воскресенье, 10 сентября 2017 г.

بيان تفسير السلف لقوله تعالى {استوى إلى السماء}، وأنه بمعنى (العلو والارتفاع والصعود)، خلافًا لما يزعم بعض الناس أنه بمعنى (قَصَدَ وعَمَد).
-------------------------------------------------

# ما جاء عن ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.

* قال يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ":
- حدثني يوسف بن عدي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن زيد بن أبي أنيسة، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، -عن ابن عباس-، قال سعيد: جاء رجل، فقال: يا ابن عباس إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي فقد وقع ذلك في صدري. 
فقال ابن عباس: أتكذيب؟ 
فقال: ما تكذيب، ولكن اختلاف، ... 
وساق الأثر إلى أن قال ابن عباس رضي الله عنهما: وأما قوله {السماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها}، فإنه خلق الأرض في يومين قبل السماء، ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين، ثم نزل إلى الأرض فدحاها. اهــ(1)
_________

# ما جاء في ذلك عن التابعين رحمهم الله.

* قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في "تفسيره":
- قوله {ثم استوى إلى السماء}.
- حدثنا عصام بن رواد، ثنا آدم، ثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية، في قوله {ثم استوى إلى السماء}، يقول: ارتفع.(2) 
- وروي عن الحسن، والربيع بن أنس، مثله. اهــ
_________

# ما جاء في ذلك عن إمامي اللغة: الخليل بن أحمد الفراهيدي، وتلميذه النضر بن شميل رحمهما الله.

* قال الزبير بن بكار(3): 
- أخبرني النضر بن شميل قال: ...، قال الخليل: أتيت أبا ربيعة الأعرابي، -وكان من أعلم من رأيت-، فإذا هو على سطح، فسلمنا فرد علينا السلام، وقال لنا: استووا. 
فبقينا متحيرين، ولم ندر ما قال، فقال لنا أعرابي إلى جنبه: يقول لكم ارتفعوا. 
فقال الخليل: هو من قول الله تعالى {ثم استوى إلى السماء وهي دخان}. اهــ(4)
_________

# قول الإمام الحافظ أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي رحمه الله.

* وقال أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب التفسير من "سننه الكبرى":
- قوله تعالى {ثم استوى إلى السماء}.
- أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن هلال بن أسامة، عن عطاء بن يسار، عن عمر بن الحكم، قال: أتيتُ رسول الله ﷺ، فقلتُ: يا رسول الله، إن جارية لي كانت ترعى غنما لي، فجئتها وفقدت شاة من الغنم، فسألتها عنها، فقالت: أكلها الذئب، فأسفت عليها، وكنت من بني آدم، فلطمت وجهها وعلي رقبة، أفأعتقها؟
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أين الله؟».
قالت: في السماء.
قال: «فمن أنا؟».
قالت: أنت رسول الله. 
قال: «فأعتِقْها».
- أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب، قال: أخبرني ابن جريج، أن أبا الزبير أخبره، أن عليا الأسدي أخبره، أن عبد الله بن عمر أعلمه، أن رسول الله ﷺ كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا، وقال: «{سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون}، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في الأهل والمال». اهــ (5)
_________

# قول شيخ الإسلام في عصره أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية.

* قال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله في "شرح حديث النزول":
- قلت: وتأويل المجيء والإتيان والنزول ونحو ذلك ـ بمعنى القصد والإرادة ونحو ذلك ـ هو قول طائفة. 
وتأولوا ذلك في قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء}، وجعل ابن الزاغوني وغيره ذلك: هو إحدى الروايتين عن أحمد!.
- والصواب: أن جميع هذه التأويلات مبتدعة، لم يقل أحد من الصحابة شيئًا منها، ولا أحد من التابعين لهم بإحسان، وهي خلاف المعروف المتواتر عن أئمة السنة والحديث ـ أحمد بن حنبل، وغيره من أئمة السنة.
ولكن بعض الخائضين بالتأويلات الفاسدة يتشبث بألفاظ تنقل عن بعض الأئمة، وتكون إما غلطًا أو محرفة، ... إلخ.

