إثبات الأنبياء علو الله
-----------------------------
• إبراهيم خليل الله عليه السلام •
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما ألقي إبراهيم في النار قال: اللهم إنك واحد في السماء، وأنا واحد في الأرض أعبدك".
[أخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية" (٧٥) و "النقض" (١٢١)، و البزار كما في "البحر الزخار" (٩٠٤٧) ، و أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١/١٩) ، و الخطيب في "تاريخ بغداد" (٣٤٤/١٠) إسناده حسن، حسنه الذهبي في "العلو" (٣٤) و"العرش" (٥٠) و"الأربعين"(٢٩)، وابن حجر في "مختصر زوائد البزار" (١٨٤١)، و المناوي في "التيسير" (٢/٣٠٢)]
[أخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية" (٧٥) و "النقض" (١٢١)، و البزار كما في "البحر الزخار" (٩٠٤٧) ، و أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١/١٩) ، و الخطيب في "تاريخ بغداد" (٣٤٤/١٠) إسناده حسن، حسنه الذهبي في "العلو" (٣٤) و"العرش" (٥٠) و"الأربعين"(٢٩)، وابن حجر في "مختصر زوائد البزار" (١٨٤١)، و المناوي في "التيسير" (٢/٣٠٢)]
• داود عليه السلام •
١ - قال ثابت بن أسلم البناني: "كان داود عليه السلام يُطيل الصلاة، ثم يركع، ثم يرفع رأسه، فيقول: "إليك رفعت رأسي يا عامر السماء، نظر العبيد إلى أربابها"
[أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على الزهد (٤٥٣)، وابن الجعد في مسنده (١٤٣٢)، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (٦٦٩)، والطبري في التفسير ٢٨/١٢، وابن عساكر في تاريخه (١٧/ ٩٣)، وصححه الذهبي في العرش (١٣٤) وابن القيم في اجتماع الجيوش (ص/٤١٢)، وقال الألباني في مختصر العلو (ص/٩٩): إسناده صالح]
قال أبو الحسن الأشعري في "الإبانة" (١١٥) : "ومن دعاء أهل الإسلام جميعا إذا هم رغبوا إلى الله تعالى في الأمر النازل بهم يقولون جميعا: يا ساكن السماء، ومن حلفهم جميعا: لا والذي احتجب بسبع سماوات" وهذا نقل إجماع وقد نقل ابن تيمية في "درء تعارض العقل والنقل" (٦/٢٠٦) وابن القيم في "اجتماع الجيوش" (ص/٤٥٢) هذا النص وأقراه
٢ - قال أبو عبد الله الجدليّ، قال: "ما رفع داود عليه السلام رأسه إلى السماء بعدما أصاب الخطيئة حتى مات"
[أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٢٥٥٤، ٣٥٣٨٨): عن عفان، والثعلبي في تفسيره (٨/ ١٩٧) من طريق: موسى بن إسماعيل كلاهما عن حماد بن سلمة به. وسنده صحيح]
• موسى كليم الله عليه السلام •
قال الله تعالى:
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ} [القصص: ٣٨]
وقال سبحانه:
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا} [غافر: ٣٧-٣٦]
كان فرعون يدَّعي الإلهية وينكر دعوة موسى عليه السلام بوجود إله غيره وهو الله عز وجل، فأراد أن يثبت ذلك للناس، فأمر وزيره هامان أن يبني صرحا، وهو البناء العالي المرتفع في السماء، لعله يبلغ أبواب السماء وطرقها فينظر إلى إله موسى الذي يدعيه. فهل كان اختيار الصعود للسماء لاعتقاده أن إله موسى عليه السلام في السماء، أو لأن موسى عليه السلام أخبره بأن ربه في السماء ؟
أما القول بأن اعتقاد أن الله عز وجل في السماء (أي فوقها) هو اعتقاد فرعون، وليس موسى عليه السلام، فإنها دعوى يبطلها الشرع والعقل.
فأما الشرع، فقوله تعالى: {أمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} [الملك : ١٧-١٦] وقد بيَّن أئمة السنة أن المقصود في الآية هو الله عز وجل.
