد له، ولا غاية، تريدون بذلك أنه يمتنع عليه أن يكون له حد وقدر؛ أويكون له قَدر لا يتناهى, وأمثال ذلك!
 ومعلوم أن الوصف بالنفي كالوصف بالإثبات.
 فكيف ساغ لكم هذا النفي بلا كتاب، ولا سنة، مع اتفاق السلف على ذم من ابتدع ذلك، وتسميتهم إياهم جهمية، وذمهم لأهل هذا الكلام ؟!…"





١ - عبد الله بن المبارك (ت. ١٨١ه‍)
٢ - عبد الله بن الزبير الحميدي (ت. ٢١٩ه‍)
٣ - سعيد بن منصور (ت. ٢٢٧ه‍)
٤ - إسحاق بن راهويه (ت. ٢٣٨ه‍)
٥ - أحمد ابن حنبل (ت. ٢٤١ه‍)
٦ - أحمد بن محمد بن هانئ الأثرم (ت. ٢٧٢ه‍)
٧ - حرب ابن إسماعيل الكرماني (ت. ٢٨٠ه‍)
٨ - عثمان بن سعيد الدارمي (ت. ٢٨٠ه‍)
٩ - عبدالله بن أحمد بن حنبل (ت. ٢٩٠)
١٠ - أبو بكر أحمد بن محمد الخلال (ت. ٣١١ه‍)
١١ - محمد بن علي الكرجي القصاب (ت. ٣٦٠ه‍)
١٢ - أبو عبدالله ابن بطة العكبري (ت. ٣٧٨ه‍)
١٣ - يحيى بن عمار السجستاني (ت. ٤٢٢ه‍)
١٤ - أبو القاسم ابن منده (ت. ٤٧٠ه‍)
١٥ - أبو إسماعيل الأنصاري الهروي (ت. ٤٨١ه‍)
١٦ - أبو الحسن الجزري
١٧ - القاضي أبو يعلى (ت. ٤٥٨ه‍)
١٨ - أبو العلاء الهمذاني (ت. ٥٦٩ه‍)
١٩ - أبو القاسم التيمي (ت. ٥٣٥ه‍)
٢٠ - ابن الزاغوني (ت. ٥٢٧ه‍)
٢١ - الدشتي (ت. ٦٦٥ه‍)
٢٢ - ابن تيمية (ت. ٧٢٨ه‍)
٢٣ - ابن القيم (ت. ٧٥١ه‍)
٢٤ - ابن أبي العز (ت. ٧٩٢ه‍)
٢٥ - يوسف بن حسن بن عبد الهادي المشهور بابن المبرد (ت. ٩٠٩ه‍)






١ - عبد الله بن المبارك (ت. ١٨١ه‍)

قال عبداالله بن الـمبارك: "نعرف ربنا فوق سبع سموات على العرش بائنا من خلقه بحد، ولا نقول كما قالت الجهمية إنه هاهنا، وأشار بيده إلى الأرض".

[رواه عبداالله بن أحمد في «السنة»(٢٠٢)،  و عثمان الدارمي في «النقض» (٣٣)، و«الرد على الجهمية» (١٦٢)، و الحرب الكرماني في «السنة» (٣٣٨)، و ابن جريـر في «ذيـل المـذيل» (ص٦٦١-٦٦٠/ ترجمـة ابـن المبـارك)، والبيهقي في «الأسماء والـصفات» (٩٠٢)]

قال اللالكائي في «اعتقاد أهل السنة» (٣٨٨/٢): لقـي عبـدالله بـن المبـارك جماعة من التابعين مثـل: سـليمان التيمـي، وحميـد الطويـل وغيرهمـا، ولـيس في الإسلام في وقته أكثر رحلة منه، وأكثـر طلبـا للعلـم، وأجمعهـم لـه، وأجـودهم معرفة به، وأحسنهم سيرة، وأرضاهم طريقة مثله، ولعله يروي عن ألـف شـيخ من أباع التابعين. اهـ

