вторник, 14 августа 2018 г.

إثبات علو الله في الأحاديث (٢)

2) ما أخرجه الترمذي - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ ؟ قَالَ : "كَانَ فِي عَمَاءٍ مَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ، وَمَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ، وَخَلَقَ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ".

• رواه الترمـذي (٣١٠٩) وأحمـد (١١/٤)، وابن ماجه (١٨٢)، و الطيالسي (١١٨٩)، وابن أبي عاصم في «السنة» (٦٢٥) و أبـو عبيـد في «غريـب الحديث» (٢٢٩ -٢٢٦/٢)، وعبداالله بن أحمد في «السنة» (٤٣١)، وحرب الكرماني «السنة» (٣٥٠)، والطـبري في «تفـسيره» (٦/٧) و (٤/١٢)، وابـن حبـان في «صحيحه» (٦١٤١)، والطبراني في «الكبير» (٤٦٨) (٢٠٧/١٩)، و ابن بطة في «الإبانة الكـبرى» (٢٦٨٥)، ورواه ابـن بطـة من طريق أبي جعفر محمد بن أبي شيبة في «العرش» (٣١٣ و ٣١٤)، و أبـو الـشيخ في «العظمة» (٨٣)، وغيرهم.


✓ الحكم على الحديث:

¶ احتج أهل العلم بهذا الحديث في مصنفاتهم - كما تقدم في تخريجـه - وسـاقوه مساق القبول والاحتجاج. وممن صرح
 بصحته:

١- الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام.
قال الدارقطني في «الصفات» (٥٩): حدثنا محمد بن مخلد، قال: حدثنا العباس بن محمد الدوري قال: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام - وذكـر البـاب الذي يروى : «الرؤية»، والكرسي وموضع القدمين»،
و «ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره»، «وأين كان ربنا قبل أن يخلق السماء»، و «أن جهنم لا تمتلـئ 
حتى يضع ربك قدمه فيها فتقول: قط قط»، وأشباه هذه الأحاديث.
 فقال: هذه الأحاديث صحاح، حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض، وهي عندنا حق لا نشك فيها، ولكن إذا قيل: كيف وضع قدمه ؟ وكيـف ضحك ؟ قلنا: لا يفسر هذا، ولا سمعنا أحدا يفسره.

 [ورواه من طريق الدارقطني: ابن البناء في «المختار من أصول السنة» (ص٩٧)، و رواه مختصرا الآجري في «الشريعة» (٥٨١)، واللالكائي (٩٢٨). قال ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (٥١/٥): ُ إسناده صحيح عن أبي عبيد]


٢- الترمذي قال في «السنن»: هذا حديث حسن.

 قال ابن القيم في «حاشيته على أبي داود» (١٦/١٣): وهذا الإسـناد صـححه الترمذي في موضع، وحسنه في موضع، فصححه في الرؤيـا، أخبرنـا الحـسن بـن علي الخلال، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عـن وكيـع ابن عدس، عن عمه أبي رزين العقيلي، قـال: قـال رسـول االله صلى الله عليه وسلم: «رؤيـا المـؤمن جزء من أربعين جزءا من النبوة .. ». قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح
قال ابن القطان: فيلزمه تصحيح الحـديث الأول، أو الاقتـصار عـلى تحـسين الثاني، يعني: لأن الإسناد واحد.
قال: فإن قيل: لعله حسن الأول لأنه من رواية حماد بن سلمة، وصحح الثاني لأنه من رواية شعبة، و فضل ما بينهما في الحفظ بين. قلنا: قد صحح من أحاديـث حماد بن سلمة ما لا يحصى، وهو موضع لا نظر فيه عنده، ولا عند أحد مـن أهـل العلم، فإنه إمام، وكان عند شعبة من تعظيمه وإجلاله ما هو معلوم. اهـ

٣- الطبري في «تاريخه» (٤٠/١).

٤- ابن حبان في «صحيحه» (٦١٤١).

٥- وقال ابن العربي الأشعري المالكي في «عارضة الأحوذي» (١٩٤/١١): قـد رويناه من طرقه، وهو صحيح سندا  ومتنا. اهـ

٦- الذهبي في «العلو» (١٣) قال: إسناده حسن.

٧- استشهد بهذا الحديث ابن تيمية في كثـير مـن كتبـه، ومنهـا: «بيـان تلبيس الجهمية» (٥٩١/١)، و«الاستقامة» (١٦١/١)، وغيرهمـا، ولم يطعـن في إسناده في شيء من كتبه.

٨-  صححه ابن القيم في «إعلام المـوقعين» (٢٧٦/٤)، و «تهـذيب السنن» (١٠١/٧) و «النونية» (١٢٩٢).

٩- وذكره ابن كثير  في «تفسيره» (٣٠٧/٤) ولـم يتعقبه بشيء، بل قبله و احتج به.

١٠- قال الشيح عبـداللطيف بـن عبـدالرحمن بـن حـسن في «الـدرر السنية» (٢٩٢/٣): «قبله الحفاظ و صححوه».

 ١١- المعلمي في «التنكيل» (٣٤٧/١).

قلت: ومع كثرة تتابع أهل السنة على قبوله وتفسيره 
حتجاج به، فقد قـال الألباني فيه: «حديث أبي رزين مع شـهرته وتحمـس بعـض (الـسلفيين) لـه !! لا يصح .. إلخ. انظر تعليقه على «التنكيل» (٣٤٧/٢). و أعل إسناده في «السلسلة الضعيفة» (٥٣٢٠) بجهالة وكيع بن حدس !
وكيف يكون مجهولا وقد قال عنه ابـن حبـان في «مـشاهير علـماء الأمـصار» (رقم/٩٧٣): من الأثبات. اهـ 
 وقال الجورقاني في «الأباطيل والمناكير» (٢٣٢/١): صدوق صالح الحديث.
 وكل من صحح هذا الحديث وقبله من أهل العلم يدل على أنه ليس بمجهول عندهم. وقد تكلم أئمة السنة عن معنى هذا الحديث وشرحوا ألفاظه، وهذا دليل آخـر على قبولهم له سندا ومتنا، ولا يخفى أن التأويل فرع عن التصحيح.

وأشهر من طعن في هذا الحديث ورده هم الأشـاعرة المعطلـة كـالرازي وابن جماعة وابن الأثير وغيرهم من متـأخري المعطلـة، ومثـل هـؤلاء لا يلتفـت إليهم أمام أئمة السنة (السلفيين) أهل الجرح والتعديل، فتنبه !

✓ معنـى العمـاء في هذا الحديث عند أهل السنة:

لأهل السنة في معنى "العـماء" في هـذا الحـديث عـدة أقـوال، ولـيس بينهـا اختلاف، ولكل قول شاهد من الكتاب والسنة

 ١- ذهب الخليل بن أحمد، والأصمعي، وأبو عبيـد، وابـن راهويـه، والأزهـري وغيرهم إلى أن "العماء" ممدود، ومعناه في كلام العرب: السحاب الأبيض. 

قال الأزهري في «تهذيب اللغة» (٢٥٧٨/٣): ويقوّي هذا القول قـول الله تعالى: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} [البقرة: ٢١٠]

٢- ذهب يزيد بن هارون، وتبعه الترمذي أن لفظة: (َعماء) ِّ بالمـد؛ و لكـن معناها في الحديث: ليس مع االله شيء. [وانظر: «بيان تلبيس الجهمية» (٤٦٤/١)]
 قلت: ويشهد لهذا ما رواه البخاري (٧٤١٨) عن عمران عن رسول االله صلى الله عليه وسلم: «كـان اللهُ ولـم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء»، وفي لفظ: «ولـم يكن شيء معه».

٣- وللأصمعي قول آخر، قال: يجوز أن يكون معنى الحـديث في عمـى: أي أنه عمّى على العلماء كيف كان. نقله عنه ابن بطة في «الإبانة الكبرى» (٢٦٨٦).

- قال الأزهري في «تهذيب اللغـة» (٢٥٧٧/٣): وقـد بلغنـي عـن أبي الهيثم ولم يعزه لي إليه ثقة، أنه قال في تفسير هذا الحديث ولفظه: أنه كان في عمـى مقصور. قال: و كل أمر لا تدركه القلوب بالعقول فهو عمىً. قال: والمعنـى: أنـه كان حيث لا تدركه عقول بني آدم، ولا يبلغ كنهه وصف). اه‍
 ولعل منه قوله تعالى في أثر القرآن على الكفار: {وهو عليهم عمى} [٤٤:فصلت]
 ونقل الذهبي في «العلو» (٢٧٦/١): قال الحسن بن عمران الحنظلي الهروي: سمعت أبا الهيثم خالد بـن يزيـد الـرازي يقـول: ُ أخطـأ أبـو عبيـد، إنـما العمـى مقصور، ولا يدرى أين كان الرب قبل خلق العرش. اهـ

 قلت: قد ضبطه الأصمعي وغيره قبل أبي عبيد بالمد رواية، وفسروه دراية.


 قال ابن القيم في «اجتماع الجيوش» (ص ٢٣٥): قال أبو القاسـم [خلـف بـن عبد االله المقرئ الأندلـسي] "العـماء" ممـدود وهـو - الـسحاب، و "العمـى" مقـصور - الظلمة، وقد روي الحديث بالمد والقصر، فمن رواه بالمد فمعنـاه عنـده كـان في عـماء سحاب ما تحته وما فوقه هـواء، والهـاء راجعـة عـلى العـماء، ومـن رواه بالقـصر فمعناه عنده: كان في عمى عن خلقه، لأنه من عمي عن شيء فقد أظلم عنه. اهـ


воскресенье, 12 августа 2018 г.

