كتاب الله مملوء بالنصوص الدالة على علوه سبحانه وتعالى بذاته فوق جميع مخلوقاته بأنواع مختلفة و صيغ متعددة.
1. {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (الاعراف/54).
2. {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} (يونس/3).
3. {اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُون} (الرعد/2).
4. {الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ} (طه/5).
5. {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} (الفرقان/59).
6. {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُون} (السجدة/4).
7. {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (الحديد/4).
تفسير أئمة السلف الصالح لاستواء الله عز وجل:
-------------------------------------------------------------
١) بمعنى "علا"
1 - قَالَ مُجَاهِدٌ (ت. 103 هـ) : {اسْتَوَى} علا على العرش
[صحيح البخاري، كتاب التوحيد/ باب ( وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ).]
2 - أبو عبيدة معمر المثنى (ت. 209 ه)
[العرش للذهبي (4) ، و مجموع الفتاوى (5/520)]
3 - محمد ابن جرير الطبري (ت. 310 ه)
[التفسير (1/192)، (13/94)، (19/28)، العرش للذهبي (3)
4 - أبو العباس ثعلب أحمد ابن يحيى (ت. 291 ه)
[اعتقاد أهل السنة للالكائي (668)]
٢) بمعنى "ارتفع"
1 - الصحابي ابن عباس رضي الله عنه (ت. 68 ه)
[تفسير البغوي (1/59)]
2 - التابعي أبو العالية (ت. 93 ه)
[أخرجه البخاري معلقا عنه في صحيحه (4/387)، و تفسير ابن أبي حاتم (308)]
3 - التابعي الحسن البصري (ت. 110 ه)
[تفسير ابن أبي حاتم (308)، و الأربعين للذهبي (ص 37)]
4 - الربيع ابن أنس (ت. 140 ه)
[تفسير الطبري (1/191)، تفسير ابن أبي حاتم (308)]
5 - الخليل ابن أحمد (ت. 170 ه)
[العرش للذهبي (12)]
6 - بشر ابن عمر الزهراني (ت. 207 ه) قال: سمعت غير واحد من المفسرين يقول {الرحمن على العرش استوى}: أي ارتفع.
[درء التعارض لابن تيمية (2/20) و العرش للذهبي (2)]
7 - ابن جرير الطبري (ت. 310 ه)
[العرش للذهبي (3)]
8 - البغوي (ت. 516 ه)
[تفسيره (1/59) و نسبه إلى أكثر مفسري السلف]
٣) بمعنى "صعد"
1 - أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء (ت. 207) قال: {ثم استوى} أي صعد، قاله ابن عباس رضي الله عنهما.
["العرش" للذهبي (5)، و "الأسماء و الصفات" للبيهقي (3/1037) (878)]
2 - أبو عبيدة معمر ابن المثنى (ت. 209 ه)
["تفسير البغوي" (2/165)]
٤) بمعنى "استقر"
1 - الصحابي عبدالله بن عباس رضي الله عنهما (ت. 68 ه)
["الأسماء و الصفات" للبيهقي (873)، "اجتماع الجيوش" لابن القيم (ص 249)]
2 - التابعي مجاهد ابن جبر (ت. 103 ه)
["مختصر الصواعق" (2/143)]
4-3 - الكلبي و مقاتل
["تفسير البغوي" (2/165)]
5 - عبدالله بن المبارك (ت. 181 ه)
["مجموع الفتاوى" لابن تيمية (5/591)]
6 - ابن قتيبة (ت. 286 ه)
["تأويل مختلف الحديث" (ص 171)]
7 - ابن عبد البر (ت. 463 ه)
["التمهيد" (7/129)]
8 - أبو إسماعيل الهروي
["في تفسيره" باللغة الفارسية]
9 - أبو أحمد القصاب الكرجي في عقيدته التي كتبها للقادر بالله و جمع الناس عليها.