وقال أسود بن سالم: كان ابن المبارك إمامل يُقتدى به،
كان من أثبت الناس في السنة، إذا رأيت رجلا يغمز ابن المبارك بشيء فاتهمه على الإسلام. ["تاريخ بغداد" 10 / 168]

قال ابن تيمية في «التسعينية» (٥٦٣/٢): عبداالله بن المبارك الذي أجمعت فرق الأمة على إمامته وجلالته حتى قيل: إنه أمير المؤمنين في كل شيء. وقيل: مـا أخرجت خراسان مثل ابن المبارك. اهـ

٢ - عبد الله بن الزبير الحميدي (ت. ٢١٩ه‍)

ذكر حرب الكرماني في كتابه أنه ممن أثبت الحدّ.

[السنة لحرب الكرماني: ١ و ٥٦-٥٥]

٣ - سعيد بن منصور (ت. ٢٢٧ه‍)

ذكر حرب الكرماني في كتابه أنه أيضا ممن أثبت الحدّ.

[السنة لحرب الكرماني: ١ و ٥٦-٥٥]

٤ - إسحاق بن راهويه (ت. ٢٣٨ه‍)

قلت لإسحاق ابن راهويه : قول الله تعالى : {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ} [المجادلة: ٧]، كيف نقول فيه ؟
قال: حيثما كنت هو أقرب إليك من حبل الوريد، وهو بائن من خلقه.
قلت لإسحاق: على العرش بحد ؟
قال: نعم، بحد.
و ذكر عن ابن المبارك، قال: هو على عرشه، بائن من خلقه بحد.

[رواه حرب الكرماني في «كتاب السنة» (٣٣٦) و ابن بطة في «الإبانة الكبرى» (١١٨)، و الهروي في «ذم الكلام» (١٢٠٨) و الدشتي في «إثبات الحد» (٢١)، و ابن تيمية بيان تلبيس الجهمية (٢/٦١٦)]

٥ - أحمد ابن حنبل (ت. ٢٤١ه‍)

عن إبراهيم القيسي، قال: قلت لأحمد بن حنبل: يحكى عن ابن المبارك، قيل له: كيف نعرف ربنا تعالى؟، قال: في السماء السابعة على عرشه بحد، قال أحمد: هكذا هو عندنا.

[رواه ابن بطة في "الإبانة الكبرى": ١١٣، و القاضي أبو يعلى في "المسائل العقدية من كتاب الروايتين والوجهين": ص/٥٥، وابن أبي يعلى عن كتاب الأثرم في "طبقات الحنابلة" ٢/٢٣٣، و الخلال في السنة نقل عنه الدشتي في إثبات الحد: ١٨ و ابن تيمية في "بيان تلبيس الجهمية: ٢/٦١٥]

قال أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَقِيلَ لَهُ رَوَى عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: كَيْفَ نَعْرِفُ اللَّهَ؟ قَالَ: عَلَى الْعَرْشِ بحدٍّ، فَقَالَ: بَلَغَنِي ذَلِكَ عَنْهُ وَأَعْجَبَهُ، ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} [البقرة: ٢١٠]، ثُمَّ قَالَ: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر: ٢٢]

[الإبانة الكبرى:١١٤، إثبات الحد للدشتي: ١٦، السنة للخلال في الجزء المفقود، نقل عنه الدشتي في "إثبات الحد": ١٨ و ابن تيمية في "بيان تلبيس الجهمية": ٢/٦١٣]

قال هارون بن يعقوب الهاشمي: سمعت أبي يعقوب بن العباس قال: "كنا عند أبي عبد الله، قال: فسألناه عن قول ابن المبارك: قيل له: كيف نعرف ربنا؟ قال: في السماء السابعة، على عرشه بحدٍّ. فقال أحمد: هكذا على العرش استوى بحد. فقلنا له: ما معنى قول ابن المبارك بحد؟ قال: لا أعرفه، ولكن لهذا شواهد من القرآن في خمسة مواضع: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ [فاطر ١٠] أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء [الملك ١٦] وتَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ [المعارج ٤] وهو على العرش وعلمه مع كل شيء.