إثبات علو الله في الأحاديث.
--------------------------------------

اعلم رحمك الله أن حديث الجارية من أقوى الأدلة في إثبات علو الله تعالى على خلقه وهو بمثابة صاعقة على رؤوس المعطلة


1) ما أخرجه مسلم في صحيحه - (3/140) من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَال:" قَالَ وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّيبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُعْتِقُهَا قَالَ ائْتِنِي بِهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ لَهَا أَيْنَ اللَّهُ قَالَتْ فِي السَّمَاءِ قَالَ مَنْ أَنَا قَالَتْ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ".

✓ تخريج الحديث:

 [أبو داود في "السنن" (930)، والإمام أحمد في "المسند" (5/448)، و الإمام مالك في"الموطأ" (2/776)، والإمام الشافعيّ في "الرّسالة" (ص/75)، وابن أبي شيبة في "الإيمان (84)، والدّارميّ في "الرّد على الجهميّة" (ص/39)، وفي "الرّد على المريسي (1/491)، وعبد الله ابن الإمام أحمد في "السنّة" (1/306)، وابن خزيمة في "التوحيد" (1/279)، واللالكائيّ في "شرح أصول الاعتقاد" (652)، والبيهقيّ في "الأسماء والصفات" (ص/532)، وفي "السنن الكبرى" (7/354 و10/98) وغيرهم.]

✓ درجة الحديث:

هذا الحديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا معارض له بحال، وبيان ذلك من وجوه:

  الأول: رواية الإمام مسلم له في صحيحه، ولم يتعقّبه أحد من نقاد الحديث بتضعيفه، وهو وإن كان مما انفرد به مسلم دون البخاري في صحيحه، إلا أنه مقطوع بصحته، كما تلقته الأمة بالقبول، وفي هذا المعنى يقول ابن الصلاح (ت. 643هـ): “ما انفرد به البخاري أو مسلم مندرج في قبيل ما يقطع بصحته، لتلقي الأمة كل واحد من كتابيهما بالقبول على الوجه الذي فصلناه من حالهما فيما سبق، سوى أحرف يسيرة، تكلم عليها بعض أهل النقد من الحفاظ كالدارقطني وغيره، وهي معروفة عند أهل هذا الشأن”. [مقدمة ابن الصلاح ص: 97]

  الثاني: أنه بالرغم من تفرد الإمام مسلم بتخريجه دون البخاري، فإنه مع ذلك على شرط الإمام البخاري. يقول أبو عبد الله الحميدي (ت 488هـ): “قد أخرجه البخاري في كتابه في “القراءة خلف الإمام” [ص: 20- 21] عن مسدد بن يحيى عن الحجاج الصواف، وهو من شرطه، ولم يتفق له إخراجه في الجامع الصحيح”. [الجمع بين الصحيحين: 3/ 554]

  الثالث: إثبات الأئمة له في كتبهم استدلالًا به على بعض المسائل الفقهية، كما فعل:

١) الإمام أبو عبدالله محمد بن إدريس الشافعي (ت. 204هـ)
[الأم:  5/298 استدلالًا على أنه لا يجزئ في الكفارة إلا عتق رقبة مؤمنة]

أو استدلالًا به على إثبات صفة العلو لله تعالى وأنه سبحانه في السماء,كما فعل:

٢) الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي (ت. 224هـ)
[الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلام: ص - 18]

٣) أبو بكر عبد الله ابن أبي شيبة (ت. 235ه‍)
[الإيمان لابن أبي شيبة: 84]

٤) أبو محمد عبد الله بن قتيبة الدينوري الحنبلي (ت. 276ه‍)

قال: "وَالْأُمَمُ كُلُّهَا -عَرَبِيُّهَا وَعَجَمِيُّهَا- تَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى فِي السَّمَاءِ مَا تُرِكَتْ عَلَى فِطَرِهَا وَلَمْ تُنْقَلْ عَنْ ذَلِكَ بِالتَّعْلِيمِ.
وَفِي الْحَدِيثِ: "إِنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَمَةٍ أَعْجَمِيَّةٍ لِلْعِتْقِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَيْنَ اللَّهُ تَعَالَى؟ ".
فَقَالَتْ: فِي السَّمَاءِ، قَالَ: "فَمَنْ أَنَا؟ " قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: "هِيَ مُؤْمِنَةٌ وَ أَمَرَهُ بِعِتْقِهَا"
[تأويل مختلف الحديث: 3/395]

٥) أبو سعيد عثمان بن سعيد الدَّارمي (ت. 280هـ)
[نقض المريسي: 1/ 226، 445، 489، 491، 508، 510]

٦) أبو بكر أحمد ابن أبي عاصم (ت. 287ه‍)
[السنة لابن أبي عاصم: 489]

٧) عبدالله ابن الإمام أحمد (ت. 290هـ)
 [السنة لعبدالله ابن أحمد: 1/ 306]

٨) أبو بكر محمد ابن خزيمة (ت. 311ه‍)
[التوحيد لابن خزيمة: 279/1]

 ٩) أبو الحسن علي الأشعري (ت. 324هـ)
[الإبانة للأشعري: ص - 119]

١٠) ابن أبي زَمَنِين المالكي (ت. 399هـ)
[أصول السنة لابن أبي زمنين: ص - 114]

١١) أبو القاسم هبة الله بن الحسن اللالكائي (ت. 418ه‍)
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 652]

١٢) أبو نصر السِّجزي (ت. 444هـ)
[رسالة السجزي إلى أهل زبيد: ص-194]

١٣) أبو الحسين يحيى العمراني الشافعي (ت. 558هـ)
[الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار: 2/ 611]

١٤) أبو محمد عبد القادر الجيلاني الحنبلي (ت. 561ه‍)
[الغنية لطالبي طريق الحق: 1/124]

١٥) عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي (ت. 600هـ)
[الاقتصاد في الاعتقاد: ص/88]

١٦) أبو محمد عبد الله ابن قدامة المقدسي (ت. 620هـ).
[لمعة الاعتقاد: ص - 12، إثبات صفة العلو: 1/69]

١٧) محمد صديق بن حسن القِنَّوْجِي (ت. 1307)
[السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج: 1/347]

 ولو ذهبنا نستقصي من استدل به من العلماء لطال بنا المقام.

✓ أقوال العلماء في تصحيحه:

هذا الحديث مما اتفق العلماء على تصحيحه، وفيما يلي أقوال بعضهم:

١) أبو الحسين مسلم ابن الحجاج النيسابوري (ت. 261ه‍)
[صحيح مسلم: 3/140]

٢) أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني (ت. 275ه‍)
[سنن أبي داود: 930 و سكت عنه (وقد قال في "رسالة لأهل مكة": كل ما سكت عنه فهو صالح)]

٣) أبو حاتم محمد ابن حبان البستي (ت. 354ه‍)
[صحيح ابن حبان: 2248]

٤) أبو بكر أحمد البيهقي الشافعي (ت. 458هـ): “هذا صحيح”.
[الأسماء والصفات: 2/ 326]

٥) أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي المعروف بابن القيسراني (ت. 507ه‍): "ففي هذا الحديث دلالة أن من شرط الإيمان أن يعتقد الشخص بقلبه ويتلفظ بلسانه بأن الله عز وجل في السماء.
أخبرنا أبو بكر الشيرازي بقراءتي عليه غير مرة، أخبركم الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: "من لم يقر بأن الله عز وجل على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته فهو كافر بربه، يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه وألقي على بعض المزابل حتى لا يتأذى المسلمون والمعاهدون بنتن ريح جيفته، وكان ماله فيئاً لا يرثه أحد من المسلمين، إذ المسلم لا يرث الكافر كما قال عليه السلام". وإنما غلظ هذا التغليظ بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم لها بالإيمان إذ اعتقدت أن الله عز وجل في السماء، فمن أنكر ذلك يكون مخالفاً لنص القرآن والسنة الصحيحة، ومن خالفهما خرج عن الإيمان".
[الحجة على تارك المحجة: 1/57]

٦) أبو محمد الحسين البغوي الشافعي (ت. 516هـ): “هذا حديث صحيح”
[شرح السنة: 3/ 239]

٧) فضل الله ابن حسن التُّورِبِشْتِيُّ الحنفي (ت. 661هـ): “فإن الحديث حديث صحيح”.
[الميسر في شرح مصابيح السنة: 3/ 777]

٨) أحمد ابن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي (ت. 728هـ)
[الفتوى الحموية الكبرى: ص-211، ومجموع الفتاوى: 5/ 14]

٩) أبو عبد الله محمد الذهبي الشافعي (ت. 748هـ): “فمن الأحاديث المتواترة الواردة في العلو حديث معاوية بن الحكم السلمي”
 [العلو للعلي الغفار: ص: 14]

١٠) محمد بن إبراهيم الوزير اليمني (ت. 840 هـ): "و حديثها حديث ثابت خرجه مسلم في الصحيح، ورواه الشافعي عن مالك. ذكره ابن النحوي في "البدر المنير" وله طرق جمة ذكرها ابن حجر في "تلخيصه".
[العواصم و القواصم في الذب عن سنة أبي القاسم: 1/380]

١١) أبو الفضل أحمد ابن حجر العسقلاني الشافعي (ت. 852هـ): “وهو حديث صحيح أخرجه مسلم”
[فتح الباري: 13/ 359]

١٢) مرعي بن يوسف الكرمي المصري الحنبلي (ت. 1033هـ): “في الحديث الصحيح المشهور، الذي رواه الأئمة في كتبهم بأسانيدهم، وتلقته الأمة بالقبول أن معاوية بن الحكم…”
[أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات: ص - 88]

١٣) أبو عبد الرحمن محمد بن الحاج نوح الألباني (ت 1420هـ): “هذا الحديث صحيح بلا ريب… الرواية الثابتة المتفق على صحتها بين المحدثين“
[مختصر العلو للعلي الغفار: ص - 82]

ويبقى السؤال: ألا يكفي هذا في التدليل على صحة الحديث، وبالتالي صحة اعتقاد ما دل عليه؟؟؟!!! 