["العلو" للذهبي 2/1303، و في تفسيره "نكت القرآن" 1/426]
10 - أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرجي الشافعي (ت. 532 ه) في كتابه "الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول"
["بيان تلبيس الجهمية" 6/403]
أما المعنى الخامس فسنذكر إن شاء الله في مقالة مستقلة.
• النوع الثالث • : إثبات فوقيته تعالى، قال تعالى عن الملائكة: {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ} [النحل من الآية:50].
قالَ ابنُ خزيمةَ: فأعْلمَنا الجليلُ جلَّ وعلا في هذهِ الآيةِ أنَّ ربَّنا فوقَ ملائكتهِ، وفوقَ ما في السَّماواتِ وما في الأرضِ مِنْ دَابَّةٍ، وأَعْلَمَنا أنَّ ملائكتَهُ يخافونَ ربَّهم الذي فوقهم.
[التوحيد (ص/١١١) لابن خزيمة]
• النوع الرابع • : التصريح بصعود الكلم الطيب إليه سبحانه وتعالى، قال تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر من الآية:10].
قالَ الطبريُّ: «يقولُ تعالى ذِكْرُهُ: إلى اللهِ يَصْعَدُ ذِكْرُ العبدِ إيَّاهُ وثناؤهُ عليهِ». [جامع البيان ج٢٢/ص١٤٤]
وقالَ صدِّيق حسن خان - في الآيةِ -: "وفيهِ دليلٌ على علوِّهِ تعالى فوقَ الخلقِ وكونِه بائنًا عنهُ بذاتهِ الكريمةِ، كما تدلُّ لهُ الآياتُ الأخرى الصَّريحةُ والأحاديثُ المستفيضةُ الصَّحيحةُ". [فتح البيان: ١١/ ٢٢٧]
• النوع الخامس • : التصريح بالعروج إليه سبحانه وتعالى، قال تعالى: {مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ * تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج:٣ - ٤].
قالَ مجاهدٌ: يقالُ: ذي المعارجِ: الملائكةُ تعرجُ إلى الله. [رواه البخاري (١٣/ ٤٢٦) تعليقًا مجزومًا به]
وقالَ الطبريُّ: يقولُ تعالى ذكرهُ: تصعدُ الملائكةُ والرُّوحُ - وهوَ جبريلُ عليه السلام - إليهِ يعني: إلى الله جلَّ وعزَّ، والهاءُ في قولهِ «إليهِ» عائدةٌ على اسمِ اللهِ. [جامع البيان: ٢٩/٨٧]
• النوع السادس • : التصريح برفعه بعض المخلوقات إليه سبحانه وتعالى، قالَ اللهُ سبحانه وتعالى: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [النساء: ١٥٨]، وقالَ عزَّ وجلَّ: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران: ٥٥].
قال الطبري: حدثنا محمد بن سنان قال، حدثنا أبو بكر الحنفي، عن عباد، عن الحسن في قول الله عز وجل:"يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي"، الآية كلها، قال: رفعه الله إليه، فهو عنده في السماء.[جامع البيان: ٦/٤٥٧]
• النوع السابع • : التَّصريحُ بتنزيلِ الكتابِ منهُ سبحانه وتعالى. قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [الزمر: ١]. {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ} [الأنعام: ١١٤]. {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الواقعة: ٨٠]
قال الدامي: "وما أشبه هذا في كتاب الله كثير، كل ذلك دليلٌ على أن الله - عز وجل - أنزله من السماء من عنده، ولو كان على ما يَدَّعِي هؤلاء الزائغة؛ أنه تحت الأرض وفوقها كما هو على العرش فوق السماء السابعة، لقال جل ذكره في بعض الآيات: إنا أطلعناه إليك، ورفعناه إليك، وما أشبهه". [الرد على الجهمية: ١/٦٨]
• النوع الثامن • : التَّصريحُ بأنَّهُ تعالى في السَّماءِ.