[رواى الخلال في "السنة" في الجزء المفقود، و نقل عنه الدشتي في"إثبات الحد": ١٩ و ابن تيمية في "بيان تلبيس الجهمية": ٦١٣/٢-٦١٤]

تنبيه!!! قال ابن تيمية:
و قولهم: (ما معنى قول ابن المبارك؟ و قوله: لا أعرفه)
قد يكون لا أعرف حقيقة مراده، لكن للمعنى الظاهر من اللفظ شواهد، وهو النصوص التي تدل على أن الله تنتهي إليه الأمور، وأنه في السماء، ونحو ذلك.
وقد يكون: لا أدري من أين قال ذلك، لكن له شواهد
[بيان تلبيس الجهمية: ٣/٧٠٤]

٦ - أحمد بن محمد بن هانئ الأثرم (ت. ٢٧٢ه‍)

قال الأثرم  قلت لأحمد: يحكى عن ابن المبارك: نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه بحد. فقال أحمد : هكذا هو عندنا.

[إثبات الحد للدشتي: ص/١٦٢، إبطال التأويلات للقاضي أبي يعلى: ٥٥٠، بيان تلبيس الجهمية: ٣/٢١]

٧ - حرب ابن إسماعيل الكرماني (ت. ٢٨٠ه‍)

قال الكرماني في «مسائله» المعروفة التي نقلها عن أحمد، و إسحاق، و غيرهما:

"هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها، وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئًا من هذه المذاهب، أو طعن فيها، أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج من الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق، وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد، وعبد الله بن الزبير الحميدي وسعيد بن منصور، وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم فكان من قولهم: …"
و ذكر قولهم في الإيمان، و القدر، و الوعيد، و الإمامة، و أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة، و أمر البرزخ، و القيامة، و غير ذالك - إلى أن قال: "وهو سبحانه بائن من خلقه، لا يخلو من علمه مكان، و لله عرش، و للعرش حملة يحملونه، و له حد، و الله أعلم بحده".

[السنة لحرب الكرماني: ٥٥-٥٦]

٨ - عثمان بن سعيد الدارمي (ت. ٢٨٠ه‍)

قال: وقد اتفقت الكلمة من المسلمين والكافرين أن الله في السماء، و حدوه بذلك إلا المريسي الضال وأصحابه.
[الرد على بشر المريسي: ١/٢٢٨]

٩ - عبد الله بن أحمد بن حنبل (ت. ٢٩٠)

قال عبد الله بن الإمام أحمد : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوَيْهِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ يَعْنِي ابْنَ شَقِيقٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ، يَقُولُ: " الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّا لَنَحْكِي كَلَامَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَلَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَحْكِيَ كَلَامَ الْجَهْمِيَّةِ ". قَالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: «نَعْرِفُ رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ فَوْقَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ عَلَى الْعَرْشِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ بِحَدٍّ وَلَا نَقُولُ كَمَا قَالَتِ الْجَهْمِيَّةُ هَاهُنَا وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْأَرْضِ»

[السنة: ٢٠٢]

١٠ - أبو بكر أحمد بن محمد الخلال (ت. ٣١١ه‍)