وجاء في الحديث الصحيح أن معاوية بن الحكم قال:
وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّيبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُعْتِقُهَا؟»
قَالَ: ”ائْتِنِي بِهَا“ فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَقَالَ لَهَا: ”أَيْنَ اللَّهُ“، قَالَتْ: «فِي السَّمَاءِ.»
قَالَ: ”مَنْ أَنَا“ قَالَتْ: «أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ.»
قَالَ: ”أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ“ [صحيح مسلم]
فشَهِد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالإيمان بهذا الإعتقاد، ولو كان اعتقاد أن الله في السماء كفرًا لوجب على النبي صلى الله عليه وسلم أن يبُيِّن ذلك ولا يقرّها على الكفر.
وأما العقل، فإن فرعون قال للناس بأنه يعتقد كذب موسى بأن هناك إلها غيره وبنى الصرح ليثبت أن إله موسى ليس له وجود، فإذا كان فعل فرعون مبنيا على اعتقاده هو في مكان وجود الله عز وجل، فإن حجته تبطل، لأنه لا يصح أن يستدل على بطلان دعوى موسى باعتقاده هو ! بل يجب أن يكون مبنيا على اعتقاد موسى في الله عز وجل، وهو أن الله في السماء، فبنى الصرح حتى يبلغ أبواب السماء فيثبت للناس أن موسى كاذب في دعواه إلها غيره بزعمه.
وأيضا، فلو كان فعل فرعون مخالفا لعقيدة موسى عليه السلام لرد عليه بنفي كون إلهه في السماء، ولقال له إنه لا فائدة من فعله الذي يريد به إثبات عدم وجود إله موسى، لأنه لم يدَّعي قط أن إلهه في السماء، بل هو لا يعتقد ذلك. وحيث لم يقل موسى عليه السلام مثل هذا، فإنه معتقد أن الله في السماء.
من أقوال العلماء في الآية:
1 - قال يحيى بن سلام (200 هـ) في تفسير الآية الثانية: "{لعلي أبلغ الأسباب} يعني الأبواب {فأطلع إلى إله موسى} الذي يزعم {وإني لأظنه كاذبا} ما في السماء أحدٌ تعمد الكذب".
[تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين: 4/134]
[تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين: 4/134]
2 - قال الحارث المحاسبي (243 هـ) : "وإني لأظنه كاذبا فيما قال لي إنه في السماء، فطَلَبَه حيث قال له موسى مع الظن منه بموسى عليه السلام أنه كاذب، ولو أن موسى عليه السلام أخبره أنه في كل مكان بذاته لطلبَه في الأرض أو في بيته وبدنه ولم يتعز ببنيان الصرح"
[فهم القرآن ومعانيه للمحاسبي، القسم الرابع/ باب ما لا يجوز فيه النسخ وما يجوز ذلك فيه.]
[فهم القرآن ومعانيه للمحاسبي، القسم الرابع/ باب ما لا يجوز فيه النسخ وما يجوز ذلك فيه.]
3 - قال عثمان الدارمي (280 هـ) : "ففي هذه الآية بيان بَيِّن ودلالة ظاهرة أن موسى كان يدعو فرعون إلى معرفة الله بأنه فوق السماء، فمن أجل ذلك أمر ببناء الصرح، ورام الاطلاع إليه".
[الرد على الجهمية - الدارمي: ص/37]
[الرد على الجهمية - الدارمي: ص/37]
4 - قال ابن جرير الطبري (310 هـ) : "{وَإِنِّي لأظُنُّهُ} فيما يقول من أن له معبودًا يعبده في السماء، وأنه هو الذي يؤيده وينصره، وهو الذي أرسله إلينا {من الكاذبين}".
[جامع البيان في تأويل القرآن - للطبري: 19/581]
[جامع البيان في تأويل القرآن - للطبري: 19/581]
وقال في تفسير الآية الثانية: "وقوله {وَإِنِّي لأظُنُّهُ كَاذِبًا} يقول: وإني لأظنّ موسى كاذبا فيما يقول ويدّعي من أن له في السماء ربا أرسله إلينا".
[جامع البيان: 21/387]
[جامع البيان: 21/387]
5 - قال ابن خزيمة (311 هـ) : "وفي قوله وإني لأظنه كاذبا دلالة على أن موسى قد كان أعلمه أن ربه جلا وعلا أعلى وفوق".