قالَ اللهُ سبحانه وتعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} [الملك: ١٦ - ١٧].
قال الطبري: {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} وهو الله {أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} وهو التراب فيه الحصباء الصغار. [جامع البيان: ٢٣/٥١٣]
قال ابن عبد البر: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ} [الملك/16] فمعناه : مَن على السماء ، يعني : على العرش". ["التمهيد": 7/130]
• النوع التاسع • : التَّصْرِيحُ باختصاصِ بعضِ المخلوقاتِ بأنَّهَا عندهُ، وأنَّ بعضَها أقربُ إليهِ منْ بعضٍ.
قال سبحانه وتعالى: {فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لاَ يَسْأَمُونَ} [فصلت: ٣٨]. {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ *} [الأنبياء: ١٩]. {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} [التحريم: ١١]. {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ *} [القمر: ٥٤ - ٥٥]. {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [يونس: ٢١]. {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ *} [الأعراف: ٢٠٦].
✓ يتناقض الأشاعرة في موقفهم من صفة الاستواء فمرة يقولون: «نقول استوى استواء يليق به هو أعلم بذلك الاستواء» ومرة يفسرون الاستواء بما لا يليق به (بالاستيلاء)
الذين أنكروا تأويل الاستيلاء و نسبوه إلى المعتزلة و الجهمية:
------------------------------------------------------------------------------
1) أبو عبد الله محمد بن زياد المعروف بابن الأعرابي (ت.٢٣١هـ)
وقال داود بن علي (الظاهري): كنا عند ابن الأعرابي فأتاه رجل فقال: "ما معنى قوله: {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} "؟. قال: "هو على عرشه كما أخبر. فقال: با أبا عبد الله إنما معناه استولى. فقال: "اسكت لا يقال استولى على الشيء [حتى] يكون له مضاد فإذا غلب أحدهما قيل: استولى"
[أخرجه من هذا الطريق اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (٦٦٦). والبيهقي في الأسماء والصفات (٨٧٩). والخطيب في تاريخ بغداد (٥/٢٨٣-٢٨٤). وابن قدامة في إثبات صفات العلو (١٠٥). والعلو للذهبي (ص١٣٣) . وقال الألباني في المختصر (ص١٩٦) : "هذا إسناد صحيح". والأربعين في صفات رب العالمين للذهبي (٧). وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص٢٦٥). وأورده ابن حجر في فتح الباري (١٣/٤٠٦) و عزاه إلى كتاب الفاروق للهروي.]
2) أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي (ت. ٢٨٠ه)
فقالوا (يعني الجهمية) : تفسيره عندنا؛ أنه استولى عليه وعلاه.
قُلنا: فهل من مكانٍ لم يَسْتَول عليه ولم يَعْلُه حتى خَصَّ العرشَ من بين الأمكنة بالاستواء عليه وكَرَّر ذِكرَه في مواضع كثيرة من كتابه؟!
[الرد على الجهمية للدارمي ص 47]
3) محمد بن إسحاق ابن خزيمة (ت. ٣١١ه)
فَنَحْنُ نُؤْمِنُ بِخَبَرِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا أَنَّ خَالِقَنَا مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ، لَا نُبَدِّلُ كَلَامَ اللَّهِ، وَلَا نَقُولُ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَنَا، كَمَا قَالَتِ الْمُعَطِّلَةُ الْجَهْمِيَّةُ: إِنَّهُ اسْتَوْلَىعَلَى عَرْشِهِ، لَا اسْتَوَى، فَبَدَّلُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ، كَفِعْلِ الْيَهُودِ كَمَا أُمِرُوا أَنْ يَقُولُوا: حِطَّةٌ، فَقَالُوا: حِنْطَةٌ، مُخَالِفِينَ لِأَمْرِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا كَذَلِكَ الْجَهْمِيَّةُ
[التوحيد: 1/233]
4) أبو الحسن علي ابن إسماعيل الأشعري (ت. ٣٢٤ه)
وقالت المعتزلة في قول الله -عز وجل-: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: ٥] يعني استولى.