قال الخلال: حدثنا أبو بكر المروزي، قال: سمعت أبا عبد الله لما قيل له: روى علي بن الحسن بن شقيق عن ابن المبارك، أنه قيل له: كيف نعرف الله عز وجل؟ قال: على العرش بحد. قال: قد بلغني ذلك عنه، وأعجبه، ثم قال أبو عبد الله: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} (البقرة: 210) ثم قال: {وجاء ربك والملك صفا صفا} (الفجر: 22)
قال الخلال أخبرنا الحسن بن صالح العطار حدثنا هارون بن يعقوب الهاشمي سمعت أبي يعقوب بن العباس قال كنا عند أبي عبد الله قال فسألناه عن قول ابن المبارك قيل له كيف نعرف ربنا قال في السماء السابعة على عرشه بحد فقال أحمد هكذا على العرش استوى بحد فقلنا له ما معنى قول ابن المبارك بحد قال لا أعرفه ولكن لهذا شواهد من القرآن في خمسة مواضع إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ [فاطر 10] أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء [الملك 16] وتَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ [المعارج 4] وهو على العرش وعلمه مع كل شيء.
قال الخلال وأخبرنا محمد بن علي الوراق حدثنا أبو بكر الأثرم حدثنا محمد بن إبراهيم القيسي قال قلت لأحمد بن حنبل يحكى عن ابن المبارك قيل له كيف نعرف ربنا قال في السماء السابعة على عرشه بحد فقال أحمد هكذا هو عندنا.
قال الخلال: أخبرنا حرب بن إسماعيل قال قلت لإسحاق يعني ابن راهوية على العرش بحد قال نعم بحد وذكر عن ابن المبارك قال هو على عرشه بائن من خلقه بحد

 [رواه في "السنة" في الجزء المفقود، و نقل عنه الدشتي في إثبات الحد: ١٧-١٩، ٢١، و ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية: ٦١٦/٢-٦١٢، و القاضي أبو يعلى في "الروايتين و الوجهين": ص/٥٥]

١١ - محمد بن علي الكرجي القصاب (ت. ٣٦٠ه‍)

قال: “...ثم استوى على العرش حجة على الجهمية لأن الاستواء في هذا الموضع هو الاستقرار، استوى على العرش، أي: استقر عليه، فهو بما استقل العرش منه جل جلاله له حدٌّ عند نفسه لا بحدٍّ يدركه خلقُه والمحيط بالأشياء علمه سبحانه"

[نكت القرآن للقصاب: ١/٤٢٦]

و قال: قوله: {فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ} [فصلت: ٣٨] رد على الجهمية و المعتزلة و من ينفي المكان و الحد عن الله - جل الله - و يزعم: أنه ليس في السماء وحدها دون الأرض. و قد قال كما ترى {فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ}، و هم الملائكة، و لا يشك أنهم في السماء، و إذا كانوا عنده، فهو - جل و تعالى - فيها بحد يعرفه من نفسه، و إن عجزه خلقه عن كنهه.

[نكت القرآن للقصاب: ٨٠/٤-٧٩]

١٢ - أبو عبدالله ابن بطة العكبري (ت. ٣٧٨ه‍)

اعلموا - رحمكم الله - أن الجهمية تجحد أن لله عرشا، وقالوا: "لا نقول: إن الله على العرش؛ لأنه أعظم من العرش، ومتى اعترفنا أنه على العرش، فقد حددناه، وقد خلت منه أماكن كثيرة غير العرش"
فردوا نص التنزيل، وكذبوا أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم.

[الإبانة الكبرى: ٧/١٦٨]

١٣ - يحيى بن عمار السجستاني (ت. ٤٢٢ه‍)

قال أبو إسماعيل الهروي:
سألت يحيى بن عمار عن أبي حاتم بن حبان البستي؛ قلت: رأيته ؟
قال: كيف لم أره، و نحن أخرجناه من سجستان! كان له علم كثير، ولم يكن له كبير دين، قدم علينا، فأنكر الحد لله، فأخرجناه من سجستان.

[ذم الكلام و أهله: ١٢٩٢]

١٤ - أبو القاسم عبد الرحمن ابن منده (ت. ٤٧٠ه‍)

قال: "و لا دين لمن لا يرى لله الحد ، لأنه يسقط من بينه و بين الله الحاجز و الحجاب و الإشارات و الخطاب".
و ذكر ذلك في كتاب: "بيان الهدى و معرفة أقاويل أهل الضلالة و الردى" تصنيفه.