* وقال أيضا: 
- ومن قال: "استوى بمعنى: عمد"؛ ذكره في قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إلى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ}؛ لأنه عُدِّيَ بحرف الغاية، كما يقال: عمدت إلى كذا، وقصدت إلى كذا، ولا يقال: عمدت على كذا ولا قصدت عليه، مع أن ما ذُكِرَ في تلك الآية لا يُعرف في اللغة أيضًا!، ولا هو قول أحد من مفسري السلف!، بل المفسرون من السلف قولهم بخلاف ذلك كما قدمناه عن بعضهم.
وإنما هذا القول وأمثاله ابتدع في الإسلام، لما ظهر إنكار أفعال الرب التي تقوم به ويفعلها بقدرته ومشيئته واختياره؛ فحينئذ صار يفسر القرآن من يفسره بما ينافي ذلك، كما يفسر سائر أهل البدع القرآن على ما يوافق أقاويلهم. 
- وأما أن يُنقل هذا التفسير عن أحد من السلف فلا، بل أقوال السلف الثابتة عنهم متفقة في هذا الباب، لا يُعرف لهم فيه قولان، كما قد يختلفون أحيانًا في بعض الآيات، وإن اختلفت عباراتهم فمقصودهم واحد وهو إثبات علو الله على العرش، ... 
- وقوله: {ثم استوى إلى السماء}، إنما فسروه بأنه ارتفع؛ لأنه قال قبل هذا: {قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين . وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين . ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين . فقضاهن سبع سماوات في يومين}، وهذه نزلت في سورة [حم] بمكة. 
ثم أنزل الله في المدينة سورة البقرة: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون . هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم}، فلما ذكر أن استواءه إلى السماء كان بعد أن خلق الأرض وخلق ما فيها، تضمن معنى الصعود؛ لأن السماء فوق الأرض، فالاستواء إليها ارتفاع إليها.
- فإن قيل: فإذا كان إنما استوى على العرش بعد أن خلق السموات والأرض في ستة أيام، فقبل ذلك لم يكن على العرش؟ 
- قيل: الاستواءُ علوٌّ خاص، فكل مستوٍ على شيء عالٍ عليه، وليس كل عالٍ على شيء مستوٍ عليه.
ولهذا لا يقال لكل ما كان عاليًا على غيره: إنه مستو عليه، واستوى عليه، ولكن كل ما قيل فيه: إنه استوى على غيره؛ فإنه عال عليه، ... 
- فالأصل أن علوه على المخلوقات وصف لازم له، كما أن عظمته وكبرياءه وقدرته كذلك، وأما [الاستواء] فهو فعل يفعله سبحانه وتعالى بمشيئته وقدرته؛ ولهذا قال فيه: {ثم استوى}؛ ولهذا كان الاستواء من الصفات السمعية المعلومة بالخبر. اهــ
وهذا كلامٌ نفيس لمن تأمله.
_________

# قول أبي عبد الله ابن القيّم.

قال ابن القيم كما في "مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة" لابن الموصلي:
- وقد ذكر سبحانه هذا المعدى بإلى في موضعين من كتابه، في البقرة في قوله تعالى {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء}، والثاني في سورة فصلت {ثم استوى إلى السماء وهي دخان}، وهذا بمعنى العلو والارتفاع بإجماع السلف، كما سنذكره ونذكر ألفاظهم بعد إن شاء الله. اهـــ

=================================================

(1) فقول ابن عباس "اسنوى إلى السماء" مع قوله "ثم نزل إلى إلى الأرض"، يدل على أن تفسير "استوى إلى"، هو صعد وارتفع، ولو كان بمعنى "أقبَلَ وعَمَدَ"، لما فرّق بينهما، ولما خصَّ السماء بالاستواء، والأرض بالنزول، ولقال: "استوى إلى السماء، ثم استوى إلى الأرض"!، والله أعلم.
___

(2) قال الإمام البخاري في "صحيحه":
- باب {وكان عرشه على الماء}، {وهو رب العرش العظيم}.
- قال أبو العالية: {استوى إلى السماء}، ارتفع، {فسواهن}، خلقهن. اهــ
___

(3) الغالب أن هذا النص في الجزء المفقود من كتاب "الأخبار الموفقيات" للزبير بن بكار، الذي ألّفه للموفق بن المتوكل.
___

(4) جاء ذلك في أثر طويل للنضر بن شميل مع المأمون بمرو. 