[مقالات الإسلاميين 1/131,168]
«وليس استواء الله استيلاء كما قال أهل القدر» (وأهل القدر هم المعتزلة)
[رسالة إلى أهل الثغر: ص 233-234 تحقيق الجنيدي]
"وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية: إن معنى قول الله تعالى: {الرحمن على العرش استوى}(5/20) أنه استولى وملك وقهر، وأن الله تعالى في كل مكان. وجحدوا أن يكون الله عز و جل مستو على عرشه كما قال أهل الحق، وذهبوا في الاستواء إلى القدرة."
[الإبانة عن أصول الديانة: ص/108]
5) أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني (ت. ٤٠٢ه)
"لا يجوز أن يكون معنى استوائه على العرش استيلاؤه عليه لأن الاستيلاء هو القدرة والقهر، والله تعالى لم يزل قادراً قاهراً وقوله ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش يقتضي استفتاح هذا الوصف بعد أن لم يكن فبطل ما قالوه"
[التمهيد 262 تحقيق ونشر مكارثي]
6) أبو بكر ابن فورك (ت. ٤٠٦ه)
«إن مخالفينا يقولون إن معنى الاستواء: الاستيلاء».(أقول: فالأشاعرة المتأخرون مخالفون لسلفهم)
[مجرد مقالات أبي الحسن الأشعري: ص 325]
"وقد عارض أبو بكر بن فورك هذا التأويل أيضاً وقال بأن الاستيلاء غلبة مع توقع ضعف"
[الأسماء والصفات 519]
7) أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي (ت. ٤٢٩ه)
« زعمتِ المعتزلةُ أن استوى بمعنى استولى » مستدلين بقول الشاعر:
قد استوى بشر على العراق من غير سيف ولا دم مهراق
قال: « وهذا تأويل باطل »
[أصول الدين 112]
8) أبو نعيم أحمد ابن عبد الله صاحب حلية الأولياء (ت. ٤٣٠ه)
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ فِي كِتَابِهِ (مَحَجَّةُ الْوَاثِقِينَ) وَأَجْمَعُوا أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ سَمَاوَاتِهِ وَأَنَّهُ عَالٍ عَلَى عَرْشِهِ، مُسْتَوٍ عَلَيْهِ، لَا مُسْتَوْلٍ كَمَا تَقُولُ الْجَهْمِيَّةُ.
[فتوى الحموية الكبرى لابن تيمية: 1/370، لوامع الأنوار البهية للسفاريني: 197-1/196]
9) أبو الحسن علي بن خلف ابن بطال المالكي (ت. ٤٤٩ه)
وذكر ابن بطال تأويل قول المعتزلة (استولى) فقال: « فأما قول المعتزلة فهو قول فاسد » نقله الحافظ العسقلاني عنه ووافقه عليه.
[شرح صحيح البخاري لابن بطال 448/10-447]
10) أبو محمد علي ابن أحمد المعروف بابن حزم (ت. ٤٥٦ه)
وَالْآخر قالته الْمُعْتَزلَة وَهُوَ أَن مَعْنَاهُ استولى وأنشدوا قد اسْتَوَى بشر على الْعرَاق. وَهَذَا فَاسد لِأَنَّهُ لَو كَانَ ذَلِك لما كَانَ الْعَرْش أولى بِالِاسْتِيلَاءِ عَلَيْهِ من سَائِر الْمَخْلُوقَات ولجاز لنا أَن نقُول الرَّحْمَن على الأَرْض اسْتَوَى لِأَنَّهُ تَعَالَى مستولٍ عَلَيْهَا وعَلى كل مَا خلق وَهَذَا لَا يَقُوله أحد فَصَارَ هَذَا القَوْل دَعْوَى مُجَرّدَة بِلَا دَلِيل فَسقط
[الفصل في الملل و النحل: 98-2/97]
« ملعون ملعون ملعون قائل هذا البيت وملعون من جعل قول هذا النصراني حجة في دين الله »
[الفِصَل في الملل والنحل: 3/122]
11) أبو عمر يوسف ابن عبد البر (ت. ٤٦٣ه)
« والاستواء معلوم في اللغة مفهوم، وهو العلو والارتفاع على شيء، وقولهم في تأويل الاستواء (استولى) فلا معنى له لأنه غير ظاهر في اللغة, و معنى الاستيلاء في اللغة: المغالبة والله لا يغالبه ولا يعلوه أحد»
[التمهيد لابن عبد البر 7/131].
12) أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي (ت. ٥١٦ه)
{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} قَالَ الْكَلْبِيُّ وَمُقَاتِلٌ: اسْتَقَرَّ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: صَعَدَ. وَأَوَّلَتِ الْمُعْتَزِلَةُ الِاسْتِوَاءَ بِالِاسْتِيلَاءِ.
[معالم التنزيل في تفسير القرآن: 3/235]
13) عبد القادر الجيلاني (ت. ٥٦١ه)
وينبغي إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل، وأنه استواء الذات على العرش لا على معنى القعود والمماسة كما قالت المجسمة والكرامية، ولا على معنى العلو والرفعة كما قالت الأشعرية، ولا على معنى الاستيلاء والغلبة كما قالت المعتزلة، لأن الشرع لم يرد بذلك، ولا نقل عن أحد من الصحابة والتابعين من السلف الصالح من أصحاب الحديث، بل المنقول عنهم حمله على الإطلاق.
[الغنية لطالبي طريق الحق: 1/124]
14) أبو الفاسم علي ابن عساكر (ت. ٥٧١ه)
« المعتزلة قالت استوى أي استولى وأن المشبهة قالت استوى بذاته بحركة وانتقال. قال: « فسلك أبو الحسن طريقاً وسطاً بينهما »
[تبيين كذب المفتري: ص/150]
فهذا النص واضح في حكاية الأشعري مذهب المعتزلة في الاستواء وواضح أنه لم يأخذ به
15) أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي (ت. ٥٩٧ه)
وبعضهم يقول: استوى بمعنى استولى، ويحتج بقول الشاعر:
حتَّى اسْتَوى بِشْرٌ عَلَى العِرَاقِ ... مِنْ غَيْرِ سَيْفٍ وَدَمٍ مُهْرَاقٍ
وبقول الشاعر أيضاً:
هُمَا اسْتَويا بِفَضْلِهِما جَمِيْعاً ... عَلى عَرْشِ المُلوكِ بغَيْرِ زُوْرِ
وهذا منكر عند اللغويين. قال ابن الاعرابي: العرب لا تعرف استوى بمعنى استولى، ومن قال ذلك فقد أعظم. قالوا: وإنما يقال: استولى فلان على كذا، إذا كان بعيداً عنه غير متمكن منه، ثمّ تمكّن منه والله عزّ وجلّ لم يزل مستولياً على الأشياء والبيتان لا يعرف قائلهما، كذا قال ابن فارس اللغوي. ولو صحّا، فلا حجة فيهما لما بيَّنَّا من استيلاء من لم يكن مستولياً. نعوذ بالله من تعطيل الملحدة وتشبيه المجسمة.
[زاد المسير: 129/2-128]
« ما نُقِل عن الصحابة أنهم قالوا: استوى بمعنى استولى »
[صيد الخاطر 103].
16) بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي (ت. ٧٩٤ه)
وعن المعتزلة بمعنى استولى وقهر وغلب ورد بوجهين
أحدهما بأن الله تعالى مستول على الكونين والجنة والنار وأهلهما فأي فائدة في تخصيص العرش !