[إثبات الحد: ص/١٥٩]

١٥ - أبو إسماعيل الأنصاري الهروي (ت. ٤٨١ه‍)

قال في كتابه "الأربعين في دلائل التوحيد" [ص/٥٧] : "باب إثبات الحد لله"

١٦ - أبو الحسن الجزري

قال: "هو على العرش بحد يعلمه هو و لا نعلمه نحن".

[المسائل العقدية من كتاب الروايتين و الوجهين: ص/٥٦]

١٧ - القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين (ت. ٤٥٨ه‍)

قال الدشتي:
"و وجدت في كتاب "الأصول" للقاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء - بخط يده - أنه قال :
قد أطلق أحمد القول : إن لله حدا. نص عليه أحمد في رواية المروذي، و قد ذكر قول ابن المبارك: نعرف الله تعالى على العرش بحد. فقال: بلغني ذالك عنه، و أعجبه.
و قال الأثرم: قلت لأحمد: يحكى عن ابن المبارك: نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه بحد. فقال أحمد: هكذا هو عندنا".

[إثبات الحد: ص/١٦٢، رقم/١١]

قال القاضي أبو يعلى:
"و رأيت بخط أبي إسحاق، أنا أبو بكر أحمد بن نصر الرَّفَّا، قال: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: سمعت أبي يقول: جاء رجل إلى أحمد بن حنبل، فقال له: لله تبارك وتعالى حد ؟ قال: نعم، لا يعلمه إلا هو، قال تبارك وتعالى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} [الزمر: ٧٥] يقول: محدقين. فقد أطلق أحمد القول بإثبات الحد لله تعالى.
و قد نفاه في رواية حنبل، فقال:  نحن نؤمن بأن الله على العرش، كيف شاء و كما شاء بلا حد و لا صفة يبلغها واصف أو يحده أحد. فقد نفى الحد عنه على الصفة المذكورة، وهو الحد الذي يعلمه خلقه.
و الموضع الذي أطلقه محمول على معنيين:
  أحدهما: على معنى أنه تعالى في جهة مخصوصة، و ليس هو تعالى ذاهب في الجهات الستة، بل هو خارج العالم مميّز من خلقه، منفصل عنهم غير داخل في كل جهات! .
و هذا معنى قول أحمد: له حد لا يعلمه إلا هو.
و الثاني: أنه على صفة يَبِينُ بها عن غيره و يتميز، و لهذا سمي البََوَّاب حدَّادا, لأنه يمنع غيره عن الدخول، فهو تعالى فرد واحد ممتنع عن الاشتراك له في أخصِّ صفاته.
و قد منعنا من إطلاق القول بالحد في غير موضع من كتابنا، و يجب أن يجوز على الوجه الذي ذكرنا".

[إبطال التأويلات: ٥٩٩-٥٩٨ ، إثبات الحد للدشتي: رقم/١٢ ص/١٦٤-١٦٢، ]

١٨ - أبو العلاء الهمذاني (ت. ٥٦٩ه‍)

قال الدشتي:
"و كان عندي كتاب "الاعتقاد" على مذهب الإمام أحمد، تصنيف الحافظ أبي العلاء الهمذاني، و قال فيه: إن الله على عرشه، و له حدٌّ. أو ما هذا معناه.

[إثبات الحد للدشتي: رقم/١٣، ص/١٦٤]

١٩ - أبو القاسم إسماعيل بن محمد التيمي (ت. ٥٣٥ه‍)

قال أبو القاسم التيمي: "تكلم أهل الحقائق في تفسير الحد بعبارات مختلفة، محصولها أن حد كل شيء موضع بينونته عن غيره.
فإن كان غرض القائل: ليس لله حد:
١ - لا يحيط علم الخلق به، فهو مصيب.
٢ - و إن كان غرضه بذلك: لا يحيط علمه تعالى بنفسه، فهو ضال.
٣ -  أو كان غرضه: أن الله بذاته في كل مكان، فهو أيضا ضال.