✓ أقوال علماء المذاهب و بيانهم:

1) الحنفية:

١) أبو حنيفة النعمان بن ثابت (ت. 150ه‍)

قال للمرأة التي سألته أين إلهك الذي تعبده قال: «إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض، فقال له رجل: أرأيت قول الله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ} [الحديد: ٤] قال: هو كما تكتب للرجل إني معك وأنت غائب عنه»
[الأسماء والصفات للبيهقي: ص-٤٢٩]

٢) قال أبو نصر عبيد الله بن سعيد السجزي (ت. 444هـ):

"وعند أهل الحق أن الله سبحانه مباين لخلقه بذاته فوق العرش بلا كيفية بحيث لا مكان وقد أثبت الذي في موطأ مالك بن أنس رحمه الله وفي غيره من كتب العلماء : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للجارية التي أراد عتقها من عليه رقبة مؤمنة ( أين الله ؟ قالت في السماء فقال : من أنا ؟ قالت : رسول الله . قال اعتقها فإنها مؤمنة)…وعند الأشعري أن من اعتقد أن الله بذاته في السماء فهو كافر"
[الرد على من أنكر الحرف والصوت: 22]

 ٣) قال أبو الحسن علي ابن أبي العز (ت. 792ه‍)

"التصريح بلفظ "الأين" كقول أعلم الخلق به، وأنصحهم لأمته، وأفصحهم بيانا عن المعنى الصحيح، بلفظ لا يوهم باطلا بوجه:"أين الله"، في غير موضع. الخامس عشر: شهادته صلى الله عليه وسلم لمن قال إن ربه في السماء – بالإيمان"
[شرح العقيدة الطحاوي: ص/60]

 2) المالكية:

١) أبو عمر يوسف ابن عبد البر النمري الأندلسي (ت. 463ه‍)

"وَأَمَّا قَوْلُهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ لِلْجَارِيَةِ أَيْنَ اللَّهُ فَعَلَى ذَلِكَ جَمَاعَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَهُمْ أَهْلُ الْحَدِيثِ وَرُوَاتُهُ الْمُتَفَقِّهُونَ فِيهِ وَسَائِرُ نَقَلَتِهِ كُلُّهُمْ يَقُولُ مَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) طه 5 وَأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي السَّمَاءِ وَعِلْمَهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَهُوَ ظَاهِرُ الْقُرْآنِ ..وَلَيْسَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَعْنًى يُشْكِلُ غَيْرَ مَا وَصَفْنَا وَلَمْ يَزَلِ الْمُسْلِمُونَ إِذَا دَهَمَهُمْ أَمْرٌ يُقْلِقُهُمْ فَزِعُوا إِلَى رَبِّهِمْ فَرَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ وَأَوْجُهَهُمْ نَحْوَ السَّمَاءِ يَدْعُونَهُ وَمُخَالِفُونَا يَنْسِبُونَا فِي ذَلِكَ إِلَى التَّشْبِيهِ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ وَمَنْ قَالَ بِمَا نَطَقَ بِهِ الْقُرْآنُ فَلَا عَيْبَ عَلَيْهِ عِنْدَ ذَوِي الْأَلْبَابِ"
[الاستذكار: 7/337]

٢) أَبِو بَكْرٍ مُحَمَّد بْنِ مَوْهِبٍ الْمَالِكِي (ت 406هـ) تلميذ ابن أبي زيد

قال في شرحه لرسالة الإمام محمد بن أبي زيد القيرواني خلال ذكر أدلة العلو: «وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لِلْأَعْجَمِيَّةِ: أَيْنَ اللَّهُ؟ فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ»
[اجتماع الجيوش الإسلامية: 104]

٣) أَبِو الْقَاسِمِ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِي الْأَنْدَلُسِيِّ المالكي

قَالَ فِي الْجُزْءِ الْأَوَّلِ مِنْ كِتَابِ "الِاهْتِدَاءِ لِأَهْلِ الْحَقِّ وَالِاقْتِدَاءِ" شرح "الملخص لمسند الموطأ" للقابسي وهو يذكر أدلة العلو: «وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لِلْأَمَةِ الَّتِي أَرَادَ مَوْلَاهَا عِتْقَهَا: أَيْنَ اللَّهُ؟ فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ لَهَا: مَنْ أَنَا؟ قَالَتْ: " أَنْتَ " رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ»
[اجتماع الجيوش الإسلامية: 106]

٤) أبو المطرف عبد الرحمن بن مروان القنازعي المالكي (ت. 413ه‍)

قال بعد ذكر حديث الجارية: "وفِي هذا الحَدِيثِ بَيَان أَنَّ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى في السَّمَاءِ، فَوْقَ عَرْشِهِ، وَهُو في كُلّ مَكَان بِعِلْمِهِ"
[تفسير الموطأ للقنازعي: 1/401]

3) الشافعية:

١) أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي (ت. 150ه‍)

١٤٩٨٥ - قَالَ الشَّافِعِيُّ فِي الْقَدِيمِ: وَفِيهِ بَيَانٌ أَنَّ مَنْ كَانَتْ عَلَيْهِ رَقَبَةٌ بِنَذْرٍ، أَوْ وَجَبَتْ بِغَيْرِ نَذْرٍ لَمْ يُجْزِئْهُ فِيهَا إِلَّا مُؤْمِنَةٌ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ يَقُولُ: عَلَيَّ رَقَبَةٌ، لَا يَذْكُرُ مُؤْمِنَةً فَسَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَارِيَةَ عَنْ صِفَةِ الْإِيمَانِ، وَلَوْ كَانَتْ تُجْزِئُهُ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ قَالَ: أَعْتِقْ أَيَّ رَقَبَةٍ شِئْتَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
[معرفة السنن و الآثار للبيهقي: 11/117]

٢) أبو عثمان  إسماعيل الصابوني الشافعي (ت. 449ه‍)

فحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامها وإيمانها لما أقرت بأن ربها في السماء، وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية، وإنما احتج الشافعي رحمة الله عليه على المخالفين في قولهم بجواز إعتاق الرقبة الكافرة في الكفارة بهذاالخبر؛ لاعتقاده أن الله سبحانه فوق خلقه، وفوق سبع سماواته على عرشه، كما هو معتقد المسلمين من أهل السنة والجماعة سلفهم وخلفهم، إذ كان رحمه الله لا يروي خبراً صحيحاً ثم لا يقول به
[عقيدة السلف و أصحاب الحديث: 110]

٣) سعد ابن علي الزنجاني الشافعي (ت. 471ه‍)

وَقَدْ صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ «أَنَّهُ سَأَلَ الْجَارِيَةَ الَّتِي أَرَادَ مَوْلَاهَا عِتْقَهَا أَيْنَ اللَّهُ؟ قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ وَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا، وَقَالَ مَنْ أَنَا؟ قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ: أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ، فَحَكَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِيمَانِهَا حِينَ قَالَتْ: إِنَّ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ،»
[اجتماع الجيوش الإسلامية: 2/198]

٤) أبو القاسم إسماعيل التيمي الأصبهاني المعروف بقوام السنة [ت. 535ه‍]

"فحكم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بإيمانها حِين قَالَت: إِن الله فِي السَّمَاء وتحكم الْجَهْمِية بِكفْر من يَقُول ذَلِكَ".
[الحجة في بيان المحجة: 2/118]

٥) أبو الحسين يحيى العمراني الشافعي (ت 558هـ)

قال ردا على الغزالي في تأويله لحديث الجارية: "وهذا غير صحيح لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: أين الله فأشارت إلى السماء، فأقرها النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، فلو كان لا يجوز أن يقال: إن الله في السماء لبين لها النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه لا يجوز له الإقرار على الخطأ، لا سيما وكان ذلك بحضور جماعة من الناس، أو لو كان هذا لكونها عجمية لبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لمن حضر مع أنه كان يمكنه صلى الله عليه وسلم أن يسأل: من تعبد؟"
[الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار 2/624]


٦) أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي (ت. 748ه‍)

"ففي الخبر مسألتان:
إحداهما: شرعية قول المسلم: أين الله؟.
ثانيهما: قول المسؤول: في السماء.
 فمن أنكر هاتين المسألتين فإنّما يُنكر على المصطفى صلى الله عليه وسلم"
[العلو للعلي الغفار 1/28]

 4) الحنابلة:

١) أبو عبد الله أحمد ابن حنبل (ت. 243ه‍)

قال في شرح هذا الحديث: "فَهِيَ حِينَ تُقِرُّ بِذَلِكَ فَحُكْمُهَا حُكْمُ الْمُؤْمِنَةِ"
[السنة للخلال: 3/575]

٢) أبو عبدالله محمد بن إسحاق ابن منده الحنبلي(ت. 395)

ذكر حديث الجارية في فصل "ذكر ما يدل على أن المقر بالتوحيد إشارة إلى السماء بأن الله في السماء دون الأرض وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه و سلم يسمى مؤمنا" من كتابه.
[الإيمان: 1/230]

٣) القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين الفراء (ت. 458هـ)

قال : "ظاهر الخبر يقتضي جواز السؤال عنه، وجواز الإخبار عنه بأنه فِي السماء، لأن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لها: " أين الله " فلولا أن السؤال عنه جائز لم يسأل وأجابته بأنه فِي السماء وأقرها عَلَى ذَلِكَ، فلولا أنه يجوز الإخبار عنه سُبْحَانَهُ بذلك لم يقرها عليه"
[إبطال التأويلات: 1/232]

٤) أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري (ت. 481ه‍)