الثاني أن الاستيلاء إنما يكون بعد قهر وغلبة ،والله تعالى منزه عن ذلك قاله ابن الأعرابي]
[البرهان في علوم القرآن 81/2-80]
17) أحمد ابن علي ابن حجر العسقلاني (ت. ٨٥٢)
« يلزم من هذا التأويل: أن يصير الله غالباً بعد أن لم يكن »
[فتح الباري 13/405].
18) عبد الرحمن ابن أبي بكر السيوطي (ت. ٩١١ه)
« إن الله تعالى مستولٍ على الكونين والجنة والنار وأهلهما، فأي فائدة في تخصيص العرش بالذكر »
[الإتقان 2/9].
19) المرتضى الزبيدي (ت. 1205ه)
" وقالت المعتزلة معنى استوى أي استولى واحتج بإفساد ابن بطال وابن الأعرابي شيخ اللغويين لقولهم"
[إتحاف السادة المتقين: 2/106-107]
هل من المتشابهات آيات الصفات ؟
---------------------------------------------
لا يُعلم عن أحد من السلف أنه جعل آيات أسماء الله و صفاته من المتشابهات، بل نصوصهم صريحة في أنهم يقرون النصوص على ما دلت عليه، ويفهمون المراد منها، وينكرون تأويلات الجهمية والمعطلة، ويبطلونها. هذا هو المعروف عن السلف.
وإليك النصوص:
1) قول الإمام مالك (ت. ١٧٩ه) " الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة "
[رواه الدارمي في الرد على الجهمية (ص/55،56) ، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (664) ، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/151) وفي الاعتقاد (ص/43) ، والصابوني في عقيدة السلف (24،25،26) ، وأبو نعيم في الحلية (6/325)، والذهبي في العلو (377،378) وصحح إسناده. و قال العسقلاني: "و أخرج البيهقي بسند جيد عن ابن وهب"(407/13-406) و صحح ابن عبد الهادي في كتابه "الكلام على مسألة الاستواء على العرش". لا أعلم أحدا ضعفه سوى من ظهر اليوم من الجاهلين]
ولو كان من المتشابه الذي لا تمكن معرفته لقال " الاستواء مجهول والكيف غير معقول".
أبو عبد الله القرطبي المالكي (ت. 671 هـ) قال: "ولم يُنكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقةً. وخَصَّ العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تُعلم حقيقته. قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم - يعني في اللغة – والكيف مجهول، والسؤال عن هذا بدعة"
[الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 9/239]
2) وقد أجاب الإمام أبو جعفر الترمذي الشافعي (ت. ٢٩٥هـ) بجواب مُشابه لما أجاب به الإمام مالك، عندما سُئل عن صفة النزول:
قال أحمد بن عثمان: حضرتُ عند أبي جعفر الترمذي فسأله سائل عن حديث النبي صلى الله عليه و سلم ”إن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا“ فالنزول كيف يكون؟ يبقى فوقه علو؟
فقال أبو جعفر الترمذي: «النزول معقول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة».
