среда, 5 февраля 2020 г.

توبة كبار المتكلمة عن علم الكلام ورجوعهم إلى اعتقاد السلف : 

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

قبل أن أنقل كلام كبار المتكلمة من اشاعرة وغيرهم وتوبتهم عن علم الكلام ورجوعهم إلى منهج وعقيدة السلف أورد كلام الامام ابي عمر بن عبد البر حافظ المغرب (368ه‍)
في علم الكلام والمتكلمة :

يقول أبو عمر ابن عبد البر: "أجمع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ، ولا يُعَدُّون عند الجميع في جميع الأمصار في طبقات العلماء، وإنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز والفهم" "جامع بيان العلم (2/95)".

وقال ايضا رحمه الله : 
"الذي أقول: إنه من نظر إلى إسلام أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة وسعد وعبد الرحمن وسائر المهاجرين والأنصار، وجميع الوفود الذين دخلوا في دين الله أفواجًا علم أن الله -عز وجل- لم يعرفه واحد منهم إلا بتصديق النبيين بأعلام النبوة ودلائل الرسالة لا من قِبل حركة ولا من باب الكل والبعض، ولا من باب كان ويكون، ولو كان النظر في الحركة والسكون عليهم واجبًا، وفي الجسم ونفيه والتشبيه ونفيه لازمًا ما أضاعوه، ولو أضاعوا الواجب ما نطق القرآن بتزكيتهم وتقديمهم، ولا أطنب في مدحهم وتعظيمهم، ولو كان ذلك مِن عملهم مشهورًا أو من أخلاقهم معروفـًا لاستفاض عنهم ولشُهروا به كما شُهروا بالقرآن والروايات، وقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا) (متفق عليه)، عندهم مثل قول الله -عز وجل-: (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ) (الأعراف:143)، ومثل قوله: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) (الفجر:22)، كلهم يقول: ينزل ويتجلى ويجيء بلا كيف، لا يقولون: كيف يجيء وكيف يتجلى وكيف ينزل ولا من أين جاء ولا من أين تجلى ولا من أين ينزل؛ لأنه ليس كشيء من خلقه، وتعالى عن الأشياء، ولا شريك له" "التمهيد (7/147)

***علماء اهتدوا إلى عقيدة السلف : 

-الإمام ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﻜﺮﺍﺑﻴﺴﻲ ‏(ﺕ ٢١٤ ﻫـ‏):

ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺍﻷﺷﻌﺚ: "ﻛﺎﻥ ﺃﻋﺮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﺑﻌﺪ ﺣﻔﺺ ﺍﻟﻔﺮﺩ، ﺍﻟﻜﺮﺍﺑﻴﺴﻲ‏"؛ ﺷﺮﻑ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻠﺒﻐﺪﺍﺩﻱ (ﺹ ٥٩‏).
ﻗﺎﻝ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺒﻨﻴﻪ ﻟَﻤَّﺎ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ: "ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﺣﺪًﺍ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻣﻨﻲ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺘﺘﻬﻤﻮﻧﻲ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ، ﻗﺎﻝ: فإني ﺃُﻭﺻﻴﻜﻢ، ﺃﺗﻘﺒﻠﻮﻥ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ؛ ﻓﺈﻧﻲ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺤﻖ معهم"؛ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻓﻲ‏ ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ‏(٥٤٨/١٠)، ﻭﻓﻲ ﺷﺮﻑ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ‏ ‏(ﺹ ٥٦‏).

 • ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻧﻌﻴﻢ ﺑﻦ ﺣﻤﺎﺩ ‏(ت ٢٢٩ ﻫـ‏):

ﻗﺎﻝ ﻧﻌﻴﻢ ﺑﻦ ﺣﻤﺎﺩ: ‏"ﺃﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺟﻬﻤﻴًّﺎ؛ ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻋﺮَﻓﺖ ﻛﻼﻣﻬﻢ، ﻓﻠﻤﺎ ﻃﻠﺒﺖ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻋﺮَﻓﺖ ﺃﻥ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﻄﻴﻞ"؛ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻓﻲ ‏ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ‏(٥٩٧/١٠)،‏ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ‌‏(ﺹ ٤٢٦).