[كتاب التوحيد – ابن خزيمة: 1/264]
6 - قال أبو الحسن الأشعري (324 ه) : "وقال تعالى حاكيا عن فرعون لعنه الله: (يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا) من الآيتين (37/40-36) ، كذب موسى عليه السلام في قوله: إن الله سبحانه فوق السماوات".
[الإبانة ص106]
[كتاب التوحيد – ابن خزيمة: 1/264]
6 - قال أبو الحسن الأشعري (324 ه) : "وقال تعالى حاكيا عن فرعون لعنه الله: (يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا) من الآيتين (37/40-36) ، كذب موسى عليه السلام في قوله: إن الله سبحانه فوق السماوات".
[الإبانة ص106]
7 - قال أبو أحمد الكرجي (360 هـ) : "قوله إخبارًا عن فرعون {يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى}، حجة على من يزعم أن الله بنفسه في الأرض؛ حال في كل مكان، وينكر كينونته بنفسه في السماء وعلمه في الأرض. إذ محال أن يقول فرعون هذا القول إلا وقد دلّـلَه موسى -صلى الله عليه- أن إلهه في السماء دون الأرض. فإن كان فرعون أنكر كينونته في السماء وثبته في الأرض فقد وافق القوم فرعون في قوله. وإن كان أنكره في السماء والأرض معًا فقد خالفوا موسى -صلى الله عليه - مع خلافهم لجميع الأنبياء والناس، وأهل الملل كافة سواهم. ولا أعلم في الأرض باطلا إلا وهذا أوحش منه، نعوذ بالله من الضلالة".
[نكت القرآن لأبي أحمد الكرجي القصاب: 568/3-567]
[نكت القرآن لأبي أحمد الكرجي القصاب: 568/3-567]
8 - قال أبو الليث السمرقندي (375هـ) في تفسيره "بحر العلوم" : "قال تعالى: {وَإِنّى لاظُنُّهُ مِنَ الكاذبين} أي: أحسب موسى بما يقول أن في السماء إلهاً من الكاذبين".
[بحر العلوم– أبو الليث السمرقندي: 2/609]
[بحر العلوم– أبو الليث السمرقندي: 2/609]
9 - قال أبو سليمان الخطابي (388 هـ) في كتابه "شعار الدين": "وقال حكاية عن فرعون أنه قال {يا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى} فوقع قصد الكافر إلى الجهة التي أخبره موسى عنها ولذلك لم يطلبه في طول الأرض ولا عرضها ولم ينزل إلى طبقات الأرض السفلى. فدل ما تلوناه من هذه الآي على أن الله سبحانه في السماء مستو على العرش، ولو كان بكل مكان لم يكن لهذا التخصيص معنى ولا فيه فائدة، *وقد جرت عادة المسلمين خاصتهم وعامتهم بأن يدعو ربهم عند الابتهال والرغبة إليه ويرفعوا أيديهم إلى السماء وذلك لاستفاضة العلم عندهم بأن ربهم المدعو في السماء سبحانه".
[نقله ابن القيم في حاشيته على سنن أبي داود (ج13 ص35-36)، وكذلك ذكر الإمام القرطبي ما بين النجمتين ( * ) في كتابه "الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته" (ص170) تحقيق العشاحسونة، وعزاه إلى الخطابي في "شعار الدين"؛ قال ابن الصلاح في "طبقات فقهاء الشافعية في ترجمة الخطابي: "منها كتابه الموسوم بـ: ' شعار الدين' في أصول الدين ، التزم فيه إيراد أوضح ما يعرفه من الدلائل من غير أن يجرد طريقة المتكلمين" إلى أن قال "وصرح بأنه سبحانه وتعالى في السماء"]
[نقله ابن القيم في حاشيته على سنن أبي داود (ج13 ص35-36)، وكذلك ذكر الإمام القرطبي ما بين النجمتين ( * ) في كتابه "الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته" (ص170) تحقيق العشاحسونة، وعزاه إلى الخطابي في "شعار الدين"؛ قال ابن الصلاح في "طبقات فقهاء الشافعية في ترجمة الخطابي: "منها كتابه الموسوم بـ: ' شعار الدين' في أصول الدين ، التزم فيه إيراد أوضح ما يعرفه من الدلائل من غير أن يجرد طريقة المتكلمين" إلى أن قال "وصرح بأنه سبحانه وتعالى في السماء"]
10 - قال أبو عثمان الصابوني (449هـ) : "وأخبر الله سبحانه عن فرعون اللعين أنه قال لهامان: {ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا} . وإنما قال ذلك لأنه سمع موسى عليه السلام يذكر أن ربه في السماء، ألا ترى إلى قوله {وإني لأظنه كاذبا} يعني في قوله: إن في السماء إلهًا، وعلماء الأمة وأعيان الأئمة من السلف رحمهم الله لم يختلفوا في أن الله تعالى على عرشه، وعرشه فوق سماواته".