* أخرجه محمد بن المظفر الحاتمي الأديب اللغوي في "حلية المحاضرة"، قال: 
- وأخبرنا أبو أحمد عيسى بن عبد العزيز الطاهري، قال: أخبرنا الدمشقي، عن الزبير بن بكار، قال: أخبرني النضر بن شميل، به. اهــ
× والطاهري هو عيسى بن عبد العزيز بن عبد الله بن طاهر، وهو عمّ عبيد الله بن سليمان الطاهري، كما في "الموشح" للمرزباني.
× والدمشقي هو أحمد بن سعيد الدمشقي، وهو من رواة "الأخبار الموفقيات" عن الزبير بن بكار، وللأخبار الموفقيات مخطوط برواية أحمد بن سعيد الدمشقي، طُبع عليه الكتاب وعلى مخطوط آخر، ولا يمثل إلا جزءا صغير من "الأخبار الموفقيات"، والله المستعان.

* وأخرجه كذلك المعافى بن زكريا في "الجليس الصالح"، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"، والذهبي في "العلو"، قال المعافى بن زكريا: 
- حدثنا محمد بن محمود بن أبي الأزهر الخراعي، قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: حدثني النضر بن شميل، به. اهــ
× ومحمد بن مزيد بن محمود الخزاعي المعروف بابن أبي الأزهر مطعون فيه ليس بثقة، وذكر الذهبي أن له جزءا عن الزبير بن بكار، والله أعلم.
___

(5) في تفسيره رحمه الله للآية فوائد، منها أن الاستواء عند السلف تفسيره الصعود والارتفاع والعلو، ومنها أن تفسير الاستواء بالجلوس قول معروف عند السلف، بدليل سياقه رحمه الله لحديث ابن عمر رضي الله عنه في الركوب، وهو قول مروي عن كثير من السلف، كابن مسعود رواه عنه الشعبي، وابن عباس رواه السدي في تفسيره عن أبي مالك وأبي صالح عنه، والحسن البصري، وعكرمة، ومحمد بن كعب القرظي، وعبد الوهاب الورّاق صاحب أحمد، وغيرهم رحمهم الله.
ومادة (جلس) أصلٌ واحد يدل على الارتفاع في الشئ، كما ذكر اللغوي المحدّث أحمد بن فارس في "مقاييس اللغة".

منقول عن الأخ محمد مختار

وقد عد كثير من الأئمة هذه الآية من أدلة إثبات علو الله على خلقه، مما يدل أنها عندهم بمعنى الارتفاع والعلو، لا بمعنى القصد والإقبال. و من هؤلاء الأئمة: الدارمي في الرد على الجهمية وابن عبد البر في التمهيد (٧/١٢٩) والأشعري في الإبانة.











воскресенье, 23 апреля 2017 г.

ترجمة صفات الله إلى لغات أخرى


نقل شيخ الإسلام عن أبي إسماعيل الهروي كلاما يكتب بماء الذهب في هذا المقام

قال أبو إسماعيل: وليس كيف في هذا الباب من مقال المسلمين فأما العبارة فقد قال الله: (( وقالت اليهود يد الله مغلولة)) وإنما قالوها بالعبرانية فحكاها الله عنهم بالعربية وكان يكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبا بالعربية فيها أسماء الله وصفاته فيعبر بالألسنة عنها ويكتب بالسريانية فيعبره له زيد بن ثابت رضي الله عنه بالعربية.
والله تعالى يدعى بكل لسان باسمه فيجيب ويحلف بها فيلزم وينشد فيجاز ويوصف فيعرف .أ.هـ من بيان تلبيس الجهمةي 2/204-205