 الإمام أبو الحسن الأشعري (ﺕ ٣٢٤ ﻫـ ‏):

قال في كتابه "الإبانة" الذي هو آخر مؤلفاته: "ﻗﻮﻟﻨﺎ اﻟﺬﻱ ﻧﻘﻮﻝ ﺑﻪ، ﻭﺩﻳﺎﻧﺘﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﻧﺪﻳﻦ ﺑﻬﺎ، اﻟﺘﻤﺴُّﻚ ﺑﻜﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﺭﺑﻨﺎ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﺑﺴُﻨَّﺔ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻣﺎ ﺭﻭي ﻋﻦ اﻟﺴﺎﺩﺓ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭاﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻭﺃﺋﻤﺔ اﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﻧﺤﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻌﺘﺼﻤﻮﻥ، ﻭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻪ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ - ﻧﻀَّﺮ اﻟﻠﻪ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﺭﻓﻊ ﺩﺭﺟﺘﻪ ﻭﺃﺟﺰﻝ ﻣﺜﻮﺑﺘﻪ - ﻗﺎﺋﻠﻮﻥ، ﻭﻟﻤﺎ ﺧﺎﻟَﻒَ ﻗﻮﻟَﻪ ﻣﺨﺎﻟﻔﻮﻥ؛ ﻷﻧﻪ اﻹﻣﺎﻡ اﻟﻔﺎﺿﻞ، ﻭاﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻜﺎﻣﻞ اﻟﺬﻱ ﺃﺑﺎﻥ اﻟﻠﻪ ﺑﻪ اﻟﺤﻖَّ، ﻭﺩﻓﻊ ﺑﻪ اﻟﻀﻼﻝ، ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺑﻪ اﻟﻤﻨﻬﺎﺝ، ﻭﻗﻤﻊ ﺑﻪ ﺑﺪﻉ اﻟﻤﺒﺘﺪﻋﻴﻦ، ﻭﺯيغَ اﻟﺰاﺋﻐﻴﻦ، ﻭﺷﻚَّ اﻟﺸﺎﻛِّﻴﻦ، ﻓﺮﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺇﻣﺎﻡ ﻣﻘﺪﻡ، ﻭﺟﻠﻴﻞ ﻣُﻌﻈَّﻢ، ﻭﻛﺒﻴﺮ ﻣﻔﻬﻢ"؛ الإبانة عن أصول الديانة (ص، ٢١،٢٠).

 • ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﺠﻮﻳﻨﻲ ‏(ﺕ ٤٧٨ ﻫـ‏):

• ﻗﺎﻝ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ تعالى: ‏"ﻗﺮﺃﺕ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻔًﺎ ﻓﻲ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻔًﺎ، ﺛﻢ ﺧﻠﻴﺖ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺈﺳﻼﻣﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻋﻠﻮﻣﻬﻢ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ، ﻭﺭﻛﺒﺖ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﺨِﻀَﻢَّ، ﻭﻏُﺼﺖُ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻬﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺤﻖ، ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻫﺮﺏ ﻓﻲ ﺳﺎﻟﻒ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ، ﻭﺍﻵﻥ ﻓﻘﺪ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺤﻖ، ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳُﺪﺭﻛﻨﻲ ﺍﻟﺤﻖُّ ﺑﻠﻄﻴﻒ ﺑﺮِّﻩ، ﻓﺄﻣﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ ‏[ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ‏]، ﻭﻳﺨﺘﻢ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺃﻣﺮﻱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻹﺧﻼﺹ: ﻻ إﻟﻪ إﻻ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺎﻟﻮﻳﻞ ﻻﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﻳﻨﻲ"؛ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻓﻲ ‏ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ‏(٤٧١/١٨‏)، ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﺯﻱ ﻓﻲ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ‏(١٥٥‏).

 وﻗﺎﻝ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ تعالى:‏ "ﻟﻮ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺖُ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻱ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺪﺑﺮﺕُ، ﻣﺎ ﺍﺷﺘﻐﻠﺖ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ"؛ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ، ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ‏(٤٧٣/١٨‏)، ﻭﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ، ﺻﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻦ ﻓﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ، ‏(ﺹ ١٨٠‏).

ﻗﺎﻝ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ: "ﻳﺎ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ، ﻻ ﺗَﺸﺘﻐﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ، ﻓﻠﻮ ﻋﺮَﻓﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻳﺒﻠﻎ ﺑﻲ ﻣﺎ ﺑﻠﻎ، ﻣﺎ ﺍﺷﺘﻐﻠﺖ ﺑﻪ"؛ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ، ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ‏(٤٧٤/١٨‏)، ﻭﺍﺑﻦ أﺑﻲ ﺍﻟﻌﺰ ﺍﻟﺤﻨﻔﻲ ﻓﻲ‏ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻄﺤﺎﻭﻳﺔ ‏(ﺹ ٢٠٩‏).