قال: "وهؤلاء يقولون: ليس هو في مكان ولا يوصف بأين.
وقد قال المبلغ عن الله عز وجل لجارية معاوية بن الحكم - رضي الله عنه -: "أين الله".
[ذم الكلام وأهله: 5/ 135]

٥) أبو الحسن علي ابن الزاغوني الحنبلي (ت. 527هـ)

قال بعد ذكر حديث الجارية: "و هذا حديث صحيح مشهور رواه الأئمة في كتبهم بأسانيدهم، و تلقته الأمة بالقبول، و وجه الدلالة منه - أنها سألها النبي صلى الله عليه وسلم "أين الله؟" و أقرها على قولها أنه في السماء"
[الإيضاح في أصول الدين: ص-318]

٦) أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي (ت. 600هـ)

قال بعد روايته لحديث الجارية: (ومن أجهل جهلاً، وأسخف عقلاً، وأضل سبيلاً، ممن يقول: إنه لا يجوز أن يُقال: أين الله؟ بعد تصريح صاحب الشريعة بقوله: أين الله؟
[الاقتصاد في الاعتقاد لعبد الغني المقدسي: ص/89]

٧) أبو العلاء الحسن العطار الهمذاني (ت. 569هـ)

سئل الهمذاني - عندما ظهر القوم إلى مذهب أحمد ينتمون وَ  بِالسُّنَّةِ يَتَوَسّمُون وَيُنْكِرُونَ القَوْل بِأَن الله سُبْحَانَهُ فِي جِهَةِ الْعُلُوِّ - أن يجيب عليهم و يذكر الحكم فيهم. فعقد أبو العلاء الهمذاني "الفصل في الاستواء" في جوابه و ساق تحته حديث الجارية.
[فتيا وجوابها في ذكر الاعتقاد وذم الاختلاف: ص-75]

٨) ابن قدامة المقدسي (ت. 620ه‍)

قال: "فحكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإيمانها بإشارتها إلى السماء، تريد أن الله سبحانه فيها".
[المغني: 9/404]

٩) أحمد ابن الشيخ الحزامين الحنبلي (ت. 711ه‍)

قال: "من لا يعرف وجهة معبوده، وتكون الجارية راعية الغنم أعلم بالله منه، فإنها قالت: في السماء، عرفته بأنه في السماء، لما قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جارية أين الله؟ قالت: في السماء، و أقرها على ذلك".
[النصيحة في صفات الرب جل و علا: 1/29]

١٠) أحمد ابن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي (ت 728هـ)

"والنبي صلى الله عليه وسلم منزه أن يسأل سؤالا فاسدا، وسمع الجواب عن ذلك، وهو منزه أن يقر على جواب فاسد "
[درء تعارض العقل والنقل: ٣/ ٣١٥]

١١) محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية (ت. 751ه‍)

و اذكر شهادته لمن قال رب ... ي في السما بحقيقة الايمان
و شهادة العدل المعطل للذي ... قد قال ذا بحقيقة الكفران
و احكم بأيهما تشاء وأنني ... لأراك تقبل شاهد البطلان
إن كنت من أتباع جهم ص ... احب التعطيل والعدوان والبهتان
[الكافية الشافية: 1/108]


✓ الرد على ما يصلح أن يكون شبهة ترِد على الحديث:

• الشبهة الأولى • شبهة التأويل وصرف اللفظ عن ظاهره:

قال القاضي عياض (ت 544هـ): “لا خلاف بين المسلمين قاطبة -محدِّثِهم وفقيههم ومتكلمهم ومقلدهم ونُظَّارِهم- أَنَّ الظواهر الواردة بذكر الله في السماء كقوله: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16]، أنها ليست على ظاهرها، وأنها متأولة عند جميعهم”
[إكمال المعلم بفوائد مسلم: 2/ 465]

¶ و الجواب عن هذه الشبهة:

أن هذا الكلام باطل؛ فقد حكى غير واحد من أهل العلم الإجماع على حمل آيات الصفات لله تعالى على ظاهرها، يقول القاضي  أبو يعلى الفراء (ت. 458ه‍): “دليل آخر على إبطال التأويل: أن الصحابة ومن بعدهم من التابعين حملوها [يعني: آيات الصفات لله تعالى] على ظاهرها ولم يتعرضوا لتأويلها، ولا صرفها عن ظاهرها، فلو كان التأويل سائغًا لكانوا أسبق إليه، لما فيه من إزالة التشبيه ورفع الشبهة، بل قد روي عنهم ما دل على إبطاله”
[إبطال التأويلات: ص/71]

‏وقال الإمامُ الشَّافعي رحمــة اللـــه عليه: «لا يجوز أن يُقال بغيرِ ظاهرِ الآية ، إلَّا بخبرٍ لازمٍ» [‏الأمُّ :  ٢٣٠/٧]

¶ إليك أقوال أئمة السلف في حمل نصوص الصفات على ظاهرها:

١- ابن قتيبة الدينوري (ت. 276 ه‍)

“الواجب علينا أن ننتهي في صفات الله حيث انتهى في صفته، أو حيث انتهى رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا نزيل اللفظ عمَّا تعرفه العرب وتضعه عليه، ونمسك عما سوى ذلك”
[الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية لابن قتيبة: ص: 44]

٢ - أبو بكر ابن أبي عاصم (ت. 287هـ)

«وجميع ما في كتابنا كتاب السنة الكبير الذي فيه الأبواب من الأخبار التي ذكرنا أنها توجب العلم، فنحن نؤمن بها لصحتها، وعدالة ناقليها، ويجب التسليم لها على ظاهرها، وترك تكلف الكلام في كيفيتها» فذكر في ذلك النزول إلى سماء الدنيا، والإستواء على العرش، وغير ذلك.
[كتاب العرش للذهبي: 2/273، والعلو للعلي الغفار: ص/197]

٣ - محمد ابن جرير الطبري (ت. 310هـ) :

قال بعد نقاشه مع فرقة من أهل البدع في صفتي النزول والمجيء: «فإن قال لنا منهم قائلٌ: فما أنت قائلٌ في معنى ذلك؟ قيل له: معنى ذلك ما دلّ عليه ظاهر الخبر، وليس عندنا للخبر إلا التسليم والإيمان به، فنقول: يجيء ربنا -جل جلاله- يوم القيامة و الملك صفاً صفاً، ويهبط إلى السماء الدنيا وينزل إليها في كل ليلةٍ ... وكالذي قلنا في هذه المعاني من القول: الصواب من القيل في كل ما ورد به الخبر في صفات الله عز وجل وأسمائه تعالى ذكره بنحو ما ذكرناه.»
[التبصير في معالم الدين لابن جرير الطبري (ص146-147)]

٤ - أبو منصور الأزهري اللغوي (ت. 370هـ)

ورد عن جمْعٍ من السلف الصالح، منهم الأوزاعي (ت. 157هـ)، وسفيان الثوري (ت. 161هـ)، و الليث بن سعد (ت. 175هـ)، والإمام مالك بن أنس (ت. 179هـ)، والإمام أحمد بن حنبل (ت. 241هـ) أنهم قالوا عن أحاديث الصفات و الرؤية: «أمروها كما جاءت بلا كيف»؛ وقد بيّن الإمام اللغوي أبو منصور الأزهري (ت. 370هـ) معنى مقولة السلف هذه بعد ذكر قول أبي عبيدٍ القاسم بن سلام (ت. 224هـ) في حديث القَدم ونزول الله إلى السماء الدنيا ورؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة: "نحن نؤمن بها على ما جاءت ولا نفسرها." قائلا: «أراد أنها تترك على ظاهرها كما جاءت.»
[تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري 45/9-46]

٥ - أبو سليمان الخطابي (ت. 388 هـ) 

قال في حديث النزول: «هذا الحديث وما أشبهه من الأحاديث في الصفات كان مذهب السلف فيها الإيمان بها، وإجراءها على ظاهرها ونفي الكيفية عنها». ثم ذكر آثار السلف التي فيها "أمروها كما جاءت." 
[الأسماء والصفات للبيهقي: 2/377]

٦ - أبو عثمان الصابوني الشافعي (ت. 449هـ) :
قال عند حديثه عن عقيدة السلف أصحاب الحديث في صفات الله: «بل ينتهون فيها إلى ما قاله الله تعالى، وقاله رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير زيادة عليه، ولا إضافة إليه، ولا تكييف له ولا تشبيه، ولا تحريف، ولا تبديل، ولا تغيير، ولا إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب وتضعه عليه بتأويل منكر، ويجرونه على الظاهر، ويكِلُون علمه [أي العلم بكيفية الصفات] إلى الله تعالى».
[عقيدة السلف وأصحاب الحديث: ص/39] 

٧ - يوسف ابن عبد البر (ت. 463 ه‍)

“أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة، والإيمان بها، وحملها على الحقيقة لا على المجاز، إلا أنهم لا يكيفون شيئًا من ذلك، ولا يحدون فيه صفة محصورة…”
[التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد: 7/ 145]

٨ - أبو محمد الحسين البغوي الشافعي (ت. 510 هـ)

«وكذلك كل ما جاء به الكتاب أو السنة من هذا القبيل في صفات الله تعالى، كالنفس، والوجه، والعين، واليد، والرجل، والإتيان، والمجيء، والنزول إلى السماء الدنيا، والاستواء على العرش، والضحك، والفرح ...»فذكر أدلة هذه الصفات من القرآن والسنة ثم قال: «فهذه ونظائرها صفات الله تعالى، ورد بها السمع يجب الإيمان بها، وإمرارها على ظاهرها معرضا فيها عن التأويل، مجتنبا عن التشبيه، ومُعتقدًا أن الباري سبحانه وتعالى لا يشبه شيء من صفاته صفات الخلق، كما لا تشبه ذاته ذوات الخلق، قال الله سبحانه وتعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : 11]، وعلى هذا مضى سلف الأمة، وعلماء السنة.»
[شرح السنة للحسين البغوي: 171/1-168]