[عقيدة السلف وأصحاب الحديث - أبو عثمان الصابوني: ص/176]
[عقيدة السلف وأصحاب الحديث - أبو عثمان الصابوني: ص/176]
11 - قال ابن عبد البر (463 هـ) : "فَدَلَّ على أن موسى عليه السلام كان يقول: إلهي في السماء، وفرعون يظنه كاذبا".
[التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد: 7/133]
[التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد: 7/133]
12 - قال سعد بن علي الزنجاني (471 هـ) في شرح قصيدته في السنة: "وأخبر عن فرعون أنه قال: {يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا} وكان فرعون قد فهِم عن موسى أنه يُثبت إلهًا فوق السماء حتى رام بصرحه أن يطلع إليه، واتهم موسى بالكذب في ذلك، ومُخالفنا ليس يعلم أن الله فوقه بوجود ذاته فهو أعجز فهمًا من فرعون"
.
[اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم: ص/197-198]
13 - قال أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني (535 هـ) : "وأخبر عن فرعون أنه قال : {يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا} فكان فرعون قد فهِم عن موسى أنه يثبت إلهًا فوق السماء حتى رام بصرحه أن يطلع إليه، واتّهم موسى بالكذب في ذلك".
[الحجة في بيان المحجة - لإسماعيل الأصبهاني: 2/115]
[الحجة في بيان المحجة - لإسماعيل الأصبهاني: 2/115]
14 - قال موفق الدين ابن قدامة المقدسي (620هـ) في تفسير الآية الثانية: "يعني أظن موسى كاذبا في أن الله إلهه في السماء، والمخالف في هذه المسألة قد أنكر هذا، يزعم أن موسى كاذب في هذا بطريق القطع واليقين، مع مخالفته لرب العالمين، وتخطئته لنبيه الصادق الأمين، وتركه منهج الصحابة والتابعين، والأئمة السابقين، وسائر الخلق أجمعين. ونسأل الله تعالى أن يعصمنا من البدع برحمته، ويوفقنا لاتباع سنته".
[إثبات صفة العلو لابن قدامة: ص/65]
15. قال شمس الدين الذهبي (748 هـ) : "يعني: أظن موسى كاذبا أن إلهه في السماء، ولو لم يكن موسى عليه السلام يدعوه إلى إله في السماء لما قال هذا؛ إذ لو كان موسى قال له: إن الإله الذي أدعوك إليه، ليس في السماء لكان هذا القول من فرعون عبثًا، ولكان بناؤه القصر جنونًا".
[كتاب العرش للذهبي: 2/17]
16 - قال أَبِو الْقَاسِمِ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِي الْأَنْدَلُسِيِّ المالكي في الْجُزْءِ الْأَوَّلِ مِنْ كِتَابِ "الِاهْتِدَاءِ لِأَهْلِ الْحَقِّ وَالِاقْتِدَاءِ" شرح "الملخص لمسند الموطأ" للقابسي وهو يذكر أدلة العلو:
"وقوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا} [غافر: 36] ، فدل أن موسى عليه الصلاة والسلام كان يقول: إن إلهي في السماء. وفرعون يظنه كاذبا".
[اجتماع الجيوش الإسلامية: ص/١٠٦]
الذين نقلوا إجماع الانبياء و جميع الملل
على علو الله.