قال الذهبي: صدق فَقِيه بَغْدَاد وعالمها فِي زَمَانه إِذا السُّؤَال عَن النُّزُول مَا هُوَ عي لِأَنَّهُ إِنَّمَا يكون السُّؤَال عَن كلمة غَرِيبَة فِي اللُّغَة وَإِلَّا فالنزول وَالْكَلَام والسمع وَالْبَصَر وَالْعلم والاستواء عِبَارَات جلية وَاضِحَة للسامع فَإِذا اتّصف بهَا من لَيْسَ كمثله شَيْء فالصفة تَابِعَة للموصوف وَكَيْفِيَّة ذَلِك مَجْهُولَة عِنْد الْبشر وَكَانَ هَذَا التِّرْمِذِيّ من بحور الْعلم وَمن الْعباد الورعين (العلو: 1/214)
قال الخطيب البغدادي عنه: وكان ثقة من أهل العلم والفضل والزهد في الدنيا... ولم يك للشافعيين بالعراق أريس منه ولا أشد ورعا وكان من أهل التقلل في المطعم على حال عظيمة فقرا وورعا وصبرا على الفقر. (تاريخ بغداد: 2/233)، وقال الدارقطني عنه: ثقة مأمون ناسك (سؤالات الحاكم للدارقطني: ص/149)
3) وقال أبو عيسى الترمذي (ت. ٢٧٩ه) لما روى حديث أبي هريرة "إن الله يقبل الصدقة، ويأخذها بيمينه فيربيها": «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ» وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ هَذَا، " وَقَدْ قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ فِي هَذَا الحَدِيثِ وَمَا يُشْبِهُ هَذَا مِنَ الرِّوَايَاتِ مِنَ الصِّفَاتِ: وَنُزُولِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قَالُوا: قَدْ تَثْبُتُ الرِّوَايَاتُ فِي هَذَا وَيُؤْمَنُ بِهَا وَلَا يُتَوَهَّمُ وَلَا يُقَالُ: كَيْفَ.
هَكَذَا رُوِيَ عَنْ مَالِكٍ، وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ المُبَارَكِ أَنَّهُمْ قَالُوا فِي هَذِهِ الأَحَادِيثِ: أَمِرُّوهَا بِلَا كَيْفٍ ".
وَهَكَذَا قَوْلُ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ، وَأَمَّا الجَهْمِيَّةُ فَأَنْكَرَتْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَقَالُوا: هَذَا تَشْبِيهٌ، وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابهِ اليَدَ وَالسَّمْعَ وَالبَصَرَ، فَتَأَوَّلَتِ الجَهْمِيَّةُ هَذِهِ الآيَاتِ فَفَسَّرُوهَا عَلَى غَيْرِ مَا فَسَّرَ أَهْلُ العِلْمِ، وَقَالُوا: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ آدَمَ بِيَدِهِ، وَقَالُوا: إِنَّ مَعْنَى اليَدِ هَاهُنَا القُوَّةُ "
[سنن الترمذي: حديث 662]
فهذا نص صريح على أن أهل العلم كانوا يفسرون آيات وأحاديث الصفات على خلاف تأويلات الجهمية وعلى أن الأشاعرة يحذون حذو الجهمية في تفسيرهم اليد بالقوة وغير ذلك .
وهذا بخلاف المتشابه الذين لا يجوز تفسيره . ولو كانت الصفات من المتشابه لما فسرها السلف الصالح ، فمجرد ثبوت التفسير عنهم يبطل مذهب التفويض ومذهب التشابه .
• والأشاعرة أنفسهم مختلفون فيما بينهم هل آيات الصفات من المتشابه أم لا !
قال أبو منصور البغدادي (ت. ٤٢٩ه) : " واختلف أصحابنا في هذا فمنهم من قال إن آية الاستواء من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله" [أصول الدين: 112].
أقوال المفسرين:
----------------------
وقد ذكر أبو جعفر ابن جرير الطبري (ت. ٣١٠هـ) في تفسيره اختلاف السلف في تحديد الآيات المتشابهات على خمسة أقوال، ليس منها آيات الصفات، فقال:
"وقد اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: {منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات} (آل عمران: ٧)، وما المحكم من آي الكتاب وما المتشابه منه؟
فقال بعضهم: المحكمات من آي القرآن المعمول بهن وهن الناسخات أو المثبتات الأحكام، والمتشابهات من آيه المتروك العمل بهن المنسوخات ...
وقال آخرون: المحكمات من آي الكتاب: ما أحكم الله فيه بيان حلاله وحرامه، والمتشابه منها: ما أشبه بعضه بعضا في المعاني وإن اختلفت ألفاظه ...