٩ - أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني الشافعي (ت. 535 هـ) مبينا لمعنى مقولة ابن عيينة "فقراءته تفسيره" : « أي هو على ظاهره لا يجوز صرفه إلى المجاز بنوع من التأويل.»
[العلو للعلي الغفار للذهبي: ص/263؛ وكتاب العرش له 2 /359-360]


١٠ - أبو عبدالله محمد الذهبي (ت. 748 هـ) : "وكما قال سفيان وغيره "قراءتها تفسيرها"، يعني أنها بينة واضحة في اللغة، لا يبتغى بها مضائق التأويل والتحريف. وهذا هو مذهب السلف مع إتفاقهم أيضا أنها لا تُشْبِه صفات البشر بوجه إذ الباري لا مثل له لا في ذاته ولا في صفاته".
[العلو للعلي الغفار: ص/251]

وبما تقدم يتم الرد على القائلين بأن ظواهر النصوص غير مراد، بل قد وصل الأمر ببعضهم اعتبار الأخذ بظواهر الكتاب والسنة من الكفر، قاله أحمد الصاوي المالكي (ت. 1241ه‍) في حاشيته على تفسير الجلالين عند تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِه} [آل عمران: 7]، و قال أيضا محمد بن يوسف السنوسي (ت. 895ه‍): «أصول الكفر ستة ... السادس: التمسك في أصول العقائد بمجرد ظواهر الكتاب والسنة من غير عَرْضها على البراهين العقلية والقواطع الشرعية» [شرح الكبرى للسنوسي: ص/502]

• الشبهة الثانية • شبهة أن المراد بأين هنا السؤال عن المكانة وليس المكان:

ادعى بعضهم أن المراد بسؤال النبي صلى الله عليه وسلم الجارية: «أَيْنَ اللهُ؟» هو السؤال عن المكانة، وليس السؤال عن المكان.
[انظر: المعلم للمازري: 1/ 412، وعارضة الأحوذي لابن العربي: 11/ 273]

¶ والجواب عن هذه الشبهة:

١ - قال القاضي أبو يعلى: «أن هذا الكلام غلط، لأن الحقيقة في هذه اللفظة أنها استفهام عن المكان دون المنزلة والرتبة» [إبطال التأويلات: ص/234]

٢- القول بأن العلو المقصود هو علو المكانة هو قول متهافت فالقرآن والسنة والإجماع تثبت علو الذات فعندما تقول السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها (زوجني الله من فوق سبع سماوات) هل السيدة زينب تقصد أن الله أفضل من السماوات السبع ؟؟؟ 

 ٣ - الأشعرية لا يرضون أصلاً بإطلاق هذا الوصف على الله. كما قال القشيري: «تعالى الله أن يقال: أين ؟» [الرسالة القشيرية]

٤ - يلزم من هذا التأويل  من كان عظيم القدر من البشر نَصِفُهُ بأنه في السماء. وهذا مخالف للغة التخاطب التي يتخاطب بها العرب.

٥ - إن المكانة لا يقال عنها (أين) ولا يجاب عنها بأنها في السماء. اللهم إلا إذا دخلت عليها (من) كقولك: أين أنت من فلان. أين الثرا من الثريا.

٦ - إن قولهم مردود بحديث النزول، فإذا كان العلو على مكانة، فماذا نقول عن حديث النزول؟ أ نقول بأنه نزول مكانة؟ تعالى الله عن قبح تأويل أدعياء التنزيه.


• الشبهة الثالثة • شبهة أن السماء قبلة الدعاء.

أبو حامد محمد الغزالي (ت. 505ه‍): «فكذلك السماء قبلة الدعاء، كما أن البيت قبلة الصلاة». [الاقتصاد في الاعتقاد: 35/1]

¶ الجواب عن هذه الشبهة:

  • هذا الكلام باطل معلوم بالاضطرار بطلانه، مخالف لصريح المعقول، وصحيح المنقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم. وذلك يظهر بوجوه:

١ - أن قولكم : إن السماء قبلة للدعاء - لم يقله أحد من سلف الأمة ، ولا أنزل الله به من سلطان ، وهذا من الأمور الشرعية الدينية ، فلا يجوز أن يخفى على جميع سلف الأمة وعلمائها 

٢ - أن توجه الخلائق بقلوبهم وأيديهم وأبصارهم إلى السماء حال الدعاء أمر فطري ضروري لا يختص به أهل الملل والشرائع، والمستقبل للكعبة يعلم أن الله تعالى ليس هناك، بخلاف الداعي، فإنه يتوجه إلى ربه وخالقه، ويرجو الرحمة أن تنزل من عنده.

٣ - قبلة الدعاء هي قبلة الصلاة، فإنه يستحب للداعي أن يستقبل القبلة، كما جاء من حديث عبد الله بن زيد في "صحيح البخاري"قال: «خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا المصلى يستسقي، فدعا واستسقى ثم استقبل القبلة وقلب رداءه» وقد قال البخاري: "باب: الدعاء مستقبل القبلة". فمن قال: إن للدعاء قبلة غير قبلة الصلاة، أو إن له قبلتين: إحداهما الكعبة، والأخرى السماء، فقد ابتدع في الدين، و خالف جماعة المسلمين

٤ - أن القبلة: ما يستقبله العابد بوجهه، كما تستقبل الكعبة في الصلاة والدعاء والذكر والذبح، ولذلك سميت وجهة، والاستقبال خلاف الاستدبار، فالاستقبال بالوجه، والاستدبار بالدبر، فأما ما حاذاه الإنسان برأسه أو يديه أو جنبه، فهذا لا يسمى قبلة، لا حقيقة ولا مجازا، فلو كانت السماء قبلة الدعاء، لكان المشروع أن يوجه الداعي وجهه إليها، وهذا لم يشرع.

٥ - قال ابن القيم في "تهذيب السنن": (وثبت عنه في الصحيح " أنه جعل يشير بأصبعه إلى السماء في خطبته في حجة الوداع وينكسها إلى الناس ويقول اللهم اشهد "وكان مستشهداً بالله حينئذ لم يكن داعياً حتى يقال: السماء قبلة الدعاء

٦ - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن ربكم حييّ كريم، يستحيي من عبده إذا رفع يديه إلى الله أن يردهما صفراً". فأثبت النبي صلى الله عليه وسلم أن رفع اليدين إنما هو في الحقيقة إلى الله.

٧ - لو كان هذا كما قلت لم يصح الدعاء إلا لمن توجه بيديه إلى السماء كما لا تصح الصلاة إلا لمن توجه إلى الكعبة.

[انظر: شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز: 327-328، بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية الحنبلي: ٢/ ٤٦١، الانتصار في الرد على المعتزلة القادرية الأشرار ليحيى العمراني الشافعي ٢/٦٢٣]


والحمد لله رب العالمين …

воскресенье, 5 августа 2018 г.

ذكر علو الله سبحانه في القرآن
-----------------------------------------

كتاب الله مملوء بالنصوص الدالة على علوه سبحانه وتعالى بذاته فوق جميع مخلوقاته بأنواع مختلفة و صيغ متعددة.

• النوع الأول • : التَّصْرِيحُ بالعلوِّ المطلقِ الدَّالِّ على جميعِ مراتبِ العلوِّ، ذاتًا وقَدْرًا وقَهْرًا. الله عز وجل سمى نفسه بِ (العلي) و(الأعلى) وأسماء الله عز وجل تتضمن صفاته عز وجل. والقاعدة: أسماء الله أعلام وأوصاف، فاسم (العليم) دال على صفة العلم دلالة تضمن، وكذلك اسم (العلي) و(الأعلى) دالان على صفة العلو.

وقالَ ابنُ خُزيمةَ: الأعلى: مفهومٌ في اللُّغةِ أنَّهُ أعلى كلِّ شيءٍ، وفوقَ كلِّ شيءٍ. والله قدْ وصفَ نفسهُ في غيرِ موضعٍ منْ تنزيلهِ، وأَعْلَمَنا أنَّهُ العليُّ العظيمُ. أفليسَ العليُّ - يا ذوي الحِجَى - ما يكونُ عاليًا؟! [التوحيد: ص/١١٢].

• النوع الثاني • : إثبات استواء الله عز وجل على عرشه، وقد جاء هذا في سبعة مواضع في كتاب الله جل وعلا:

1. {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (الاعراف/54).

2. {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} (يونس/3).

3. {اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُون} (الرعد/2).

4. {الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ} (طه/5).

5. {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} (الفرقان/59).

6. {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُون} (السجدة/4).

7. {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (الحديد/4).


تفسير أئمة السلف الصالح لاستواء الله عز وجل:
-------------------------------------------------------------


١) بمعنى "علا"


1 - قَالَ مُجَاهِدٌ (ت. 103 هـ) : {اسْتَوَى} علا على العرش

[صحيح البخاري، كتاب التوحيد/ باب ( وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ).]