١) سعيد بن عامر الضبعى أبو محمد البصرى (٢٠٨ هـ)
ذُكر عنده الجهمية فقال: (هم شر قولاً من اليهود والنصارى، قد اجتمع اليهود والنصارى وأهل الأديان مع المسلمين على أن الله فوق العرش، وقالوا: هو ليس عليه شيء)
[رواه البخاري في "خلق أفعال العباد" (١٨) نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في "درء التعارض" (٢/ ٢٦١) وعزاه لابن أبي حاتم في الرد على الجهمية، وأورده الذهبي في "العلو" (٤٣٠)]
٢) أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب (٢٤١ ه)
قال : "وقد غرس في بنية الفطرة ومعارف الآدميين من ذلك ما لا شيء أبين منه ولا أوكد لأنك لا تسأل أحداً من الناس عنه عربياً ولا عجمياً ولا مؤمناً ولا كافراً فتقول: أين ربك؟ إلا قال: في السماء إن أفصح، أو أوما بيده أو أشار بطرفه إن كان لا يفصح، لا يشير إلى غير ذلك من أرض ولا سهل ولا جبل، ولا رأينا أحداً داعياً له إلا رافعاً يديه إلى السماء، ولا وجدنا أحداً غير الجهمية يسأل عن ربه فيقول في كل مكان كما يقولون، وهم يدعون أنهم أفضل الناس كلهم، فتاهت العقول وسقطت الأخبار واهتدى جهم وحده وخمسون رجلاً معه نعوذ بالله من مضلات الفتن" اهـ.
ثم قال ابن فورك: "فقد حقق رحمه الله في هذا الفصل شيئاً من مذاهبه، أحدها: إجازة القول بأين الله؟ في السؤال عنه، والثاني: صحة الجواب عنه بأن يقال: في السماء، والثالث: أن ذلك يرجع فيه إلى الإجماع من الخاصة والعامة".
[نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في درء التعارض (٦/ ١٩٣) وفي نقض التأسيس (ص٥١ - ٥٣) وفي مجموع الفتاوى (٥/ ٣١٩) ونقله ابن القيم في الصواعق المرسلة (٤/ ١٢٣٨) وفي اجتماع الجيوش الإسلامية (ص٢٨٢)]
٣) عبد الله بن مسلم بن قتيبة أبو محمد الدينوري (٢٧٦ هـ)
قال: "والأمم كلها عربيها وعجميها تقول: إن الله تعالى في السماء ما تُركت على فطرها ولم تُنقل عن ذلك بالتعليم.
وفي الحديث إن رجلا أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأمة أعجمية للعتق، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أين الله تعالى؟ فقالت: في السماء، قال: فمن أنا؟ قالت: أنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عليه الصلاة والسلام: هي مؤمنة، وأمره بعتقها -هذا أو نحوه".
[تأويل مختلف الحديث (ص٢٥٢ - ٢٥٣)]
٤) الإمام العلامة الحافظ الناقد عثمان بن سعيد الدارمي (٢٨٠ هـ)
قال: (وقد اتفقت كلمة المسلمين أن الله تعالى فوق عرشه، فوق سماواته)
[الرد على المريسي (١/ ٣٤٠)]
وقال: "وقد اتفقت الكلمة من المسلمين والكافرين أن الله في السماء، وحدوه بذلك إلا المريسي الضال وأصحابه".
[المرجع السابق (١/ ٢٢٨)]
٥) الإمام العلامة حافظ المغرب أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر الأندلسي القرطبي المالكي (٤٦٣ هـ)
قال: "ومن الحجة أيضا في أنه عز وجل على العرش فوق السموات السبع: أن الموحدين أجمعين من العرب والعجم إذا كربهم أمر أو نزلت بهم شدة رفعوا وجوههم إلى السماء يستغيثون ربهم تبارك وتعالى، وهذا أشهر وأعرف عند الخاصة والعامة من أن يحتاج فيه إلى أكثر من حكايته، لأنه اضطرار لم يؤنبهم عليه أحد، ولا أنكره عليهم مسلم".
[التمهيد (٧/ ١٣٤).]
٦) أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيلاني (٥٦١هـ)
قال: "كونه عز وجل على العرش مذكورًا في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل بلا كيف".