وقال آخرون: المحكمات من آي الكتاب: ما لم يحتمل من التأويل غير وجه واحد، والمتشابه منها: ما احتمل من التأويل أوجهاً ...
وقال آخرون: معنى المحكم: ما أحكم الله فيه من آي القرآن وقصص الأمم ورسلهم الذين أرسلوا إليهم، ففصله ببيان ذلك لمحمد وأمته، والمتشابه: هو ما اشتبهت الألفاظ به من قصصهم عند التكرير في السور بقصه باتفاق الألفاظ واختلاف المعاني، وبقصه باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني ...
وقال آخرون: بل المحكم من آي القرآن: ما عرف العلماء تأويله وفهموا معناه وتفسيره، والمتشابه: ما لم يكن لأحد إلى علمه سبيل، مما استأثر الله بعلمه دون خلقه، وذلك نحو الخبر عن وقت مخرج عيسى ابن مريم، ووقت طلوع الشمس من مغربها، وقيام الساعة، وفناء الدنيا، وما أشبه ذلك فإن ذلك لا يعلمه أحد ...
فإذا كان المتشابه هو ما وصفنا فكل ما عداه فمحكم ..
- ثم قال مرجحاً القول الأخير: وهذا القول ...أشبه بتأويل الآية، وذلك أن جميع ما أنزل الله عز وجل من آي القرآن على رسول الله فإنما أنزله عليه بياناً له ولأمته وهدى للعالمين، وغير جائز أن يكون فيه ما لا حاجة بهم إليه، ولا أن يكون فيه ما بهم إليه الحاجة ثم لا يكون لهم إلى علم تأويله سبيل..) هـ.
[تفسير ابن جرير (٣/ ١٧٢ - ١٧٥)]
وساق أيضاً في تفسيره كثيراً من الآثار عن السلف، ولم يذكر أن أحداً منهم قال: أن من المتشابه أسماء الله وصفاته.
وذكر أبو محمد عبد الرحمن محمد ابن أبي حاتم الرازي (ت. ٣٢٧ه) أربعة أوجه و لم يذكر في واحد منها آيات الصفات.
ولم يذكر مقاتل ابن سليمان البلخي (ت. ١٥٠ه) في تفسيره
ولا أبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري (ت. ١٦١ ه)
ولا عبد الرزاق ابن همام الصنعاني (ت. ٢١١ه)
ولا أبو بكر محمد بن إبراهيم ابن المنذر النيسابوري (ت. ٣١٨ه)
ولا أبو عبدالله محمد بن عبد الله المعروف بابن أبي زمنين الأندلسي (ت. ٣٩٩ه)
ولا أبو المظفر منصور ابن محمد السمعاني (ت. ٤٨٩)
ولا أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي (ت. ٥١٦ه)
ولا أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي (ت. ٥٩٧ه)، و إن ذكر سبعة أقوال
ولا أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير (ت. ٧٧٤)
بل وعقد أبو الحسن علي ابن إسماعيل الأشعري (ت. ٣٢٤ه) فصلا في حكاية أقاويل الناس في المحكم والمتشابه، ولم يذكر في أي منها أنها آيات الصفات.
[مقالات الإسلاميين: ١/ ٢٩٣]
وأخيرا يقال لهم : هل كل الصفات من المتشابه أم بعضها دون بعض؟ بالطبع لا ، فالأشاعرة يثبتون سبع صفات هي محكمة عندهم وغيرها متشابه ، وقد أخذوها على ظاهرها ولم تُحدث في عقولهم تشبيهاً مع أنها مما يوصف به المخلوق كالسمع والبصر والكلام . . .
فبأي دليل أو ضابط حكمتم بأن الصفات السبعة محكمة لا تشابه فيها وأما غيرها فهو متشابه ؟ فإذا طولبوا بالفرق لم يجدوا جواباً مقنعاً ...
والحمد لله رب العالمين...