2 - أبو عبيدة معمر المثنى (ت. 209 ه‍)

[العرش للذهبي (4) ، و مجموع الفتاوى (5/520)]

3 - محمد ابن جرير الطبري (ت. 310 ه‍)

[التفسير (1/192)، (13/94)، (19/28)، العرش للذهبي (3)

4 - أبو العباس ثعلب أحمد ابن يحيى (ت. 291 ه‍)

[اعتقاد أهل السنة للالكائي (668)]


٢) بمعنى "ارتفع"


1 - الصحابي ابن عباس رضي الله عنه (ت. 68 ه‍)

[تفسير البغوي (1/59)]

2 - التابعي أبو العالية (ت. 93 ه‍)

[أخرجه البخاري معلقا عنه في صحيحه (4/387)، و تفسير ابن أبي حاتم (308)]

3 - التابعي الحسن البصري (ت. 110 ه‍)

[تفسير ابن أبي حاتم (308)، و الأربعين للذهبي (ص 37)]

4 - الربيع ابن أنس (ت. 140 ه‍)

[تفسير الطبري (1/191)، تفسير ابن أبي حاتم (308)]

5 - الخليل ابن أحمد (ت. 170 ه‍)

[العرش للذهبي (12)]

6 - بشر ابن عمر الزهراني (ت. 207 ه‍) قال: سمعت غير واحد من المفسرين يقول {الرحمن على العرش استوى}: أي ارتفع.

[درء التعارض لابن تيمية (2/20) و العرش للذهبي (2)]

7 - ابن جرير الطبري (ت. 310 ه‍)

[العرش للذهبي (3)]

8 - البغوي (ت. 516 ه‍)

[تفسيره (1/59) و نسبه إلى أكثر مفسري السلف]


٣) بمعنى "صعد"


1 - أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء (ت. 207) قال: {ثم استوى} أي صعد، قاله ابن عباس رضي الله عنهما.

["العرش" للذهبي (5)، و "الأسماء و الصفات" للبيهقي (3/1037) (878)]

2 - أبو عبيدة معمر ابن المثنى (ت. 209 ه‍)

["تفسير البغوي" (2/165)]


٤) بمعنى "استقر"


1 - الصحابي عبدالله بن عباس رضي الله عنهما (ت. 68 ه‍)

["الأسماء و الصفات" للبيهقي (873)، "اجتماع الجيوش" لابن القيم (ص 249)]

2 - التابعي مجاهد ابن جبر (ت. 103 ه‍)

["مختصر الصواعق" (2/143)]

4-3 -  الكلبي و مقاتل

["تفسير البغوي" (2/165)]

5 - عبدالله بن المبارك (ت. 181 ه‍)

["مجموع الفتاوى" لابن تيمية (5/591)]

6 - ابن قتيبة (ت. 286 ه‍)

["تأويل مختلف الحديث" (ص 171)]

7 - ابن عبد البر (ت. 463 ه‍)

["التمهيد" (7/129)]

8 - أبو إسماعيل الهروي

["في تفسيره" باللغة الفارسية]

9 - أبو أحمد القصاب الكرجي في عقيدته التي كتبها للقادر بالله و جمع الناس عليها.

["العلو" للذهبي 2/1303، و في تفسيره "نكت القرآن" 1/426]

10 - أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرجي الشافعي (ت. 532 ه‍) في كتابه "الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول"

["بيان تلبيس الجهمية" 6/403]


أما المعنى الخامس فسنذكر إن شاء الله في مقالة مستقلة.


• النوع الثالث • : إثبات فوقيته تعالى، قال تعالى عن الملائكة: {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ} [النحل من الآية:50].

قالَ ابنُ خزيمةَ: فأعْلمَنا الجليلُ جلَّ وعلا في هذهِ الآيةِ أنَّ ربَّنا فوقَ ملائكتهِ، وفوقَ ما في السَّماواتِ وما في الأرضِ مِنْ دَابَّةٍ، وأَعْلَمَنا أنَّ ملائكتَهُ يخافونَ ربَّهم الذي فوقهم.
[التوحيد (ص/١١١) لابن خزيمة]

• النوع الرابع • : التصريح بصعود الكلم الطيب إليه سبحانه وتعالى، قال تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر من الآية:10].

قالَ الطبريُّ: «يقولُ تعالى ذِكْرُهُ: إلى اللهِ يَصْعَدُ ذِكْرُ العبدِ إيَّاهُ وثناؤهُ عليهِ». [جامع البيان ج٢٢/ص١٤٤]

وقالَ صدِّيق حسن خان - في الآيةِ -: "وفيهِ دليلٌ على علوِّهِ تعالى فوقَ الخلقِ وكونِه بائنًا عنهُ بذاتهِ الكريمةِ، كما تدلُّ لهُ الآياتُ الأخرى الصَّريحةُ والأحاديثُ المستفيضةُ الصَّحيحةُ". [فتح البيان: ١١/ ٢٢٧]

• النوع الخامس • : التصريح بالعروج إليه سبحانه وتعالى، قال تعالى: {مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ * تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج:٣ - ٤].

قالَ مجاهدٌ: يقالُ: ذي المعارجِ: الملائكةُ تعرجُ إلى الله. [رواه البخاري (١٣/ ٤٢٦) تعليقًا مجزومًا به]

وقالَ الطبريُّ: يقولُ تعالى ذكرهُ: تصعدُ الملائكةُ والرُّوحُ - وهوَ جبريلُ عليه السلام - إليهِ يعني: إلى الله جلَّ وعزَّ، والهاءُ في قولهِ «إليهِ» عائدةٌ على اسمِ اللهِ. [جامع البيان: ٢٩/٨٧]

• النوع السادس • : التصريح برفعه بعض المخلوقات إليه سبحانه وتعالى، قالَ اللهُ سبحانه وتعالى: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [النساء: ١٥٨]، وقالَ عزَّ وجلَّ: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران: ٥٥].

قال الطبري: حدثنا محمد بن سنان قال، حدثنا أبو بكر الحنفي، عن عباد، عن الحسن في قول الله عز وجل:"يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي"، الآية كلها، قال: رفعه الله إليه، فهو عنده في السماء.[جامع البيان: ٦/٤٥٧]

• النوع السابع • : التَّصريحُ بتنزيلِ الكتابِ منهُ سبحانه وتعالى. قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [الزمر: ١]. {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ} [الأنعام: ١١٤]. {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الواقعة: ٨٠]

قال الدامي: "وما أشبه هذا في كتاب الله كثير، كل ذلك دليلٌ على أن الله - عز وجل - أنزله من السماء من عنده، ولو كان على ما يَدَّعِي هؤلاء الزائغة؛ أنه تحت الأرض وفوقها كما هو على العرش فوق السماء السابعة، لقال جل ذكره في بعض الآيات: إنا أطلعناه إليك، ورفعناه إليك، وما أشبهه". [الرد على الجهمية: ١/٦٨]

• النوع الثامن • : التَّصريحُ بأنَّهُ تعالى في السَّماءِ.

قالَ اللهُ سبحانه وتعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} [الملك: ١٦ - ١٧].

قال الطبري: {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} وهو الله {أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} وهو التراب فيه الحصباء الصغار. [جامع البيان: ٢٣/٥١٣]

قال ابن عبد البر: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ} [الملك/16] فمعناه : مَن على السماء ، يعني : على العرش". ["التمهيد": 7/130]

• النوع التاسع • : التَّصْرِيحُ باختصاصِ بعضِ المخلوقاتِ بأنَّهَا عندهُ، وأنَّ بعضَها أقربُ إليهِ منْ بعضٍ.
قال سبحانه وتعالى: {فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لاَ يَسْأَمُونَ} [فصلت: ٣٨]. {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ *} [الأنبياء: ١٩]. {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} [التحريم: ١١]. {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ *} [القمر: ٥٤ - ٥٥]. {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [يونس: ٢١]. {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ *} [الأعراف: ٢٠٦].

✓ يتناقض الأشاعرة في موقفهم من صفة الاستواء فمرة يقولون: «نقول استوى استواء يليق به هو أعلم بذلك الاستواء» ومرة يفسرون الاستواء بما لا يليق به (بالاستيلاء)


الذين أنكروا تأويل الاستيلاء و نسبوه إلى المعتزلة و الجهمية:
------------------------------------------------------------------------------

1) أبو عبد الله محمد بن زياد المعروف بابن الأعرابي (ت.٢٣١هـ)

وقال داود بن علي (الظاهري): كنا عند ابن الأعرابي فأتاه رجل فقال: "ما معنى قوله: {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} "؟. قال: "هو على عرشه كما أخبر. فقال: با أبا عبد الله إنما معناه استولى. فقال: "اسكت لا يقال استولى على الشيء [حتى] يكون له مضاد فإذا غلب أحدهما قيل: استولى"

[أخرجه من هذا الطريق اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (٦٦٦). والبيهقي في الأسماء والصفات (٨٧٩). والخطيب في تاريخ بغداد (٥/٢٨٣-٢٨٤). وابن قدامة في إثبات صفات العلو (١٠٥). والعلو للذهبي (ص١٣٣) . وقال الألباني في المختصر (ص١٩٦) : "هذا إسناد صحيح". والأربعين في صفات رب العالمين للذهبي (٧). وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص٢٦٥). وأورده ابن حجر في فتح الباري (١٣/٤٠٦) و عزاه إلى كتاب الفاروق للهروي.]

2) أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي (ت. ٢٨٠ه‍)

فقالوا (يعني الجهمية) : تفسيره عندنا؛ أنه استولى عليه وعلاه.
قُلنا: فهل من مكانٍ لم يَسْتَول عليه ولم يَعْلُه حتى خَصَّ العرشَ من بين الأمكنة بالاستواء عليه وكَرَّر ذِكرَه في مواضع كثيرة من كتابه؟!

[الرد على الجهمية للدارمي ص 47]

3) محمد بن إسحاق ابن خزيمة (ت. ٣١١ه‍)

فَنَحْنُ نُؤْمِنُ بِخَبَرِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا أَنَّ خَالِقَنَا مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ، لَا نُبَدِّلُ كَلَامَ اللَّهِ، وَلَا نَقُولُ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَنَا، كَمَا قَالَتِ الْمُعَطِّلَةُ الْجَهْمِيَّةُ: إِنَّهُ اسْتَوْلَىعَلَى عَرْشِهِ، لَا اسْتَوَى، فَبَدَّلُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ، كَفِعْلِ الْيَهُودِ كَمَا أُمِرُوا أَنْ يَقُولُوا: حِطَّةٌ، فَقَالُوا: حِنْطَةٌ، مُخَالِفِينَ لِأَمْرِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا كَذَلِكَ الْجَهْمِيَّةُ

[التوحيد: 1/233]

4) أبو الحسن علي ابن إسماعيل الأشعري (ت. ٣٢٤ه‍)

وقالت المعتزلة في قول الله -عز وجل-: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: ٥] يعني استولى.