[إثبات الحد للدشتي: رقم/٤ ، ص/١٥١ ، و نقل عنه الذهبي في ترجمته في "سير أعلام النبلاء": ٢٠/٨٥]

٢٠ - ابن الزاغوني (ت. ٥٢٧ه‍)

قال: "اعلم أن الدليل القاطع دل على وجود الباري، و ثبوته ذاتا بحقيقة الإثبات، و أنه لا بدّ من فصل يكون بينه و بين خلقه، و يقتضي انفراده بنفسه، و هذا بعينه هو الحد و النهاية، و إنما يغترّ الأغمار الذين لا خبرة عندهم بصعوبة إضافة: الحد، و الغاية، و النهاية إليه تعالى، مع إقرارهم أنه متميز بذاته، منفرد مباين لخلقه، و هذا مناقضة منهم في العقيدة، يسندونها إلى جهل بالأمر، و وقوف مع الأنس".

[إثبات الحد للدشتي: رقم/١٠ ص/١٦٠ ، الإيضاح في أصول الدين للزاغوني: ص/ ٣٢٥-٣٢٦ مع بعض الاختلافات واليسيرة]

٢١ - الدشتي (ت. ٦٦٥ه‍)

صنّف كتاب "إثبات الحد لله عز و جل"

٢٢ - ابن تيمية (ت. ٧٢٨ه‍)

وقد ثبت عن أئمة السلف أنهم قالوا لله حد وأن ذلك لايعلمه غيره وأنه مباين لخلقه وفي ذلك لأهل الحديث والسنة مصنفات.
[بيان تلبيس الجهمية: ٣/٥٩١]

 و قد أطال الكلام في إثبات الحد لله تعالى في كتابه "بيان تلبيس الجهمية"، و رد على الخطابي الذي شنّع على أهل السنة إثباتهم الحد لله تعالى.

٢٣ - ابن القيم (ت. ٧٥١ه‍)

قال ابن القيم:
"وَقَالَ حَنْبَلٌ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: مَا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَهُوَ مَعَكُمْ} [الحديد: ٤] {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: ٧] قَالَ: "بِعِلْمِهِ مُحِيطٌ بِالْكُلِّ وَرَبُّنَا عَلَى الْعَرْشِ بِلَا حَدٍّ وَلَا صِفَةٍ". أَرَادَ أَحْمَدُ بِنَفْيِ الصِّفَةِ نَفْيَ الْكَيْفِيَّةِ وَالتَّشْبِيهِ، وَبِنَفْيِ الْحَدِّ نَفْيَ حَدٍّ يُدْرِكُهُ الْعِبَادُ وَيَحُدُّونَهُ".

[مختصر الصواعق المرسلة: ١/٤٣٨]

٢٤ - ابن أبي العز الحنفي (ت. ٧٩٢ه‍)

قال بعد أن ذكر أثر ابن المبارك في إثبات الحد لله تعالى:
"و من المعلوم أن الحد يقال على ما ينفصل به الشيء ويتميز به عن غيره، والله تعالى غير حالٍّ في خلقه، ولا قائم بهم، بل هو القيوم القائم بنفسه، المقيم لما سواه, فالحد بهذا المعنى لا يجوز أن يكون فيه منازعة في نفس الأمر أصلا، فإنه ليس وراء نفيه إلا نفي وجود الرب ونفي حقيقته, وأما الحد بمعنى العلم والقول، وهو أن يحدّه العباد، فهذا منتف بلا منازعة بين أهل السنة".

[شرح العقيدة الطحاوية: ص/٢١٩]

٢٥ - يوسف بن حسن بن عبد الهادي المشهور بابن المبرد (ت. ٩٠٩ه‍)

فقد سمع كتاب "إثبات الحد لله" و اسمه مثبت في سماعات هذا الكتاب، و كان يجمع أهله و خاصته ليسمعهم إياه.

[إثبات الحد لله: ص/٤٩]