 وﻗﺎﻝ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ تعالى ﻓﻲ ﻣﺮﺽ ﻣﻮﺗﻪ: "ﺍﺷﻬﺪﻭﺍ ﻋﻠﻲَّ ﺃﻧﻲ ﻗﺪ ﺭﺟﻌﺖ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺗُﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﺃﻧﻲ أﻣﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻤﻮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺠﺎﺋﺰ ﻧﻴﺴﺎﺑﻮﺭ"؛ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ، ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ‏(٤٧٤/١٨‏)، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ‏(١٩١/٥‏) ﻟﻠﺴﺒﻜﻲ.

 الإمام ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﻲ ‏(ﺕ٥٠٥ ﻫـ‏):

ﺭﺟﻊ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﻭﺃﻛﺐَّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﺫﻡ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺃﻫﻠﻪ،  ﻭﺻﻨَّﻒ ﺇﻟﺠﺎﻡ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ِّﻋﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ"

 ﻗﺎﻝ: "ﺇﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺤﺘﺎﺟﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺎﺟَّﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻓﻲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻧﺒﻮﺓ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﻤﺎ ﺯﺍﺩﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﻟَّﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺷﻴﺌًﺎ، ﻭﻣﺎ ﺭﻛﺒﻮﺍ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻠﺠﺎﺝ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ، ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﻤﻘﺪِّﻣﺎﺕ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﻌﻠﻤﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﺜﺎﺭ ﺍﻟﻔﺘﻦ، ﻭﻣﻨﺒﻊ ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﺶ، ﻭﻣَﻦْ ﻻ ﻳﻘﻨﻌﻪ ﺃﺩﻟَّﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻻ ﻳﻘﻤﻌﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻭﺍﻟﺴﻨﺎﻥ، ﻓﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﺎﻥ"؛ ‏ﺇﻟﺠﺎﻡ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ِّﻋﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ ‏(ﺹ ٩٠،٨٩).

 •  ﻓﺨر ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ‏ (ﺕ ٦٠٦ ﻫـ‏):

ﻗﺎﻝ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ تعالى ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻋﻤﺮﻩ: "ﻟﻘﺪ ﺗﺄﻣَّﻠﺖ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻜﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ، ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘُﻬﺎ ﺗُﺸﻔﻲ عليلًا، ﻭﻻ ﺗﺮﻭﻱ غليلًا، ﻭﺭﺃﻳﺖُ أﻗﺮﺏ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻃﺮﻳﻖ القرآن، أقرأ ﻓﻲ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ ﴾ [فاطر: 10]، ﻭأﻗﺮﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻲ: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ [الشورى: 11]، ﻭﻣﻦ ﺟﺮﺏ ﻣﺜﻞ ﺗﺠﺮﺑﺘﻲ ﻋﺮَﻑ ﻣﺜﻞ ﻣﻌﺮﻓﺘﻲ"؛ ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ اﻟﻨﺒﻼء للذهبي (٥٠٠،٥٠١/٢١).

 ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ (‏٦٨/٧)، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﻏﺰﺍﺭﺓ ﻋﻠﻤﻪ ﻓﻲ ﻓﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﻟﺰﻡ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺎﺋﺰ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﺕ ﻭﺻﻴﺘﻪ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺗﻪ، ﻭﺃﻧﻪ ﺭﺟﻊ ﻋﻦ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺴﻠﻒ، ﻭﺗﺴﻠﻴﻢ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺍﻟﻼﺋﻖ ﺑﺠﻼﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ.

 ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺼﻼﺡ: ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﻄﻮﻋﺎﻧﻲ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﺳﻤِﻊَ ﻓﺨﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺮَّﺍﺯﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺷﺘﻐﻞ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻭﺑﻜﻰ؛ ﺍﻧﺘﻬﻰ؛ ﺷﺬﺭﺍﺕ ﺍﻟﺬﻫﺐ (٤١/٧).

وقال في نهاية كتابه أقسام الذات: (ص، ٢٦٢)

نهايةُ إقدام العُقول عِقال 
ﻭﺃﻛﺜﺮُ ﺳﻌﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺿﻼﻝُ 
ﻭﺃﺭﻭﺍﺣﻨﺎ ﻓﻲ ﻭَﺣﺸﺔٍ ﻣﻦ ﺟﺴﻮﻣﻨﺎ 
ﻭﺣﺎﺻﻞُ ﺩﻧﻴﺎﻧﺎ أذًى ﻭﻭﺑﺎﻝُ 
ﻭﻟﻢ ﻧﺴﺘﻔِﺪ ﻣﻦ ﺑﺤﺜﻨﺎ ﻃﻮﻝَ ﻋُﻤﺮﻧﺎ 
ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﺟﻤَﻌﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻗﻴﻞَ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ.

( الجزء الاول 1 )

سبحان ربي رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

Комментариев нет:

Отправить комментарий