[مقالات الإسلاميين 1/131,168]

«وليس استواء الله استيلاء كما قال أهل القدر» (وأهل القدر هم المعتزلة)

[رسالة إلى أهل الثغر: ص 233-234 تحقيق الجنيدي]

"وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية: إن معنى قول الله تعالى: {الرحمن على العرش استوى}(5/20) أنه استولى وملك وقهر، وأن الله تعالى في كل مكان. وجحدوا أن يكون الله عز و جل مستو على عرشه كما قال أهل الحق، وذهبوا في الاستواء إلى القدرة."

[الإبانة عن أصول الديانة: ص/108]

5) أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني (ت. ٤٠٢ه‍)

"لا يجوز أن يكون معنى استوائه على العرش استيلاؤه عليه لأن الاستيلاء هو القدرة والقهر، والله تعالى لم يزل قادراً قاهراً وقوله ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش يقتضي استفتاح هذا الوصف بعد أن لم يكن فبطل ما قالوه"

[التمهيد 262 تحقيق ونشر مكارثي]

6) أبو بكر ابن فورك (ت. ٤٠٦ه‍)

«إن مخالفينا يقولون إن معنى الاستواء: الاستيلاء».(أقول: فالأشاعرة المتأخرون مخالفون لسلفهم)

[مجرد مقالات أبي الحسن الأشعري: ص 325]

"وقد عارض أبو بكر بن فورك هذا التأويل أيضاً وقال بأن الاستيلاء غلبة مع توقع ضعف"

 [الأسماء والصفات 519]

7) أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي (ت. ٤٢٩ه‍)

« زعمتِ المعتزلةُ أن استوى بمعنى استولى » مستدلين بقول الشاعر:
قد استوى بشر على العراق من غير سيف ولا دم مهراق
قال: « وهذا تأويل باطل »

[أصول الدين 112]

8) أبو نعيم أحمد ابن عبد الله صاحب حلية الأولياء (ت. ٤٣٠ه‍)

وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ فِي كِتَابِهِ (مَحَجَّةُ الْوَاثِقِينَ) وَأَجْمَعُوا أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ سَمَاوَاتِهِ وَأَنَّهُ عَالٍ عَلَى عَرْشِهِ، مُسْتَوٍ عَلَيْهِ، لَا مُسْتَوْلٍ كَمَا تَقُولُ الْجَهْمِيَّةُ.

[فتوى الحموية الكبرى لابن تيمية: 1/370، لوامع الأنوار البهية للسفاريني: 197-1/196]

9) أبو الحسن علي بن خلف ابن بطال المالكي (ت. ٤٤٩ه‍)

وذكر ابن بطال تأويل قول المعتزلة (استولى) فقال: « فأما قول المعتزلة فهو قول فاسد » نقله الحافظ العسقلاني عنه ووافقه عليه.

[شرح صحيح البخاري لابن بطال 448/10-447]

10) أبو محمد علي ابن أحمد المعروف بابن حزم (ت. ٤٥٦ه‍)

وَالْآخر قالته الْمُعْتَزلَة وَهُوَ أَن مَعْنَاهُ استولى وأنشدوا قد اسْتَوَى بشر على الْعرَاق. وَهَذَا فَاسد لِأَنَّهُ لَو كَانَ ذَلِك لما كَانَ الْعَرْش أولى بِالِاسْتِيلَاءِ عَلَيْهِ من سَائِر الْمَخْلُوقَات ولجاز لنا أَن نقُول الرَّحْمَن على الأَرْض اسْتَوَى لِأَنَّهُ تَعَالَى مستولٍ عَلَيْهَا وعَلى كل مَا خلق وَهَذَا لَا يَقُوله أحد فَصَارَ هَذَا القَوْل دَعْوَى مُجَرّدَة بِلَا دَلِيل فَسقط

[الفصل في الملل و النحل: 98-2/97]

« ملعون ملعون ملعون قائل هذا البيت وملعون من جعل قول هذا النصراني حجة في دين الله »

[الفِصَل في الملل والنحل: 3/122]

11) أبو عمر يوسف ابن عبد البر (ت. ٤٦٣ه‍)

« والاستواء معلوم في اللغة مفهوم، وهو العلو والارتفاع على شيء، وقولهم في تأويل الاستواء (استولى) فلا معنى له لأنه غير ظاهر في اللغة, و معنى الاستيلاء في اللغة: المغالبة والله لا يغالبه ولا يعلوه أحد»

 [التمهيد لابن عبد البر 7/131].

12) أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي (ت. ٥١٦ه‍)

{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} قَالَ الْكَلْبِيُّ وَمُقَاتِلٌ: اسْتَقَرَّ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: صَعَدَ. وَأَوَّلَتِ الْمُعْتَزِلَةُ الِاسْتِوَاءَ بِالِاسْتِيلَاءِ.

[معالم التنزيل في تفسير القرآن: 3/235]

13) عبد القادر الجيلاني (ت. ٥٦١ه‍)

وينبغي إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل، وأنه استواء الذات على العرش لا على معنى القعود والمماسة كما قالت المجسمة والكرامية، ولا على معنى العلو والرفعة كما قالت الأشعرية، ولا على معنى الاستيلاء والغلبة كما قالت المعتزلة، لأن الشرع لم يرد بذلك، ولا نقل عن أحد من الصحابة والتابعين من السلف الصالح من أصحاب الحديث، بل المنقول عنهم حمله على الإطلاق.

[الغنية لطالبي طريق الحق: 1/124]

14) أبو الفاسم علي ابن عساكر (ت. ٥٧١ه‍)

« المعتزلة قالت استوى أي استولى وأن المشبهة قالت استوى بذاته بحركة وانتقال. قال: « فسلك أبو الحسن طريقاً وسطاً بينهما »

[تبيين كذب المفتري: ص/150]

فهذا النص واضح في حكاية الأشعري مذهب المعتزلة في الاستواء وواضح أنه لم يأخذ به

15) أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي (ت. ٥٩٧ه‍)

وبعضهم يقول: استوى بمعنى استولى، ويحتج بقول الشاعر:
حتَّى اسْتَوى بِشْرٌ عَلَى العِرَاقِ ... مِنْ غَيْرِ سَيْفٍ وَدَمٍ مُهْرَاقٍ
وبقول الشاعر أيضاً:
هُمَا اسْتَويا بِفَضْلِهِما جَمِيْعاً ... عَلى عَرْشِ المُلوكِ بغَيْرِ زُوْرِ
وهذا منكر عند اللغويين. قال ابن الاعرابي: العرب لا تعرف استوى بمعنى استولى، ومن قال ذلك فقد أعظم. قالوا: وإنما يقال: استولى فلان على كذا، إذا كان بعيداً عنه غير متمكن منه، ثمّ تمكّن منه والله عزّ وجلّ لم يزل مستولياً على الأشياء والبيتان لا يعرف قائلهما، كذا قال ابن فارس اللغوي. ولو صحّا، فلا حجة فيهما لما بيَّنَّا من استيلاء من لم يكن مستولياً. نعوذ بالله من تعطيل الملحدة وتشبيه المجسمة.

[زاد المسير: 129/2-128]

« ما نُقِل عن الصحابة أنهم قالوا: استوى بمعنى استولى »

[صيد الخاطر 103].

16) بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي (ت. ٧٩٤ه‍)

وعن المعتزلة بمعنى استولى وقهر وغلب ورد بوجهين
أحدهما بأن الله تعالى مستول على الكونين والجنة والنار وأهلهما فأي فائدة في تخصيص العرش !
الثاني أن الاستيلاء إنما يكون بعد قهر وغلبة ،والله تعالى منزه عن ذلك قاله ابن الأعرابي]

[البرهان في علوم القرآن 81/2-80]

17) أحمد ابن علي ابن حجر العسقلاني (ت. ٨٥٢)

« يلزم من هذا التأويل: أن يصير الله غالباً بعد أن لم يكن »

[فتح الباري 13/405].

18) عبد الرحمن ابن أبي بكر السيوطي (ت. ٩١١ه‍)

« إن الله تعالى مستولٍ على الكونين والجنة والنار وأهلهما، فأي فائدة في تخصيص العرش بالذكر »

[الإتقان 2/9].

19) المرتضى الزبيدي (ت. 1205ه‍)

 " وقالت المعتزلة معنى استوى أي استولى واحتج بإفساد ابن بطال وابن الأعرابي شيخ اللغويين لقولهم"

[إتحاف السادة المتقين: 2/106-107]


هل من المتشابهات آيات الصفات ؟
---------------------------------------------

لا يُعلم عن أحد من السلف أنه جعل آيات أسماء الله و صفاته من المتشابهات، بل نصوصهم صريحة في أنهم يقرون النصوص على ما دلت عليه، ويفهمون المراد منها، وينكرون تأويلات الجهمية والمعطلة، ويبطلونها. هذا هو المعروف عن السلف.