[الغنية لطالبي طريق الحق عز وجل (١/١٢٥)]
٧) أبو الوليد محمد بن أبي القاسم أحمد بن رشد الحفيد القرطبي (٦٠٥ هـ)
"القول في الجهة: وأما هذه الصفة فلم يزل أهل الشريعة في أول الأمر يثبتونها لله سبحانه حتى نفتها المعتزلة، ثم تبعهم على نفيها متأخروا الأشعرية كأبي المعالي ومن اقتدى بقوله، وظواهر الشرع تقتضي إثبات الجهة ..... إلى أن قال: وجميع الحكماء قد اتفقوا على أن الله تعالى والملائكة في السماء كما اتفقت جميع الشرائع على ذلك".
["الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة" لابن رشد (ص/١٧٦) ونقله ابن تيمية في درء التعارض (٦/ ٢١٣) وفي نقض التأسيس (ص/٩٧)]
٨) أبو محمد عبد الله ابن قدامة المقدسي (٦٢٠ هـ)
قال: "فإن الله تعالى وصف نفسه بالعلو في السماء ووصفه بذلك محمد خاتم الأنبياء، وأجمع على ذلك جميع العلماء من الصحابه الأتقياء والأئمة من الفقهاء، وتواترت الأخبار بذلك على وجه حصل به اليقين، وجمع الله تعالى عليه قلوب المسلمين، وجعله مغروزًا في طباع الخلق أجمعين، فتَرَاهم عند نزول الكرب بهم يلحظون السماء بأعينهم ويرفعون نحوها للدعاء أيديهم، وينتظرون مجئ الفرج من ربهم، وينطقون بذلك بألسنتهم لا ينكر ذلك إلا مبتدع غال في بدعته، أو مفتون بتقليده واتباعه على ضلالته".
[إثبات صفة العلو: ص/٦٣]
والحمد لله رب العالمين...
[كتاب العرش للذهبي: 2/17]
16 - قال أَبِو الْقَاسِمِ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِي الْأَنْدَلُسِيِّ المالكي في الْجُزْءِ الْأَوَّلِ مِنْ كِتَابِ "الِاهْتِدَاءِ لِأَهْلِ الْحَقِّ وَالِاقْتِدَاءِ" شرح "الملخص لمسند الموطأ" للقابسي وهو يذكر أدلة العلو:
"وقوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا} [غافر: 36] ، فدل أن موسى عليه الصلاة والسلام كان يقول: إن إلهي في السماء. وفرعون يظنه كاذبا".
[اجتماع الجيوش الإسلامية: ص/١٠٦]
الذين نقلوا إجماع الانبياء و جميع الملل
على علو الله.
١) سعيد بن عامر الضبعى أبو محمد البصرى (٢٠٨ هـ)
ذُكر عنده الجهمية فقال: (هم شر قولاً من اليهود والنصارى، قد اجتمع اليهود والنصارى وأهل الأديان مع المسلمين على أن الله فوق العرش، وقالوا: هو ليس عليه شيء)
[رواه البخاري في "خلق أفعال العباد" (١٨) نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في "درء التعارض" (٢/ ٢٦١) وعزاه لابن أبي حاتم في الرد على الجهمية، وأورده الذهبي في "العلو" (٤٣٠)]
٢) أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب (٢٤١ ه)
قال : "وقد غرس في بنية الفطرة ومعارف الآدميين من ذلك ما لا شيء أبين منه ولا أوكد لأنك لا تسأل أحداً من الناس عنه عربياً ولا عجمياً ولا مؤمناً ولا كافراً فتقول: أين ربك؟ إلا قال: في السماء إن أفصح، أو أوما بيده أو أشار بطرفه إن كان لا يفصح، لا يشير إلى غير ذلك من أرض ولا سهل ولا جبل، ولا رأينا أحداً داعياً له إلا رافعاً يديه إلى السماء، ولا وجدنا أحداً غير الجهمية يسأل عن ربه فيقول في كل مكان كما يقولون، وهم يدعون أنهم أفضل الناس كلهم، فتاهت العقول وسقطت الأخبار واهتدى جهم وحده وخمسون رجلاً معه نعوذ بالله من مضلات الفتن" اهـ.
ثم قال ابن فورك: "فقد حقق رحمه الله في هذا الفصل شيئاً من مذاهبه، أحدها: إجازة القول بأين الله؟ في السؤال عنه، والثاني: صحة الجواب عنه بأن يقال: في السماء، والثالث: أن ذلك يرجع فيه إلى الإجماع من الخاصة والعامة".
[نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في درء التعارض (٦/ ١٩٣) وفي نقض التأسيس (ص٥١ - ٥٣) وفي مجموع الفتاوى (٥/ ٣١٩) ونقله ابن القيم في الصواعق المرسلة (٤/ ١٢٣٨) وفي اجتماع الجيوش الإسلامية (ص٢٨٢)]
٣) عبد الله بن مسلم بن قتيبة أبو محمد الدينوري (٢٧٦ هـ)
قال: "والأمم كلها عربيها وعجميها تقول: إن الله تعالى في السماء ما تُركت على فطرها ولم تُنقل عن ذلك بالتعليم.
وفي الحديث إن رجلا أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأمة أعجمية للعتق، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أين الله تعالى؟ فقالت: في السماء، قال: فمن أنا؟ قالت: أنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عليه الصلاة والسلام: هي مؤمنة، وأمره بعتقها -هذا أو نحوه".
[تأويل مختلف الحديث (ص٢٥٢ - ٢٥٣)]
٤) الإمام العلامة الحافظ الناقد عثمان بن سعيد الدارمي (٢٨٠ هـ)
قال: (وقد اتفقت كلمة المسلمين أن الله تعالى فوق عرشه، فوق سماواته)
[الرد على المريسي (١/ ٣٤٠)]
وقال: "وقد اتفقت الكلمة من المسلمين والكافرين أن الله في السماء، وحدوه بذلك إلا المريسي الضال وأصحابه".
[المرجع السابق (١/ ٢٢٨)]
٥) الإمام العلامة حافظ المغرب أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر الأندلسي القرطبي المالكي (٤٦٣ هـ)
قال: "ومن الحجة أيضا في أنه عز وجل على العرش فوق السموات السبع: أن الموحدين أجمعين من العرب والعجم إذا كربهم أمر أو نزلت بهم شدة رفعوا وجوههم إلى السماء يستغيثون ربهم تبارك وتعالى، وهذا أشهر وأعرف عند الخاصة والعامة من أن يحتاج فيه إلى أكثر من حكايته، لأنه اضطرار لم يؤنبهم عليه أحد، ولا أنكره عليهم مسلم".
[التمهيد (٧/ ١٣٤).]
٦) أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيلاني (٥٦١هـ)
قال: "كونه عز وجل على العرش مذكورًا في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل بلا كيف".
[الغنية لطالبي طريق الحق عز وجل (١/١٢٥)]
٧) أبو الوليد محمد بن أبي القاسم أحمد بن رشد الحفيد القرطبي (٦٠٥ هـ)
"القول في الجهة: وأما هذه الصفة فلم يزل أهل الشريعة في أول الأمر يثبتونها لله سبحانه حتى نفتها المعتزلة، ثم تبعهم على نفيها متأخروا الأشعرية كأبي المعالي ومن اقتدى بقوله، وظواهر الشرع تقتضي إثبات الجهة ..... إلى أن قال: وجميع الحكماء قد اتفقوا على أن الله تعالى والملائكة في السماء كما اتفقت جميع الشرائع على ذلك".
["الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة" لابن رشد (ص/١٧٦) ونقله ابن تيمية في درء التعارض (٦/ ٢١٣) وفي نقض التأسيس (ص/٩٧)]
٨) أبو محمد عبد الله ابن قدامة المقدسي (٦٢٠ هـ)
قال: "فإن الله تعالى وصف نفسه بالعلو في السماء ووصفه بذلك محمد خاتم الأنبياء، وأجمع على ذلك جميع العلماء من الصحابه الأتقياء والأئمة من الفقهاء، وتواترت الأخبار بذلك على وجه حصل به اليقين، وجمع الله تعالى عليه قلوب المسلمين، وجعله مغروزًا في طباع الخلق أجمعين، فتَرَاهم عند نزول الكرب بهم يلحظون السماء بأعينهم ويرفعون نحوها للدعاء أيديهم، وينتظرون مجئ الفرج من ربهم، وينطقون بذلك بألسنتهم لا ينكر ذلك إلا مبتدع غال في بدعته، أو مفتون بتقليده واتباعه على ضلالته".
[إثبات صفة العلو: ص/٦٣]
والحمد لله رب العالمين...