وإليك النصوص:

1) قول الإمام مالك (ت. ١٧٩ه‍) " الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة "

[رواه الدارمي في الرد على الجهمية (ص/55،56) ، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (664) ، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/151) وفي الاعتقاد (ص/43) ، والصابوني في عقيدة السلف (24،25،26) ، وأبو نعيم في الحلية (6/325)، والذهبي في العلو (377،378) وصحح إسناده. و قال العسقلاني: "و أخرج البيهقي بسند جيد عن ابن وهب"(407/13-406) و صحح ابن عبد الهادي في كتابه "الكلام على مسألة الاستواء على العرش". لا أعلم أحدا ضعفه سوى من ظهر اليوم من الجاهلين]

 ولو كان من المتشابه الذي لا تمكن معرفته لقال " الاستواء مجهول والكيف غير معقول".

أبو عبد الله القرطبي المالكي (ت. 671 هـ) قال: "ولم يُنكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقةً. وخَصَّ العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تُعلم حقيقته. قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم - يعني في اللغة – والكيف مجهول، والسؤال عن هذا بدعة"

[الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 9/239]

2) وقد أجاب الإمام أبو جعفر الترمذي الشافعي (ت. ٢٩٥هـ) بجواب مُشابه لما أجاب به الإمام مالك، عندما سُئل عن صفة النزول:

قال أحمد بن عثمان: حضرتُ عند أبي جعفر الترمذي فسأله سائل عن حديث النبي صلى الله عليه و سلم ”إن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا“ فالنزول كيف يكون؟ يبقى فوقه علو؟
فقال أبو جعفر الترمذي: «النزول معقول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة».

قال الذهبي: صدق فَقِيه بَغْدَاد وعالمها فِي زَمَانه إِذا السُّؤَال عَن النُّزُول مَا هُوَ عي لِأَنَّهُ إِنَّمَا يكون السُّؤَال عَن كلمة غَرِيبَة فِي اللُّغَة وَإِلَّا فالنزول وَالْكَلَام والسمع وَالْبَصَر وَالْعلم والاستواء عِبَارَات جلية وَاضِحَة للسامع فَإِذا اتّصف بهَا من لَيْسَ كمثله شَيْء فالصفة تَابِعَة للموصوف وَكَيْفِيَّة ذَلِك مَجْهُولَة عِنْد الْبشر وَكَانَ هَذَا التِّرْمِذِيّ من بحور الْعلم وَمن الْعباد الورعين (العلو: 1/214)

قال الخطيب البغدادي عنه: وكان ثقة من أهل العلم والفضل والزهد في الدنيا... ولم يك للشافعيين بالعراق أريس منه ولا أشد ورعا وكان من أهل التقلل في المطعم على حال عظيمة فقرا وورعا وصبرا على الفقر. (تاريخ بغداد: 2/233)، وقال الدارقطني عنه: ثقة مأمون ناسك (سؤالات الحاكم للدارقطني: ص/149)

3) وقال أبو عيسى الترمذي (ت. ٢٧٩ه‍) لما روى حديث أبي هريرة "إن الله يقبل الصدقة، ويأخذها بيمينه فيربيها": «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ» وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ هَذَا، " وَقَدْ قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ فِي هَذَا الحَدِيثِ وَمَا يُشْبِهُ هَذَا مِنَ الرِّوَايَاتِ مِنَ الصِّفَاتِ: وَنُزُولِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قَالُوا: قَدْ تَثْبُتُ الرِّوَايَاتُ فِي هَذَا وَيُؤْمَنُ بِهَا وَلَا يُتَوَهَّمُ وَلَا يُقَالُ: كَيْفَ.
 هَكَذَا رُوِيَ عَنْ مَالِكٍ، وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ المُبَارَكِ أَنَّهُمْ قَالُوا فِي هَذِهِ الأَحَادِيثِ: أَمِرُّوهَا بِلَا كَيْفٍ ".
وَهَكَذَا قَوْلُ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ، وَأَمَّا الجَهْمِيَّةُ فَأَنْكَرَتْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَقَالُوا: هَذَا تَشْبِيهٌ، وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابهِ اليَدَ وَالسَّمْعَ وَالبَصَرَ، فَتَأَوَّلَتِ الجَهْمِيَّةُ هَذِهِ الآيَاتِ فَفَسَّرُوهَا عَلَى غَيْرِ مَا فَسَّرَ أَهْلُ العِلْمِ، وَقَالُوا: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ آدَمَ بِيَدِهِ، وَقَالُوا: إِنَّ مَعْنَى اليَدِ هَاهُنَا القُوَّةُ "

[سنن الترمذي: حديث 662]

فهذا نص صريح على أن أهل العلم كانوا يفسرون آيات وأحاديث الصفات على خلاف تأويلات الجهمية وعلى أن الأشاعرة يحذون حذو الجهمية في تفسيرهم اليد بالقوة وغير ذلك .
وهذا بخلاف المتشابه الذين لا يجوز تفسيره . ولو كانت الصفات من المتشابه لما فسرها السلف الصالح ، فمجرد ثبوت التفسير عنهم يبطل مذهب التفويض ومذهب التشابه .


 • والأشاعرة أنفسهم مختلفون فيما بينهم هل آيات الصفات من المتشابه أم لا !

قال أبو منصور البغدادي (ت. ٤٢٩ه‍) : " واختلف أصحابنا في هذا فمنهم من قال إن آية الاستواء من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله" [أصول الدين: 112].


أقوال المفسرين:
----------------------


وقد ذكر أبو جعفر ابن جرير الطبري (ت. ٣١٠ه‍ـ) في تفسيره اختلاف السلف في تحديد الآيات المتشابهات على خمسة أقوال، ليس منها آيات الصفات، فقال:
"وقد اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: {منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات} (آل عمران: ٧)، وما المحكم من آي الكتاب وما المتشابه منه؟
فقال بعضهم: المحكمات من آي القرآن المعمول بهن وهن الناسخات أو المثبتات الأحكام، والمتشابهات من آيه المتروك العمل بهن المنسوخات ...
وقال آخرون: المحكمات من آي الكتاب: ما أحكم الله فيه بيان حلاله وحرامه، والمتشابه منها: ما أشبه بعضه بعضا في المعاني وإن اختلفت ألفاظه ...
وقال آخرون: المحكمات من آي الكتاب: ما لم يحتمل من التأويل غير وجه واحد، والمتشابه منها: ما احتمل من التأويل أوجهاً ...
 وقال آخرون: معنى المحكم: ما أحكم الله فيه من آي القرآن وقصص الأمم ورسلهم الذين أرسلوا إليهم، ففصله ببيان ذلك لمحمد وأمته، والمتشابه: هو ما اشتبهت الألفاظ به من قصصهم عند التكرير في السور بقصه باتفاق الألفاظ واختلاف المعاني، وبقصه باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني ...
وقال آخرون: بل المحكم من آي القرآن: ما عرف العلماء تأويله وفهموا معناه وتفسيره، والمتشابه: ما لم يكن لأحد إلى علمه سبيل، مما استأثر الله بعلمه دون خلقه، وذلك نحو الخبر عن وقت مخرج عيسى ابن مريم، ووقت طلوع الشمس من مغربها، وقيام الساعة، وفناء الدنيا، وما أشبه ذلك فإن ذلك لا يعلمه أحد ...
فإذا كان المتشابه هو ما وصفنا فكل ما عداه فمحكم ..
- ثم قال مرجحاً القول الأخير: وهذا القول ...أشبه بتأويل الآية، وذلك أن جميع ما أنزل الله عز وجل من آي القرآن على رسول الله فإنما أنزله عليه بياناً له ولأمته وهدى للعالمين، وغير جائز أن يكون فيه ما لا حاجة بهم إليه، ولا أن يكون فيه ما بهم إليه الحاجة ثم لا يكون لهم إلى علم تأويله سبيل..) هـ.

[تفسير ابن جرير (٣/ ١٧٢ - ١٧٥)]

وساق أيضاً في تفسيره كثيراً من الآثار عن السلف، ولم يذكر أن أحداً منهم قال: أن من المتشابه أسماء الله وصفاته.

وذكر أبو محمد عبد الرحمن محمد ابن أبي حاتم الرازي (ت. ٣٢٧ه‍) أربعة أوجه و لم يذكر في واحد منها آيات الصفات.

ولم يذكر مقاتل ابن سليمان البلخي (ت. ١٥٠ه‍) في تفسيره

ولا أبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري (ت. ١٦١ ه‍)

ولا عبد الرزاق ابن همام الصنعاني (ت. ٢١١ه‍)

ولا أبو بكر محمد بن إبراهيم ابن المنذر النيسابوري (ت. ٣١٨ه‍)

ولا أبو عبدالله محمد بن عبد الله المعروف بابن أبي زمنين الأندلسي (ت. ٣٩٩ه‍)

ولا أبو المظفر منصور ابن محمد السمعاني (ت. ٤٨٩)

ولا أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي (ت. ٥١٦ه‍)

ولا أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي (ت. ٥٩٧ه‍)، و إن ذكر سبعة أقوال

ولا أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير (ت. ٧٧٤)

بل وعقد أبو الحسن علي ابن إسماعيل الأشعري (ت. ٣٢٤ه‍) فصلا في حكاية أقاويل الناس في المحكم والمتشابه، ولم يذكر في أي منها أنها آيات الصفات.

[مقالات الإسلاميين: ١/ ٢٩٣]


 وأخيرا يقال لهم : هل كل الصفات من المتشابه أم بعضها دون بعض؟ بالطبع لا ، فالأشاعرة يثبتون سبع صفات هي محكمة عندهم وغيرها متشابه ، وقد أخذوها على ظاهرها ولم تُحدث في عقولهم تشبيهاً مع أنها مما يوصف به المخلوق كالسمع والبصر والكلام . . .
فبأي دليل أو ضابط حكمتم بأن الصفات السبعة محكمة لا تشابه فيها وأما غيرها فهو متشابه ؟ فإذا طولبوا بالفرق لم يجدوا جواباً مقنعاً ...

والحمد لله رب العالمين...